بن فليس يهاجم "مقص الرقيب" والجزائر تترقب

An Algerian man stands next to electoral campaign posters for Algerian President Abdelaziz Bouteflika in Algiers, Algeria, 16 March 2014. The Algerian Constitutional Council announced on 13 March 2014 a list of six candidates who will run in the presidential elections scheduled for 17 April.
بداية الحملة الانتخابية لرئاسيات الجزائر وسط تخوف مراقبين (وكالة الأنباء الأوروبية)

أميمة أحمد-الجزائر    

بلغت المعركة الرئاسية في الجزائر ذروتها بين المرشحين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس، بعدما نفت مديرية الحملة الانتخابية للمرشح بن فليس انسحاب مساندين له. ووصفت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بـ "الشائعات الكاذبة والمغرضة".

وكان بن فليس خرج عن صمته  ليفند للرأي العام مزاعم اتهامه بالإرهاب، وتهديده بالخروج إلى الشارع إذا ما زورت الانتخابات.

وقال في مؤتمر صحفي أمس بعد انتهاء الحملة الانتخابية "قلت لا أسكت" متسائلا "هل إذا ما دخل سارق بيتي رافعا سكينا أستقبله بأهلا بالسارق المحترم" مضيفا أن "سارق إرادة الشعب لا أسكت عليه".

بيد أن مستشاره السياسي عبد العزيز رحابي (وزير الإعلام السابق) أوضح للجزيرة نت أن بن فليس سيندد سياسيا بالتزوير "لأن الآليات السياسية ليست فقط العنف أو المظاهرات".

ويرى بن فليس اتهام أنصار المرشح عبد العزيز بوتفليقة له بالإرهاب دلالة على هلع أولئك الذين لا مشروع لهم، وفق وصفه.

بن فليس: الشكوى للأجانب ضربة للدبلوماسية الجزائرية الفرنسية
بن فليس: الشكوى للأجانب ضربة للدبلوماسية الجزائرية الفرنسية

وانتقد بشدة منافسه على ما وصفها "شكاية أمام الأجانب" معتبرا إياها ضربة للدبلوماسية الجزائرية .

ستة مرشحين
ويخوض غمار خامس انتخابات تعددية بالبلاد ستة مرشحين هم عبد العزيز بوتفليقة، علي بن فليس،  لويزة حنون، موسى تواتي، فوزي رباعين، عبد العزيز بلعيد وهو أصغر المرشحين.

أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة الجزائر محمد لعقاب هوّن من الأمر، وأبدى اعتقاده بأن بوتفليقة أجاب في سياق تساؤلات طرحها وزير خارجية إسبانيا.

وأكد للجزيرة نت أن بعض المرشحين يمارسون العنف اللفظي خلال التجمعات وعبر القنوات التلفزيونية "وهو ما جعل بن فليس يشعر أنه المقصود بذلك".

ويتهم بن فليس ما أسماه "مقص الرقيب" بالتلفزيون الجزائري الرسمي بأنه أخرج تصريحه عن سياقه ليبدو تهديدا للولاة والإدارة.

وقال إن ذلك هو مجرد نداء للمكلفين بتنظيم الانتخابات كي يتصرفوا بضمير وحياد ونزاهة وإنصاف تجاه المرشحين "ولا يزوروا" لأن ذلك سيكون لصيقا بأبنائهم بدلا عنهم. وتساءل "هل يتهموننا بالإرهاب لأننا قلنا كفانا تزويرا وفسادا".

محمد لعقاب: بعض المرشحين يمارسون العنف اللفظي الجزيرة)
محمد لعقاب: بعض المرشحين يمارسون العنف اللفظي الجزيرة)

صفيح ساخن
وتبدو معركة الرئاسة الجزائرية على صفيح ساخن بين المرشحين (بوتفليقة وبن فليس) وكلاهما أبناء النظام وجبهة التحرير الوطني التاريخية.

وانفرد بوتفليقة بتأييد المنظمات الجماهيرية: العمال والفلاحين والطلبة، إلى جانب منظمة أرباب العمل التي مولت حملته الانتخابية بسخاء.  

وكانت وزارة  الداخلية جندت 186 ألف رجل شرطة لتأمين 4600 مركز انتخابي و25 ألف مكتب اقتراع ينتظرون زهاء 22 مليون ناخب لاختيار ثامن رئيس جمهورية للجزائر.  

ويعتقد العارفون بآلية الانتخابات بالجزائر أنها محسومة لصالح بوتفليقة. بينما يعتقد منافسه بن فليس أنها لو جرت بنزاهة فلن يفوز بوتفليقة فيها "فهو لم يحل أزمة الجزائر خلال حكمه الذي امتد لأكثر من 15 عاما".

مشروع دولة
ويؤكد بن فليس أن لديه مشروع دولة المؤسسات والقانون وشرعية الكفاءات "لبناء مجتمع الحريات".

وتحسبا من التزوير عين بن فليس ستين ألف مراقب على صناديق الاقتراع، وهو ما يجعل الترقب والتخوف من انزلاقات يأتي بعد إعلان نتائج الانتخابات أيا كان الفائز بها.

وأشار مراقبون إلى ما تسفر عنه النتيجة من مظاهرات مناهضة للعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة التي ينظمها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بمنطقة القبائل منذ الـ15 من الشهر الجاري.

وتتزامن المظاهرات مع وقفات احتجاجية لحركتي "بركات" و"رفض" مما دفع الجيش لأن يحذر كل من يستغل الانتخابات لأغراض تتنافى مع المصالح العليا للبلاد، وفق تصريح الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع ورئيس الأركان. ويرى صالح في وعي الشباب وحسه الوطني جدارا منيعا في وجه أية محاولة لزعزعة الأمن.

المصدر : الجزيرة