إعدامات المنيا.. اتهامات الشرطة وشهادات الأهالي

أحكام الاعدام تثير علامات استفهام حول نزاهة القضاء المصري
محكمة مصرية أقرت بإعدام 37 شخصا من 529 متهما حكم عليهم بالإعدام في مارس/آذار (الجزيرة)

الجزيرة نت-القاهرة

 بانفعال وبصوت مرتفع يؤكد المواطن المصري القبطي سمير بشرى من مركز مطاي بالمنيا براءة جاره خالد أبو عمرة المحكوم عليه بالمؤبد في ما يعرف "بأحداث مركز مطاي".

ولا يكتفي بشرى بالتأكيد على براءة جاره، بل يقسم بالله أن الأخير كان ضمن مجموعة من شباب مركز مطاي الذين تطوعوا لحماية كنيسة المركز خلال أحداث اقتحام مركز الشرطة، ولم يشارك في الهجوم عليه ولا في قتل مأمور المركز، لكن أفرادا من الشرطة لفقوا له هذه التهمة.

وأقرت محكمة جنايات المنيا بإعدام 37 شخصا من 529 متهما حُكم عليهم بالإعدام في مارس/آذار الماضي بقضية الاعتداء على مركز شرطة في المنيا، وقتل ضابط بينما حُوّلت عقوبة الباقين وعددهم 492 من الإعدام إلى السجن المؤبد، من بينهم خالد أبو عمرة.

تلفيق وابتزاز
تقول السيدة صباح حسن والدة أبو عمرة أن "أمناء شرطة ومخبرين تابعين لمركز مطاي لفقوا تهمة المشاركة في اقتحام المركز رغم عدم ظهوره في فيديو الاقتحام، الدليل الوحيد في القضية ورغم شهادة جيرانه -مسلمين ومسيحيين- أنه لم يكن متواجدا في الأحداث".

وتشير إلى أنها رفضت إعطاء المخبرين ملابس ونقودا كانت تعطيها لهم بشكل دوري فتوعدوها ثم حرضوا على تلفيق هذه التهمة لابنها الذي لم يشارك في الأحداث من الأساس، حسب والدة أبو عمرة.

وتضيف للجزيرة نت أنها اصطحبت نجلها لمركز الشرطة عندما تسربت إليها أنباء عن إدراج اسمه في القضية، لكن معاون مباحث المركز أخبرها أنه غير مدرج ضمن المطلوبين ثم فوجئت بعد أسبوع بالقبض عليه وإحالته للنيابة.

أما عادل صادق ميخائيل جار أبو عمرة فيؤكد أن جاره بريء من تهمة اقتحام مركز الشرطة، حيث كان يقف بجواره ضمن اللجنة الشعبية التي حرست كنيسة مطاي أثناء الاقتحام، وأن جيرانه المسيحيين قاموا بتوثيق شهاداتهم عن ذلك في الشهر العقاري لإدراجها في القضية.

ويضيف للجزيرة نت أن خالد معروف بين جيرانه بأنه شاب معتدل الفكر ولا ينتمي للتيار الإسلامي ولا للإخوان المسلمين، وأن جيرانه المسيحيين قاموا بتوثيق شهاداتهم، كما أنه يشتهر بصداقات واسعة مع المسيحيين من أبناء المركز.

إعدام بالشبهة
وفي قرية نزلة ثابت بمركز مطاي بالمنيا يمكنك سماع أحاديث متواترة عن تلفيقات بالجملة في أحداث اقتحام مركز شرطة، حيث قضت المحكمة بإعدام سبعة من أسرة واحدة وإعدام شخصين أو ثلاثة آخرين من أسرة واحدة أيضا.

وتقول السيدة إيمان محمد زوجة أحد المحكوم عليهم بالإعدام -مصطفى رجب- إن زوجها لم يكن موجودا بالأحداث، حيث كان في عمله بالوحدة المحلية لمركز ومدينة مطاي، لكن أخبارا تسربت إليه أن اسمه أدرج ضمن المتهمين باقتحام مركز الشرطة، وعلى الفور ذهب بنفسه لمركز الشرطة للاستعلام عن ذلك، وأخبره معاون المباحث أن هناك تشابها في الاسم فقط.

وتتابع إيمان حديثها للجزيرة نت، إذ بعد أسبوع تقريبا حضرت قوة من مركز الشرطة إلى المنزل، وألقت القبض عليه بتهمة المشاركة في قتل مأمور المركز، وعرضوا عليه فيديو يظهر فيه من الخلف شخص قالوا إنه مصطفى، لكن خبراء المعمل الجنائي أكدوا أن مواصفاته لا تنطبق عليه، ورغم كل ما تقدم فإن زوجها قدّم للمحكمة وقضت بإعدامه رغم أنه كان ممن يكرهون الإخوان ويرفضون التظاهرات.

المصدر : الجزيرة