محللون: نتنياهو يضغط على واشنطن بسفينة الأسلحة

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض سفينة بها سلاح
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض سفينة إيرانية تحمل أسلحة إلى غزة (الجزيرة)
undefined


ضياء الكحلوت-غزة

أثار توقيت إعلان إسرائيل "ضبط سفينة أسلحة إيرانية متوجهة إلى قطاع غزة "التساؤلات بشأن حقيقة الحادث والهدف من ورائه، خصوصا أنه يتزامن مع وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن".
 
وكانت إسرائيل أعلنت رسميا أنها تمكنت فجر الأربعاء من الاستيلاء على سفينة محملة بالأسلحة في البحر الأحمر كانت في طريقها لغزة، مشيرة إلى أن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لعملية الاستيلاء على السفينة الإيرانية أثناء وجوده في لوس أنجلوس.

وبقدر انشغال عدد من وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية بالحديث عما تحمله السفينة من صواريخ وقدرات قتالية، وكيف سيكون وضع المقاومة الفلسطينية في القطاع في حال وصلتها الشحنة كان إغفالها لتوقيت إعلان الخبر والصور الكثيرة على غير العادة التي بثتها إسرائيل، أو حاجة السفينة لأربعة أيام على الأقل للوصول إلى هدفها.

ونفت كل من إيران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المزاعم الإسرائيلية، واعتبرتها حماس "مزحة سخيفة" تهدف فقط إلى تكريس مزيد من الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ثماني سنوات على القطاع.

‪أبو عامر: إسرائيل ليست بانتظار السفينة‬ (الجزيرة)
‪أبو عامر: إسرائيل ليست بانتظار السفينة‬ (الجزيرة)

أداة ضغط
توقيت الإعلان عن ضبط السفينة هو ما لفت انتباه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر "وذلك لتزامنه مع وجود نتنياهو في أميركا، وفي ظل كون السفينة بحاجة إلى أيام لتظهر اتجاهها وترسو في المكان المراد لها".

وربط أبو عامر -في حديث للجزيرة نت- بين وجود نتنياهو في واشنطن واستعجال إسرائيل الإعلان عن الإمساك بالسفينة، مشيرا إلى أن نتنياهو يحتاج في زيارته الحالية إلى ممارسة الضغوط على الرئيس الأميركي  باراك أوباما  لجهة عدم التصالح مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وذكر أن الإعلان عن ضبط السفينة سيمنح نتنياهو الفرصة "لتخويف أوباما من الاتفاق الإيراني الغربي بشأن برنامجها النووي، وسيظهر إيران على أنها راعية للإرهاب"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ستستغل الأمر كذلك لتحضير لائحة اتهام لغزة بأنها تتسلح جيدا وتعد العدة لحرب قادمة".

ولفت أبو عامر إلى أن إسرائيل ليست بانتظار السفينة لتعد لحرب على غزة، "فهناك خطط إسرائيلية على المستوى العملياتي وتهيئة الرأي العام وتجهيز العدة للحرب المنتظرة، ورغم استبعاده أن يفجر ضبط السفينة المواجهة فإنه أكد أنها ستكون بندا إضافيا لدى إسرائيل في لائحة اتهام غزة".

‪أبو زايدة : نتنياهو سيستغل السفينة لتفادي الضغط الأميركي بشأن المفاوضات‬  (الجزيرة)
‪أبو زايدة : نتنياهو سيستغل السفينة لتفادي الضغط الأميركي بشأن المفاوضات‬  (الجزيرة)

رفض الإطار
وفي السياق ذاته، يعتقد المحلل السياسي حاتم أبو زايدة أن إسرائيل لديها خطط مسبقة للتعامل مع القطاع، ولديها قناعة بأن الضغط على غزة وتشديد الحصار من قبلها مع التشديد المصري أيضا يفيدها أكثر من الحرب.

ولفت إلى أن إسرائيل أرادت استغلال العملية أثناء زيارة نتنياهو لواشنطن لتقول لأوباما "إن أي تنازلات يمكن أن تقدمها للسلطة الفلسطينية تعني أن الضفة الغربية ستكون كغزة لجهة السلاح والمقاومة".

وتوقع أبو زايدة أن يستغل نتنياهو الحادثة "في تخفيف الضغوط الأميركية عليه وإيجاد مبررات لرفض اتفاق الإطار المزمع توقيعه، ومع ذلك بقاء وتصاعد الضغط على السلطة الفلسطينية لمراعاة احتياجات إسرائيل الأمنية".

أما الكاتب الفلسطيني حازم قاسم فيعتبر "الاحتفاء" الإسرائيلي اللافت بالعملية هو نتاج اعتبار تل أبيب ضبط السفينة "إنجازا عسكريا وأمنيا" يثبت أن لديها ذراعا طويلة في المنطقة، على ما ذكر في حديثه للجزيرة نت.

وقال قاسم إن إسرائيل عملت على الإسراع في الكشف عن العملية مع أنها بالعادة تعلن عنها بعد سحبها لموانئها لكي يتزامن ذلك مع زيارة نتنياهو ولاستغلال الحادثة في مباحثاته مع أوباما، مستبعدا أن يكون للسفينة تأثير بتقريب أجل الحرب على غزة.

المصدر : الجزيرة