استياء باليمن من استهداف الشرطة والجيش
لجنة تحقيق
وعقب الحادثة وجه وزير الداخلية اليمني اللواء عبده حسين الترب بإيقاف مدير أمن حضرموت وقائد القوات الخاصة بالمحافظة وقائد الموقع الذي تعرض للهجوم حيث لم يكن موجودا مع جنوده.
وشكل الوزير لجنة تحقيق، وتعهد بعقاب مرتكبي الحادثة وملاحقة من سماهم الإرهابيين وتقديمهم للعدالة.
وتعهد الوزير اليمني بتقديم نفسه للمحاكمة والمساءلة القانونية في حال عدم إعادته كرامة الجنود وبسط الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، كما دعا المواطنين للتكاتف مع أجهزة الأمن لمحاربة ما وصفه بالإرهاب.
وعيّن الوزير في منصبه في الثامن من مارس/آذار الجاري خلفا للواء عبد القادر قحطان، الذي أقيل مع رئيس جهاز المخابرات اللواء غالب القمش بسبب حالة الانفلات الأمني وعدم كفاءة الأجهزة الأمنية.
ويعتقد أن تنظيم القاعدة -الذي ينشط في محافظة حضرموت- يقف وراء عمليات استهداف المواقع العسكرية.
وكان الجيش اليمني شن عملية كبيرة في عام 2012 بمحافظة أبين التي أقام بها التنظيم إمارة إسلامية أثناء الثورة الشعبية على نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
أخطاء واختراق
وتثار تساؤلات واسعة عن الجهات المتورطة في هذه العمليات رغم أن تنظيم القاعدة أبرز المتهمين بالتورط فيها.
ويجري الحديث عن جماعات سياسية وقوى انفصالية. ولكن السؤال الأكبر يتركز على سهولة استهداف المواقع العسكرية، وتكرر العمليات ضدها دون تلافي الأخطاء.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية "مخترقة وتتسرب منها المعلومات". واعتبر أن وزير الداخلية محق في توقيفه للقادة المعنيين في المنطقة.
من جانبه، اعتبر الباحث في شؤون القاعدة والإرهاب سعيد عبيد الجمحي أن قوات الجيش والأجهزة الأمنية مستهدفة من عدة أطراف يجمعها هدف واحد هو نشر العنف والفوضى وعرقلة المسار الانتقالي في البلاد.
ومن أهم هذه الأطراف تنظيم القاعدة ورموز النظام السابق وجماعة الحوثي وفصائل مسلحة بالحراك الجنوبي، على حد قوله.
كما أشار إلى أن تنظيم القاعدة يستغل "استرخاء الأجهزة الأمنية وقوات الجيش في عمليات القتل الجماعي للجنود لتحقيق أكبر خسارة بشرية وإظهار عجز السلطة عن مواجهته".
وقال الجمحي إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تعاني من ثغرات واختراقات خطيرة، خصوصا في النقاط العسكرية بالمناطق النائية.
وتزايدت العمليات ضد مواقع الجيش في حضرموت بشكل لافت مؤخرا، وأكبر هجوم تعرض له الجيش كان يوم الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2013، حيث تمكن مسلحون من السيطرة على مقر المنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا وقتلوا 35 ضابطا وجنديا.
وقد تمكن الجيش بعد ثلاثة أيام بمشاركة مروحيات ودبابات من تحرير المقر العسكري وقتل 25 مسلحا من القاعدة.
كما تعرضت قوات الأمن والجيش يوم 31 يناير/كانون الثاني الماضي لهجوم استهدف نقطة تفتيش بمدخل مدينة شبام بحضرموت عقب صلاة الجمعة عندما كان الجنود يتناولون الغداء، مما أدى لمقتل 18 منهم.
والهجمات التي تستهدف الجنود والمواقع العسكرية ذات وتيرة واحدة، ويتم تنفيذها في أوقات تناول الجنود الطعام أو أثناء نومهم فجرا أو خلال أداء الصلاة خاصة أيام الجمعة. وتلقى هذه العمليات إدانة واستياء واسعا في الشارع اليمني.