تسجيلات صوتية للبرادعي تثير جدلا بمصر

Opposition leader Mohamed ElBaradei speaks during an interview in his home in Cairo in this November 24, 2012 file photo. ElBaradei, a former U.N. nuclear agency chief, will be named Egypt's interim prime minister later on June 6, 2013, a presidency source told Reuters. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany/Files (EGYPT - Tags: POLITICS TPX IMAGES OF THE DAY)
اختلفت المواقف بشأن مضمون تصريحات البرادعي والجهة المسربة لها (رويترز-أرشيف)
undefined

عمر الزواوي-القاهرة

 
أثارت التسجيلات الصوتية لـمحمد البرادعي -النائب السابق للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور التي بثها الإعلامي عبد الرحيم علي مؤخرا بإحدى الفضائيات المحلية وقلل فيها من أهمية النخبة المصرية كما وصفها بأوصاف شائنة- جدلا كبيرا في الشارع السياسي المصري.

وبينما رأى البعض أنها كشفت عن الوجه الحقيقي للبرادعي الذي "اعتاد على إهانة الشعب المصري في حين أنه خان وطنه وهرب وقت الأزمة"، يرى آخرون أن التسجيلات لا تحمل إساءة للبرادعي بقدر ما تطرح تساؤلات عن من يقوم بالتسجيل للشخصيات العامة وفضحها؟ ولماذا تستهدف شخصيات محسوبة على ثورة يناير؟ وأين تسجيلات رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك؟

وبث الإعلامي عبد الرحيم علي في برنامجه "الصندوق الأسود" الذي يذاع عبر فضائية "القاهرة والناس" تسجيلا صوتيا للبرادعي قال فيه إن "مصر ما فيهاش رموز" كما وجه البرادعي مجموعة من الأوصاف المهينة والاتهامات لعدد من الإعلاميين والسياسيين والقانونيين.

وبحسب مراقبين فإن تسجيلات البرادعي ليس مقصودا بها شخص البرادعي وحسب وإنما تهدف إلى استكمال مسلسل تشويه رموز ثورة يناير وصولا لتشويه الثورة نفسها وأن ذلك يتم بشكل ممنهج تشرف عليه جهات سيادية وأجهزة أمنية.

‪جبارة تساءل أين التسجيلات الخاصة برموز نظام مبارك الفاسدة؟‬ (الجزيرة نت)
‪جبارة تساءل أين التسجيلات الخاصة برموز نظام مبارك الفاسدة؟‬ (الجزيرة نت)

انتهاك للحقوق
ويرى المدافعون عن البرادعي أن التسريبات التي أذاعها عبد الرحيم علي عن البرادعي هي انتهاك واضح وفاضح للحقوق الشخصية للمواطنين وللشخصيات العامة، كما أنها مقتطفة من سياقها وتخدم أهدافا معينة تصب ضد ثورة يناير ورموزها.

ويقول مسؤول ملف العمل الجماهيري بحركة 6 أبريل محمد عبد الله إن كلام البرادعي ليس به ما يعيب فهو عبر عن أن النخبة في مصر ضعيفة وغير قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد وهو محق في رؤيته.

ويستطرد عبد الله قائلا "هذه التسجيلات لن تنتقص من شعبية البرادعي الذي يعد أيقونة الثورة، مشددا على أن التسجيلات التي يبثها عبد الرحيم علي معلومة المصدر والهدف فهي تهدف إلى تشويه ثورة يناير ورموزها بدءا من شباب الثورة كما حدث مع أحمد دومة وأحمد ماهر ومحمد عادل وغيرهم وانتهاء بشخصيات كبيرة مثل البرادعي.

ومن جانبه يرى إسلام جبارة -عضو حركة تمرد- أن التسجيلات التي يتم بثها للشخصيات العامة تعد جريمة قانونية لأنها تتم بغير إذن من النيابة العامة ودون حاجة قانونية لها وإنما يجري تسجيلها من خلال التنصت على الهواتف الشخصية وهو ما يعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان فضلا عن كون ذلك يتعلق بشخصيات عامة مثل البرادعي أو غيره.

ويضيف جبارة إذا كان الهدف من بث تسجيلات صوتية للبرادعي هو كشف حقيقة رموز معينة ونظرتها للشعب المصري والنخبة منه، فأين التسجيلات الخاصة برموز نظام مبارك الفاسدة؟ ولماذا لم يتم بثها في وسائل الإعلام؟

يرى يسري العزباوي أن التسجيلات المسربة كشفت عن الوجه الحقيقي للبرادعي وأنه تعامل مع الشعب المصري بوجه مزيف حيث أظهر عكس ما يبطن

الوجه الحقيقي
في المقابل يرى منتقدو البرادعي أن تلك التسجيلات كشفت بوضوح عن وجهه الحقيقي وأنه يرى في نفسه منقذ مصر الوحيد كما أنه تجرد من وطنيته وإخلاصه لبلده، بعدما تفرغ للهجوم عليها وأنه "خان وطنه وهرب وقت الأزمة" وهو في اتجاه أن يخسر -بحسبهم- ما تبقى له من رصيد شعبي.

ويرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يسري العزباوي -في حديث للجزيرة نت- أن التسجيلات المسربة كشفت عن الوجه الحقيقي للبرادعي وأنه تعامل مع الشعب المصري بوجه مزيف حيث أظهر عكس ما يبطن ومن ثم فإنه سيفقد الكثير من شعبيته التي حصدها خلال مساندته لثورة يناير.

ولن يقتصر الأثر السلبي لتلك التسجيلات -بحسب نفس المتحدث- على الانتقاص من شعبية البرادعي بل سيمتد ليشمل ثورة يناير ورموزها خاصة مع الكشف عن تسريبات جديدة لبعض شباب الثورة ورموزها بين الحين والآخر.

المصدر : الجزيرة