آلاف الأطفال السوريين بالأردن غير مؤهلين للتعليم

اطفال سوريين لحظة وصولهم من سوريا للأردن في عمق الصحراء- ارشيف
undefined

محمد النجار-عمان

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن نحو ستين ألف طفل سوري في الأردن باتوا غير مؤهلين للعودة للتعليم بعد انقطاعهم عنه لسنوات، من بين نحو تسعين ألف طالب سوري فاتهم التعليم بسبب اللجوء إلى الأردن.

وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الأطفال من بين نحو مائتي ألف طفل سوري في سن الدراسة منهم 110 آلاف طفل التحقوا بالمدارس العامة في المملكة، حيث يشكل كل هؤلاء الأطفال نحو ثلث اللاجئين السوريين في الأردن البالغ عددهم 600 ألف لجؤوا للأردن منذ مارس/آذار 2011.

وأشارت المنظمة -في تقرير لها صدر اليوم ووصلت نسخة منه للجزيرة نت- إلى أن نحو ستين ألف طفل سوري تفضل عائلاتهم إبقاءهم في المنازل بسبب مخاوف وأسباب متنوعة، وأن هؤلاء لم يعودوا مؤهلين للالتحاق بالمدارس، وأنهم بحاجة لإعادة التأهيل قبل إعادة إلحاقهم بالمدارس بشكل عاجل.

ولفت التقرير إلى وجود أكثر من 28 ألف طفل سوري غير ملتحقين بالمدارس إلا أنهم مؤهلين للالتحاق بهذه المدارس فورا، لكن عائلاتهم تفضل بقاءهم في المنازل لأسباب منها المخاوف عليهم، أو عدم استقرار العائلة في مكان سكن محدد، أو انشغالهم بمصاعب اللجوء وعدم معرفتهم بالطرق وكيفية الوصول للمدارس.

الصراع والنزوح
وبحسب التقرير فإن الأطفال السوريين يحاولون التعامل مع الضغط النفسي الناتج عن العيش ضمن الصراع والنزوح، كما أنهم عرضة للاستغلال والإساءة، ويرى العديد من الأهالي أن بقاء أطفالهم في المنزل هو نوع من الحماية لهم.

تخطط يونيسف بالتعاون مع شركائها هذا العام للوصول إلى ثلاثين ألف طفل سوري وأردني ممن هم "باقون في المنازل" من خلال برامج التعليم غير الرسمي ودورات التقوية في جميع أنحاء المملكة

تقرير يونيسيف لفت إلى أن تقييما نفسيا اجتماعيا أجري للشباب في مخيم الزعتري للاجئين أشار إلى أن الطريقة الأكثر شيوعا التي يتعامل بها الشباب مع المشاكل، بنسبة 71% هي "الانسحاب أو الاختباء".

وتخطط يونيسيف بالتعاون مع شركائها هذا العام للوصول إلى ثلاثين ألف طفل سوري وأردني ممن هم "باقون في المنازل" من خلال برامج التعليم غير الرسمي ودورات التقوية في جميع أنحاء المملكة.

كما ستقوم بتوسيع البرامج الحالية مثل دورات التعليم غير الرسمي في نادي يرموك البقعة في شمال عمان، حيث لا يزال نحو ألفي طفل على قائمة الانتظار، عوضا عن خطط لافتتاح 26 مركزا إضافيا في جميع أنحاء  المملكة.

وتقول يونيسيف إن دمج هؤلاء الأطفال المصنفين كـ"باقين في المنازل" في فرص التعليم يعتبر أمرا بالغ الأهمية في إعطائهم الشعور بالهدف والأمان والحياة الطبيعية، بالإضافة إلى إعادة ربط هؤلاء الأطفال مع أقرانهم ومجتمعاتهم.

وقالت إنه يمكن أن يؤدي التعليم غير الرسمي ودروس التقوية إلى عودة الأطفال إلى نظام التعليم المدرسي الرسمي أو أن يزودهم بمهارات حياتية حيوية وبتعليم أساسي يضمن مستقبلهم.

وأرفق تقرير يونيسيف حالتين لطفلتين سوريتين كنماذج من الباقين في المنازل والذين باتوا غير مؤهلين للعودة للمدرسة، واحدة منهما هي ولاء البالغة من العمر 13 عاما، والتي لجأت مع عائلتها من مدينة درعا جنوبي سوريا إلى مدينة إربد شمالي المملكة.

لذلك أبقى
ونقل التقرير عن ولاء قولها "إذا أردت الذهاب إلى أي مكان هنا يجب أن يرافقني أحد، لكنني لا أعرف أحدا هنا، لذلك أبقى في المنزل".

وتقضي ولاء معظم وقتها خلال النهار بمشاهدة التلفاز أو مساعدة والدتها في بعض الأعمال المنزلية.

وتضيف الطفلة السورية "عندما أشعر بالملل أو الإحباط، أبدأ بالبكاء أو أقوم بتمزيق بعض الأوراق أو أصرخ أو أذهب للنوم، وكذلك أشعر بالارتياح عندما أصلي أو أقرأ القرآن".

وبحسب يونيسيف فإن والد ولاء لا يريد أن يرسلها إلى المدرسة في الأردن، فهو يشعر بالقلق عليها لأن المدارس بعيدة، وأضافت ولاء "أريد العودة إلى المدرسة، فأنا أجلس أحيانا مع بعض جاراتي اللواتي يذهبن للمدرسة وأسألهن عن المنهاج الدراسي وأجلس وأقرأ معهن، فأنا لم أذهب للمدرسة منذ عام".

المصدر : الجزيرة