نظام الأسد يمهد للانتخابات بالمسيرات المؤيدة

  
محمد الناعوري-حماة

تعج القنوات الرسمية السورية واللبنانية الموالية لها بأخبار "المسيرات الحاشدة" التي تخرج بشكل يومي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تأييدا لما أسموه "قائد الوطن" ودعما "للجيش الباسل الذي يدحر الإرهاب ويعيد الأمن والأمان إلى البلاد".

وفي السابق كان الأمر حدثا عاديا حينما كان النظام السوري يسيّر الأطفال والنساء والعسكريين في مسيرات تضم المئات مطلقا عليها "مليونيات حاشدة" في بداية الثورة السورية، ولكن الآن ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو/تموز المقبل يرى ناشطون أن هذه المسيرات تهدف إلى إظهار سوريا مؤيدة تأييدا كاملا للرئيس بشار الأسد.

ويروي براء أحد الشباب الذين وجدوا أنفسهم فجأة ضمن إحدى هذه المسيرات في منطقة أبو رمانة بالعاصمة دمشق، فيقول "دخلت إلى مبنى اتحاد العمال لأقوم بتسيير بعض الأوراق مع أصدقائي وحين خرجنا من المبنى فوجئنا بعناصر الأمن وقد أغلقوا كل مخارج المنطقة وتجمع عدد من الحافلات نزل منها أشخاص يلبسون ثيابا تحمل صور الرئيس وبدؤوا بالهتاف والتلويح بالأعلام والصور".

ويضيف براء للجزيرة نت "كانوا ينتشرون بين الناس ويرفعون الأعلام لتلتقط عدسات قنوات النظام صورا موهمين الناس بأن كل المجتمعين هم من المؤيدين للنظام، فقد كان العدد الحقيقي لهؤلاء لا يتجاوز المائة وتم جلبهم إلى المكان بالحافلات".

وكذلك الأمر في بعض أحياء مدينة حماة مثل ضاحية أبي الفداء ومخيم العائدين الفلسطيني، وبحسب شهادة أبو أنور الحموي عن المسيرة التي خرجت في المخيم فإن "الترهيب هو السمة الأساسية لقوات النظام".

شاهد من حماة:
انتشر عناصر النظام في الأحياء المجاورة لمخيم العائدين الفلسطيني مساء الأحد الماضي وأرهبوا الناس وأخبروهم ألا يخرجوا في اليوم التالي لأعمالهم وألا يفتحوا محالهم التجارية

ترهيب
يقول الحموي للجزيرة نت "انتشر عناصر النظام في الأحياء المجاورة للمخيم مساء الأحد الماضي وأرهبوا الناس وأخبروهم ألا يخرجوا في اليوم التالي لأعمالهم وألا يفتحوا محالهم التجارية".

وفي صباح اليوم التالي أغلقوا كافة الطرق المؤدية للمخيم وانتشروا حوله، ثم أجبروا الناس على النزول للشوارع وحمل اللافتات المعدة مسبقاً للخروج بمسيرة مؤيدة للنظام، كما أخرجوا الطلاب من مدارسهم ووجهوهم لشوارع المخيم للمشاركة في المسيرة التي قالوا إنها "عفوية".

وآخر مسيرة مؤيدة للنظام السوري خرجت في حماة قبل ثلاثة أعوام وكان الهدف منها هو التغطية على المظاهرات المناهضة له، ومنذ ذلك اليوم لم يستطع إخراج أي مسيرةٍ مؤيدة في المدينة بسبب المظاهرات التي عمت أرجاءها.

ويقول عبد الله أحد النشطاء في مدينة حماة "كلما خطط النظام لمسيرةٍ عفوية كما يسميها هو، كنا نجمع بعضنا ونخرج بمظاهرة مضادة في مكان المسيرة المؤيدة حاملين معنا أعلام الثورة والمفرقعات النارية لنثير الضجة فنخيف المؤيدين الذي لا يجرؤون حتى على مجابهتنا بينما نحن نواجه رصاص النظام بالهتاف".

رفض
وعبَّرت مجموعة من أهالي حماة عن رفضها للمسيرة المؤيدة التي خرجت في مخيم العائدين والمسيرات المتفرقة -التي تخرج في حي ضاحية أبي الفداء الذي يسكنه ضباط النظام وفي بعض القرى المؤيدة في ريف حماة مثل مصياف وأجزاء من مدينة السلمية- بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس، وامتنع الموظفون عن الذهاب إلى أعمالهم.

ويرى الكثيرون في هذه المسيرات "دلالةً واضحة على ضعف النظام وفقدانه الكامل لحاضنته الشعبية، ففي بداية الثورة كانت المسيرات المؤيدة له تخرج في كبرى ساحات المدن كساحة الأمويين والعباسيين في دمشق بأعداد كبيرة نسبيا، أما اليوم فأصبح يخرج بمسيراته داخل الأحياء الصغيرة بحماية عناصره وشبيحته بعد أن كان الثوار يحمون مظاهراتهم منه فيما مضى".

المصدر : الجزيرة