ولادة حكومة لبنانية بعد أشهر من الانتظار

الصورة التذكارية للحكومة

undefined

علي سعد-بيروت

بعد أكثر من عشرة أشهر من الانتظار ولدت الحكومة اللبنانية الجديدة التي يترأسها تمام سلام، لتتألف من 24 وزيرا، موزعين بين قوى 8 آذار التي نالت ثماني وزارات وقوى 14 آذار التي نالت ثماني وزارات أيضا، إضافة إلى ثماني وزارات لرئيس الجمهورية والوسطيين.

ومنذ تكليف سلام توالت العقد التي كانت تعيق إعلان الحكومة، وكان ظاهر معظمها داخلي، فيما يسود اعتقاد واسع أن الانشغال الدولي بالحرب في سوريا والخلاف بين الدول الإقليمية الكبرى كانت أهم موانع التشكيل.

وظهر ذلك جليا في تحلل العقد التي كان يعتقد أنها تعيق التشكيل سريعا، في الشهر الأخير، من موافقة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على الدخول في حكومة يشارك فيها حزب الله دون انسحاب الأخير من الحرب السورية، إلى قبول قوى 8 آذار بالصيغة الأخيرة التي تشكلت على أساسها الحكومة (8 – 8 – 8)، وصولا إلى حلحلة العقدة الأخيرة التي طرأت صباح أمس برفض حزب الله توزير اللواء أشرف ريفي في الداخلية بعدما رشحه تيار المستقبل، ليحل مكانه النائب عن كتلة المستقبل نهاد المشنوق، وتمنح وزارة العدل لريفي.

الوسطيون
وفي تفاصيل الصيغة الحكومية فقد جاء توزيع الحقائب على الشكل التالي:
تمام سلام رئيسا للحكومة، ومستشاره محمد المشنوق وزيرا للبيئة، ورشيد درباس وزيرا للشؤون الاجتماعية.

فيما كانت حصة رئيس الجمهورية: نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع (حقيبة سيادية) وأعطيت لسمير مقبل، ووزيرة المهجرين القاضية أليس شبطيني، ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي.

وحصل الحزب الاشتراكي الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط على وزارتين هما الصحة لوائل أبو فاعور والزراعة لأكرم شهيب.

8 آذار
أما حصة 8 آذار المؤلفة من ثماني وزارات فتوزعت بين حركة أمل التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله وتكتل التغيير والإصلاح الذي يترأسه النائب ميشال عون.

تمام سلام يتوجه للحديث إلى اللبنانيين بعد التشكيل(الجزيرة)
تمام سلام يتوجه للحديث إلى اللبنانيين بعد التشكيل(الجزيرة)

ونالت حركة أمل وزارة المال (حقيبة سيادية) أعطيت لعلي حسن خليل، ووزارة الأشغال لغازي زعيتر. فيما أبقى حزب الله وزيريه نفسيهما مع تبديل حقيبتيهما فحصل حسين الحاج حسن على وزارة الصناعة ومحمد فنيش على وزير دولة لشؤون مجلس النواب.

وحصل تكتل التغيير والإصلاح على وزارة الخارجية (حقيبة سيادية) لجبران باسيل الذي تنازل عن وزارة الطاقة التي بقيت من ضمن حصة التكتل، ولكن لوزير أرمني هو أرتور نزاريان، وجاء إلياس أبو صعب وزيرا للتربية، فيما ذهبت وزارة الثقافة لريمون عريجي من تيار المردة.

14 آذار
وتوزعت حقائب الرابع عشر من آذار الثماني بين تيار المستقبل الذي حصل على الداخلية (حقيبة سيادية) لنهاد المشنوق، والعدل لأشرف ريفي، ونبيل دو فريج وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية. وجاء بطرس حرب وزيرا للاتصالات، وميشال فرعون وزيرا للسياحة.

ونال حزب الكتائب حصة الأسد من مسيحيي 14 آذار بسبب رفض القوات اللبنانية المشاركة في الحكومة لعدم انسحاب حزب الله من سوريا. وحصل الكتائب على وزارات العمل لسجعان قزي، والإعلام لرمزي جريج، والاقتصاد والتجارة لآلان حكيم.

وأكد مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد وهبة قاطيشا أن بقاء القوات خارج الحكومة سببه عدم خروج حزب الله من سوريا ورفض الالتزام بإعلان بعبدا، مضيفا نحن نعرف أن إخراج جيش من سوريا يحتاج إلى وقت، ولكن إعلان النوايا عبر الالتزام بإعلان بعبدا كان يمكن أن يكون كافيا.

أكد مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد وهبة قاطيشا أن بقاء القوات خارج الحكومة سببه عدم خروج حزب الله من سوريا ورفض الالتزام بإعلان بعبدا

وقال للجزيرة نت، إن القوات لا تشعر بالخسارة لعدم الانضمام إلى الحكومة، وإذا نجحت هذه الوزارة بتقديم بيان وزاري يؤمن انسحاب الحزب من سوريا فنحن نبارك لها ونقبل أن نبقى من دون وزارات لوقت طويل، مضيفا "إما أن نبني دولة جميعا، أو فلنتوقف عن هذه الكذبة، لأننا لدغنا من نفس الجحر ثلاث مرات، ولن نقبل بالرابعة".

حكومة جامعة
ووصف سلام في كلمة للبنانيين، الحكومة بحكومة "المصلحة الوطنية". وقال إنها حكومة جامعة تمثل في المرحلة الراهنة الصيغة الأنسب للبنان بما يواجهه من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية.

وأضاف أنها قادرة على خلق مناخات إيجابية للحوار وقادرة على تأمين الأجواء اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وإقرار قانون جديد للانتخابات التشريعية.

من جهته، وصف يوسف خليل -النائب عن كتلة عون- الحكومة بالمتوازنة، معتبرا أنها لو لم ترض جميع الأطراف لما كانت تشكلت.

وقال للجزيرة نت، إن الحكومة التي تضم جميع الأفرقاء السياسيين تعني أنه أصبح من الممكن أيضا التوافق على رئيس الجمهورية المقبل، ولكنها في نفس الوقت قادرة على إدارة الفراغ في الرئاسة في حال وصلنا إليه.

المصدر : الجزيرة