تساؤلات عن تأخر تحديد مصير الطائرة الماليزية

استمرار البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة
امتلاك الدول المعنية إمكانيات بحث متطورة يثير تساؤلات عن تأخر تحديد مصير الطائرة الماليزية (الجزيرة)
undefined

 

محمود العدم-كوالالمبور
 
رغم إعلان رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق الكشف عن مصير الطائرة المفقودة وتأكيده تحطمها جنوب المحيط الهندي، فإن عددا من الأسئلة لا يزال من دون إجابات مقنعة.
 
ومن أهم هذه الأسئلة: لماذا تأخر الإعلان عن مصير الطائرة؟ وهل وراء هذا التأخير أبعاد سياسية وأمنية دفعت دولا معينة لإخفاء بعض المعلومات؟
 
وكانت طائرة الخطوط الماليزية برحلتها "أم أتش 370" قد اختفت يوم 8 مارس/آذار الحالي بعد حوالي ساعة من إقلاعها من مطار كوالالمبور باتجاه العاصمة الصينية بكين، حيث انقطعت الاتصالات بها وتبين أنها غيرت مسارها في تلك اللحظة.
 
إخفاء معلومات
وطرحت مقالات وتقارير آسيوية احتمالات عديدة بشأن عدم الحصول على إجابات مبكرة عن مصير الطائرة، منها أن الأمر يتعلق بتعمد إخفاء معلومات حصلت عليها دول عبر رادارات عسكرية.
 
عبد الرزاق أكد أن الطائرة المفقودة تحطمت جنوب المحيط الهندي (رويترز)
عبد الرزاق أكد أن الطائرة المفقودة تحطمت جنوب المحيط الهندي (رويترز)

ويرى البعض أن عدم إفصاح هذه الدول عن مصير الطائرة يعود لعدم رغبتها في الكشف عن قدراتها الأمنية.

 
ويؤيد تقرير نشرته صحيفة "نيو ستريت تايمز" الماليزية هذه النظرية، حيث قالت إن دولا في المنطقة منها أستراليا تملك تقنيات عالية في الرصد عبر بعض الردارات التي تغطي مساحات شاسعة، بعضها يصل إلى أبعد نقطة في بحر جنوب الصين. وتساءلت: كيف لطائرة بحجم بوينغ 777 أن تختفي عن شاشاتها؟
 
ونقل التقرير تعليقا لأسبوعية "آفييشن" المعنية بشؤون الطيران قالت فيه إن أستراليا غير مهتمة بتقديم معلومات كبيرة عن سير رحلة الطائرة "أم أتش 370" لأن الأمر يتعلق بالكشف عن قدرات عسكرية وأمنية سرية.
 
وتحدث تقرير عن قدرات القمر الاصطناعي الأسترالي "باين جاب" الذي يتم تشغيله جزئيا من قبل وكالتي الاستخبارات المركزية والأمن القومي، ويعتقد أن تغطيته تشمل الصين وأجزاءً من روسيا وحقول النفط في الشرق الأوسط.
 
ويستغرب التقرير -الذي نشره موقع نيوز كوم الأسترالي- عدم تقديم هذا القمر بيانات عن الطائرة التي كانت تحلق ضمن نطاقه لفترة طويلة.
 
بكين وواشنطن
كما استبعدت تقارير أخرى أن تكون بكين -التي تملك وجودا نشطا في المنطقة وخصوصا ببحر جنوب الصين- قد فشلت في اكتشاف وتحديد موقع الطائرة، خصوصا مع امتلاكها تقنيات هائلة في مجال الأقمار الاصطناعية والردارات.
 
‪مالك: الحادثة كشفت عن صراع بالخفاء بين الدول على حجم وحجب المعلومات‬ (الجزيرة)
‪مالك: الحادثة كشفت عن صراع بالخفاء بين الدول على حجم وحجب المعلومات‬ (الجزيرة)

بدوره، انتقد الكاتب والمدون الصيني الدكتور يانغ هينجغون موقف الولايات المتحدة وتأخرها في الانضمام لعمليات البحث إلى حين الطلب الماليزي منها بشكل رسمي وعلى مستوى وزارة الدفاع.

 
وتساءل الكاتب -الذي عمل سابقا مستشارا في الخارجية الصينية- عن سبب هذا التأخر، وقال إن الولايات المتحدة ما كانت لتتردد لحظة واحدة عن القيام بمهام البحث والمساعدة لو أن الأمر يتعلق بأي منطقة أخرى، مؤكدا أن واشنطن بحثت عن مكاسب سياسية في إطار المساعدة في البحث عن الطائرة.
 
وقال في مقاله -الذي نشرته مجلة "ذا ديبلومات- "إذا كان الأمر متعلقا بآسيا ومنطقة الباسفيك فإنه لا بد قبل ذلك أن تتلقى الولايات المتحدة اعترافا بأنها الأقدر وأن تثبت للجميع بأنه لا غنى لهم عنها وهي رسالة سياسية موجهة بوضوح للصين".
 
وفي تعليقه على مجريات القضية، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا الدكتور مزلي مالك أن من البديهي أن معظم الدول المحيطة تملك تقنيات متطورة في مجال المراقبة الجوية والفضائية.
 
لكنه قال إن تقديم المعلومات في هذه الحادثة يجري وفق ما تسمح به الظروف الأمنية لكل دولة وليس وفق ما هو متوفر لديها أو ما هو مطلوب من قبل ماليزيا.
 
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن الدول المحيطة تعاملت مع حادثة الطائرة بوصفها قضية إنسانية، لكنها حرصت على عدم تقديم معلومات مجانية حول ما تمتلكه من إمكانات المراقبة والتجسس وغيرها من التقنيات الهامة.
 
وقال إن الحادثة الأليمة كشفت عن صراع وتنافس في الخفاء بين بلدان المنطقة إلى جانب الولايات المتحدة على حجم المعلومات التي تسعى كل دولة لامتلاكها وحجبها عن الطرف الآخر.
المصدر : الجزيرة