عوامل عجَّلت بتحرير راهبات معلولا

Kidnapped nuns arrive at Jdeidet Yabus on the Syrian side of the border with Lebanon after an arduous nine-hour journey that took them from Yabrud into Lebanon, and then back into Syria on March 10, 2014. A group of nuns kidnapped by rebels in the Syrian town of Maalula in December were released early Monday thanks to Lebanese-Qatari mediation and handed to the Syrian authorities. A monitoring group said the release was secured in exchange for some 150 women prisoners who were being held in Syria's regime jails.AFP PHOTO / LOUAI BESHARA
الراهبات المفرج عنهن لدى وصولهن مركز جديدة يابوس على الجانب السوري من الحدود مع لبنان (الفرنسية)
undefined

علي سعد-بيروت

يجمع معظم المتابعين لملف اختطاف راهبات من دير مار تقلا في بلدة معلولا السورية، والمفاوضات التي جرت لإطلاق سراحهن، أن أمرين أساسيين أسهما في طي الأزمة بالصيغة التي حُسمت بها الأحد، وهما: التدخل القطري، وتصاعد وتيرة هجمات جيش النظام السوري وحزب الله اللبناني على منطقة يبرود حيث كانت الراهبات محتجزات.

وانطلقت الجولة الأخيرة من المفاوضات لإطلاق سراح الراهبات الـ16 مع غروب شمس الأحد، وتكللت بالنجاح بُعَيْد منتصف الليل بقليل، مع وصول الراهبات إلى الحدود اللبنانية-السورية عند مركز جديدة يابوس قبل أن يتوجهن إلى دمشق.

وفي مقابل الإفراج عن راهبات دير مار تقلا بمعلولا، أُطلق سراح عشرات المعتقلات السوريات من السجون، فيما يُنتظر الإفراج عن باقي العدد المتفق عليه -وهو 153 سجينة- بموجب الصفقة التي أُبرمت الأحد بعد وساطة قطرية استغرقت شهورا.

وتشبه الأيام الأخيرة من ملف الراهبات نهاية قصة مخطوفي أعزاز اللبنانيين التسعة الذين أُطلق سراحهم في اللحظات الأخيرة قبل فقدان الخاطفين -وهم من المعارضة السورية المسلحة- سيطرتهم على المدينة. وحضرت حينها الوساطة القطرية بشكل بارز في المفاوضات التي قادها مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم.

الراهبات يدخلن مركز جديدة يابوس (الفرنسية)
الراهبات يدخلن مركز جديدة يابوس (الفرنسية)

تقاطع أحداث
وقالت مصادر الأمن العام اللبناني للجزيرة نت، إن تقاطع عدد كبير من الأحداث أدى إلى أن يكون يوم أمس هو اللحظة المناسبة لإنجاز تحرير الراهبات، ملفتة إلى حساسية الموضوع.

وأضافت تلك المصادر أن الإفراج عن الراهبات تم بتضافر الجهود وبالتنسيق مع عدة أطراف لا سيما مع دولة قطر التي ظلت تعمل مع سلطات الأمن العام اللبنانية منذ قضية مخطوفي أعزاز.

ومضت المصادر إلى القول إن اللواء إبراهيم كان يعمل على عدة محاور ضمن مسار طويل من التفاوض، حيث كان أحدها متعلقاً بالراهبات أنفسهن، وآخر بالجهة الخاطفة والأرضية.

وأشاع مشهد تحرير الراهبات أمس حالة من الفرح بين مسيحيي سوريا. وفيما فضلت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في اتصال مع الجزيرة نت عدم التعليق على تفاصيل عملية الإطلاق كون الغاية الأهم تحققت وهي عودة الراهبات سالمات، وصفت في بيان مساعي إطلاق الراهبات بالحميدة، وشكرت كلّ الأطراف التي أسهمت بجهودها في الأزمة.

وكان الدور القطري حاسماً في إنجاز صفقة الراهبات. وهي ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها قطر نفوذها لتحرير مخطوفين في سوريا.

وقال المحلل السياسي جورج علم إن نجاح قطر جاء "نتاج إرادة وتصميم رسمي" على إنجاز هذه الملفات الإنسانية، "وهو ما لم تقم به أي دولة إقليمية أو عالمية لها نفوذ في سوريا".

وأشار علم في حديثه للجزيرة نت، إلى أن "الثقل المعنوي والمادي" لقطر منحها قوة دفع في ملفات إيرانيين كانوا قد خُطفوا في 2012 في سوريا، بالإضافة إلى مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا.

ورأى علم أنه إلى جانب الدور القطري، أسهمت التطورات الميدانية التي جعلت من مكان احتجاز الراهبات حساساً وعسكرياً، في إنجاز هذه الصفقة.

وقال علم إنه إلى جانب الدور القطري، فإن ثمة عوامل أخرى أدت إلى الإسراع في إنهاء أزمة الراهبات المختطفات لعل أبرزها المتغيرات في المشهد السوري مع تحسن وضع النظام ميدانياً بعد مؤتمر جنيف2، والتطورات الأخيرة في منطقة الخليج العربي، وزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المتوقعة إلى المنطقة.

المصدر : الجزيرة