استجابة ضعيفة لإضراب المخابز بالمغرب
عبدالجليل البخاري-الرباط
دخل العاملون في قطاع المخابز بالمغرب في إضراب عام يمتد ليومين للضغط على الحكومة -التي يقودها حزب العدالة والتنمية- حتى تستجيب لمطالبهم المهنية.
وتتمثل أهم المطالب التي طرحتها الجامعة الوطنية لأرباب المخابز بالمغرب في ضرورة مراجعة أسعار الخبز، وحثّ السلطات على محاربة المخابز العشوائية، وتفعيل البرنامج الذي وقعته مع الحكومة السابقة لتحديث القطاع ودعمه من أجل خفض تكلفة الإنتاج، وتحسين وضعية المهنيين.
ولوحظ أن الاستجابة لهذا الإضراب كانت ضعيفة في العديد من المدن الكبرى بالمغرب، لا سيما في العاصمة الرباط ومدن مجاورة.
وقال مصطفى -يعمل نادلاً في مقهى وسط الرباط- إنهم كانوا يتخوفون عشية الإضراب من احتمال حدوث نقص في الخبز والحلويات، لكن ذلك تلاشى بعد أن اتضح أن العديد من المخابز تشتغل بكافة أطقمها بشكل اعتيادي، ولم تستجب لنداء الجامعة الوطنية (النقابة) لهم بالإضراب.
تضخيم إعلامي
وجاءت ملاحظة الموظفة "فاطمة ش" متطابقة مع ما ذهب إليه نادل المقهى، حيث قالت إنها بدورها لم تلاحظ أي أثر لإضراب المخابز، فالخبز ظل متوفرا كالمعتاد.
ورأت أن التضخيم الإعلامي لإضراب المخابز أثار مخاوف المواطنين من إمكانية حدوث مشاكل اجتماعية وأمنية بسبب الإضراب.
ورغم ضعف الاستجابة للإضراب -الذي تأجل مراراً من قبل الجامعة الوطنية لأرباب المخابز- فإن المتتبعين للحدث يتخوفون من أن يشكل ذلك خطوة تصعيدية، خاصة أنها تتعلق بمادة حيوية ستكون لها انعكاسات أمنية واجتماعية وسياسية.
وكانت الحكومة أكدت سابقا على لسان وزير الشؤون العامة والحكامة محمد الوفا، أنها ترفض أية زيادة في أسعار الخبز.
وفي المقابل، حذرت أطراف سياسية مغربية من تداعيات سلبية على الأمن الغذائي للمواطن المغربي نتيجة هذا التجاذب بين الحكومة وأرباب المخابز، داعية إلى إيجاد أرضية للحوار والتوافق.
وسار في هذا الاتجاه رئيس جمعية أرباب المخابز في غرب البلاد صالح جمالي، الذي عزا موقفه الرافض للمشاركة في الإضراب إلى كون المشاورات ما زالت جارية مع المسؤولين المحليين والحكوميين لإيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها القطاع.
سلم اجتماعي
لكن عضو الجامعة الوطنية لأرباب المخابز بالمغرب سعيد مكجة اعتبر -في تصريح للجزيرة نت- أن الحكومة لم تقم بأية مبادرة لدعم هذا القطاع رغم أنه أسهم -حسب قوله- في السلم الاجتماعي لمدة طويلة، مستدلا على ذلك بكون أسعار الخبز لم تطرأ عليها سوى زيادة طفيفة منذ عشرين سنة.
وفي تعليق على موقف زملائه الرافضين للإضراب، قال مكجة إن العديد منهم انطلقوا في ذلك من خلفية سياسية بعيدة عن الالتزام النقابي، مستبعداً أن يشكل ذلك أي انقسام أو شرخ في صفوف الجامعة الوطنية.
وفي المقابل، لم يصدر عن الحكومة حتى الآن أي تعليق رسمي على الإضراب، في ما اكتفى الوزير محمد الوفا بالقول إن الحكومة مسؤولة عن تموين السوق بالدقيق والخبز.