مهادنة النظام السوري للمدن والأحياء.. اختيار أم ضرورة

الدمار الذي خلفه القصف العنيف على مدينة معضمية الشام قبل الهدنة
الدمار الذي خلفه القصف العنيف على مدينة معضمية الشام قبل الهدنة (الجزيرة)
undefined
الجزيرة نت-دمشق
 
يستمر النظام السوري بمهادنة المدن والأحياء التي كان يصفها باستمرارعبر وسائل إعلامه بأنها "أوكار الإرهابيين والجماعات المسلحة". ويشكك البعض في نواية النظام من وراء هذه الهدن معتبرا إياها محاولات من النظام لإعادة إنتاج  نفسه، فيما يرى آخرون أن الجيش السوري النظامي فشل طوال الشهور الماضية في اقتحام هذه المدن فلم يبق لديه سوى طريق المفاوضات ولو كلفه تنازلات عديدة.

ويرى أبو محمد مراسل شبكة أخبار دمشق أن النظام السوري يريد السيطرة على جنوب العاصمة بكافة الوسائل، وأن الهُدن التي يعقدها النظام ما هي إلا "ضحك على الذقون"، على حد وصفه.

وبحسب الناشط السوري يقنع النظام أهالي منطقة محاصرة يريد مهادنتها عن طريق الوعود التي يقدمها لهم من تسهيل دخول الغذاء وإخراج المعتقلين وغيرها، وبعد توصله للهدنة يدخل سيارة أو اثنتين محملة بالمواد الغذائية ويكتفي عند هذه النقطة من تحقيق شروط الهدنة.

ويؤكد أبو محمد في حديث للجزيرة نت أن المستفيد الأكبر من الهدن هو النظام، فيقول "المستفيد الأكبر من الهدن هو النظام لا الثورة، لأنه استطاع من خلال الهدنة أن يفعل ما لم يستطع فعله أثناء الحرب والقتال، ألا وهو اختراق الثوار ودس عملاء يعملون لصالحه بين صفوفهم للتشويش على الأهالي وجعلهم يضغطون أكثر على الفصائل العسكرية المعارضة لتقديم المزيد للنظام".

وعن الأسباب التي دفعت أهالي جنوب العاصمة لقبول الهدنة، يرى الناشط السوري أن "النظام يريد جنوب دمشق بأي وسيلة كانت، وأثبت الحل العسكري فشله بالمطلق"، مضيفا "بعد الحصار الخانق الذي دام أكثر من عام كامل دون أي مقومات للحياة، اضطررنا للبحث عن وسيلة لإدخال الطعام إلى جنوب دمشق، فلم نجد وسيلة أخرى إلا القبول بمهادنة النظام".

أبو محمد:
بعد الحصار الخانق الذي دام أكثر من عام كامل دون أي مقومات للحياة، اضطررنا للبحث عن وسيلة لإدخال الطعام لجنوب دمشق، ولم نجد وسيلة أخرى إلا القبول بمهادنة النظام

من جهته، يرى الناطق باسم المجلس المحلي في معضمية الشام وسيم الأحمد أن الهدنة التي أقدم عليها نظام الأسد مع مدينته كانت لصالحها وليس النظام، مشددا على أن معظمية الشام لم تقدم أي تنازل يمس مبادئ الثورة، في المقابل "سمحت الهدنة بدخول المعونات الغذائية والطبية وخروج ودخول الأهالي إليها".

ووصف الأحمد للجزيرة نت تلك الهدنة بأنها "نصر للمدينة، فالنظام عجز عسكريا عن اقتحامها بعد سنتين من المعارك، فاتجه للحل السياسي من خلال الهدنة، والنظام هو الخاسر في ظل المعطيات التي أمامنا، فالمدينة محررة بكاملها، ويديرها المجلس المحلي الثوري، ولا ترى بداخلها أي مظهر من مظاهر النظام سواء كان عسكريا أو مدنيا".

أما عن آخر مستجدات المفاوضات في معضمية الشام، فيقول الأحمد "الموضوع متوقف عند خروج المعتقلين، فالمطلب الأول لكل أهالي المدينة هو خروج المعتقلين، وإذا لم يطلق سراحهم فلن يكون هناك أي تقدم في المفاوضات".

المصدر : الجزيرة