ألمانيا ومسلموها.. آفاق جديدة للحوار

أجواء تفاؤل ميزت االقاء التشاوري لوزير داخلية ألمانيا وممثلي مسلميها حول الصياغة الجديدة لمؤتمر الإسلام الحكومي. الجزيرة نت
التفاؤل ميز اللقاء التشاوري بين وزير الداخلية الألماني (الثالث من اليمين) وممثلي المنظمات الإسلامية (الجزيرة)
undefined
 
خالد شمت-برلين

عبر وزير داخلية ألمانيا توماس ديميزير ورؤساء أكبر المنظمات الإسلامية في البلاد عن تفاؤلهم بالتوافق على صيغة جديدة لشكل وأجندة مؤتمر الإسلام الحكومي، مما يؤشر إلى فتح آفاق جديدة للحوار بين الجانبين.

ويهدف المؤتمر إلى تقنين وضع الإسلام في ألمانيا وضمان حقوق أتباعه في الدستور ومساواتهم مع اليهود والمسيحيين.

وقال ديميزير بعد اجتماع عقده الاثنين مع ممثلي المنظمات الإسلامية إن المؤتمر سيتحول إلى منتدى كبير للحوار مع الإسلام وبحث الواقع العملي لتعايش أتباعه مع الأكثرية في المجتمع الألماني.

وأشار إلى أنه تم التوافق على تشكيل لجنة توجيه لمؤتمر الإسلام تجتمع مع بدء جولته الجديدة في الخريف المقبل، وتتخذ قراراتها بالتوافق.

مزايك:
المؤتمر بشكله الجديد يؤسس للتعامل مع المنظمات الإسلامية كمؤسسات وطنية وليست أجنبية

وإضافة إلى الوزير ستضم اللجنة رؤساء المنظمات الإسلامية ومفوضة الاندماج بالحكومة الألمانية وممثلي الإدارات الحكومية بالولايات.

الرعاية الخيرية
وأوضح وزير الداخلية الألماني أن لجنة التوجيه ستنبثق عنها أخرى تتكون من 25 عضوا من المختصين والمؤسسات تجتمع ثلاث أو أربع مرات سنويا، على أن تبدأ أعمالها في مايو/أيار المقبل لوضع خطة المؤتمر ومراجعتها ومراقبة تنفيذها بشكل دوري.

ويحمل البرنامج الجديد للمؤتمر عنوان "نحو حوار على مستوى متكافئ"، وسيتم خلاله التركيز على المتطلبات المهمة لمسلمي ألمانيا في واقعهم اليومي وبحثها بشكل متتالٍ وليس متوازيا مثلما جرى في الدورات السابقة.

ولفت الوزير ديميزير إلى أن المؤتمر سيولي أثناء العامين المقبلين أهمية لتقنين ثلاثة أمور رئيسية، أولها الرعاية الخيرية للمسلمين خاصة كبار السن منهم.

وسينتج عن هذا التوجه تأسيس مؤسسة للرعاية الخيرية لمسلمي ألمانيا على غرار مؤسستي كاريتاس ودياكوني التابعتين للكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية.

وأشار ديميزير إلى أن الموضوعين التاليين على أجندة المؤتمر هما الرعاية الروحية وممارسة الشعائر الدينية لمسلمي ألمانيا في جيشها ومستشفياتها وسجونها، ودفن موتاهم وإقامة مقابر خاصة بهم وفقا لتعاليمهم الدينية.

واعتبر مسؤول منظمة ديتيب الإسلامية التركية بكر البوغا أن المؤتمر بصيغته الجديدة يتيح شراكة غير مسبوقة بين الدولة الألمانية والمنظمات الإسلامية.

ويرى البوغا أن المؤتمر سيتيح للمنظمات الإسلامية الحصول على حقوق مساوية لما تتمتع به الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية والجالية اليهودية.

وأشار رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزايك إلى أن مطالب المسلمين سيتم التوافق بشأنها من خلال المجلس التنسيقي للمنظمات الألمانية قبل تقديمها إلى مؤتمر الإسلام.

دجدالين:
المؤتمر مطالب بتحقيق المساواة بين المسلمين وغيرهم في الحقوق الدينية بدل الاهتمام بالأمور الرمزية

واعتبر مزايك -في تصريح للجزيرة نت- أن مؤتمر الإسلام بشكله الجديد يؤسس للتعامل مع المنظمات الإسلامية كمؤسسات وطنية وليست أجنبية.

مرحلة جديدة
ومثّل التوافق على الآلية الجديدة لمؤتمر الإسلام الذي تأسس عام 2006 تطورا يؤشر إلى مرحلة جديدة بمسيرته بعد تعرضه في السنوات الأخيرة لانتقادات عديدة والتشكيك في جدواه وانسحاب المنظمات الإسلامية الرئيسية من المشاركة فيه.

وكانت عدة منظمات إسلامية انسحبت من المؤتمر بحجة أن وزير الداخلية الألماني السابق أكسبه بعدا أمنيا، مما يرسخ شكوك المجتمع الألماني وأحكامه النمطية تجاه المسلمين.

كما مثلت عودة المجلس الإسلامي للمشاركة في المؤتمر وحصوله على حق التصويت على أجندة أعماله تطورا مهما.

وكانت الداخلية الألمانية قد استبعدت المجلس عام 2010 من المشاركة بالمؤتمر على خلفية ارتباطه الوثيق بمنظمة مللي غوروش الإسلامية التي وجهت لها وقتها اتهامات جنائية أغلقت النيابة العامة الألمانية ملفها في ما بعد.

ومن جانبه، قال رئيس المجلس الإسلامي الألماني علي كيزلكايا إن إخراج مؤتمر الإسلام للقضايا الأمنية من أجندته وزيادته معايير الشفافية ومراعاته مطالب المنظمات الإسلامية تمثل بداية مبشرة لصيغته الجديدة.

وطالب حزبا الخضر واليسار حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتركيز على أهداف محددة لمؤتمر الإسلام.

وطالب مسؤول الشؤون الدينية بالهيئة البرلمانية للخضر فولكر بيك الحكومة الألمانية بالاعتراف رسميا بالإسلام ومنحه وضعا مساويا للمسيحية واليهودية، قائلا إن المؤتمر ما زال يدور حول هذا الهدف منذ ثماني سنوات.

وقالت النائبة اليسارية سيفين دجدالين إن المؤتمر مطالب بتحقيق المساواة بين المسلمين وغيرهم في الحقوق الدينية بدل الاهتمام بالأمور الرمزية.

المصدر : الجزيرة