معركة حماة.. بين حماس ثوارها ومخاوف أهلها

محمد الناعوري-ريف حماة

 

 
منذ ما يقارب الشهر بدأت محافظة حماة تعود إلى واجهة الإعلام مع اشتداد المعارك في ريفها والتقدم اللافت الذي أحرزه الثوار في القسم الشمالي منه.

وبدأت سلسلة معارك أسفرت عن السيطرة على عدد من الحواجز منها حاجز تل الناصرية غرب طيبة الإمام، وحاجز المكاتب في صوران، وحاجز الغربال والمداجن وكتيبة الدبابات شمالي مورك، وحاجز قرية الجلمة وقرية معان الموالية للنظام. كما سيطر الثوار على مورك، وقطعوا الطريق الدولي الذي يعد طريق الإمداد الوحيد لمعسكري الحامدية ووادي الضيف في ريف إدلب.

 
حماسٌ وإصرار
العمليات الواسعة والتقدم الملحوظ لاقى صدى كبيراً فأصبح حديثَ الناس اليومي داخل المدينة والهم الوحيد لدى الثوار في الأرياف الذين انتظروا طويلا هذا اليوم، كما يقولون.

 
‪‬ أثناء سيطرة قوات المعارضة على قرية معان بريف حماة(الجزيرة -أرشيف)
‪‬ أثناء سيطرة قوات المعارضة على قرية معان بريف حماة(الجزيرة -أرشيف)

ياسر أحد المشاركين في المعارك يقول "لقد خرجت من حماة منذ أكثر من عام بسبب الضغط الأمني الشديد، وأعيش في الريف على أمل أن أعود يوماً إلى مدينتي وأشارك في تحريرها, وقد أصبحت أشعر بأن هناك مؤامرة على حماة بسبب عدم دعم أي عمل عسكري يؤدي لتحريرها منذ أكثر من عام. أما اليوم فقد جاءت اللحظة التي انتظرناها طويلاً وسوف نقاتل من أجلها".

أما ناشطو حماة في الداخل فيقبعون تحت حصار أمني شديد يتمثل في مداهمات النظام وتمركزه في شوارع المدينة ومبانيها مانعاً أي نشاطٍ ثوري، سلمياً كان أم مسلحاً، فأغلب النشطاء تحولوا إلى العمل على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بعد أن انتهى دورهم الميداني.

ويقول أبو الجود الناشط المقيم داخل المدينة "لقد عشنا حياة الحرية شهرا كاملا قبل اقتحام الجيش لمدينتنا وسلب حريتنا, ونعيش اليوم تحت حصار النظام المتمثل في الاعتقال والسرقة والاستغلال منذ أكثر من عام. فقوات الأمن استباحت كل ما في المدينة وكل ما تسعى له هو إذلال الناس وسرقة ممتلكاتهم".

الخوف من الانتقام
في حين يسيطر القلق على الأهالي المدنيين، الذين يعيشون التردد بين رغبتهم في الخلاص من بطش النظام وخوف انتقامه منهم إذا دخل الثوار المدينة، ثم انسحبوا منها كما جرى في الماضي.

‪(الجزيرة-أرشيف‬ دمار لحق بالريف الجنوبي لحماة جراء قصف النظام
‪(الجزيرة-أرشيف‬ دمار لحق بالريف الجنوبي لحماة جراء قصف النظام

ويقول أبو أيهم صاحب أحد المحلات "لا شك أننا نريد الخلاص مما نعيشه من ذل واستباحة، فنحن نعيش حياة الأسرى داخل بلدنا ولا يمكننا حتى التجول بحريتنا بسبب حواجز النظام، وتم اختصار نشاطنا اليومي فبتنا نقضي النهار في أشغالنا ونلزم بيوتنا مع بداية المساء، لأن التجول ليلاً ممنوع وكل من يسير في الطرقات معرض لقناصة النظام ونيران حواجزه".

ويضيف "هذا فضلا عن أزمات المياه والكهرباء والأزمة الإنسانية, لكننا نخشى بالمقابل ما سيحصل إذا ما تم تحرير المدينة من قصف النظام ومجازره التي اعتدنا عليها في كل مدينة محررة، كما نخشى أن يتم تهجيرنا بسبب الحرب، فكل ما نملكه هو بيوتنا ومحلاتنا".

ويبدي قسم آخر خوفه من كون معركة التحرير مثل سابقتها التي بدأت بقوة وتم فيها تحرير قرى عديدة، ثم توقفت المعركة بشكل مفاجئ، فصب النظام جام غضبه عليها ليدمرها ويخرج الثوار منها، كما استعاد قسما كبيراً منها وشدد الحصار على المدينة بسبب تخوفه من تقدم الثوار إلى المدينة.

المصدر : الجزيرة