هجوم بعلبك بين أبراج بريطانيا واعتقال زوجة البغدادي
ووفق مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت، فقد تعرضت دورية تابعة للجيش لكمين مسلح من قبل عناصر تابعة لتنظيم الدولة كانوا يستهدفون الرد على اعتقال الدليمي وعلا جركس زوجة القيادي أبو علي الشيشاني، مما أدى إلى سقوط ستة قتلى وجريح بين عناصر الدورية.
وأضافت المصادر أن عبوة ناسفة استهدفت سيارة جيب عسكرية خلال عملية انتقال روتينية للدورية من موقع إلى آخر في جرود البلدة، مشيرة إلى أن المسلحين هاجموا الدورية بالرصاص بعد تفجير العبوة وهو ما أوقع هذا العدد من الضحايا.
لكن مصادر التنظيم أوردت رواية مختلفة وقالت للجزيرة نت إن فرقة من المسلحين تسللت إلى رأس بعلبك لمهاجمة 12 برجا "صُممت بأيادٍ غربية لمهاجمة التنظيم، ولذلك كان من الضروري تدميرها".
وزادت المصادر أن المسلحين فوجئوا بدورية الجيش اللبناني أثناء تنفيذ العملية الاستباقية ضد الأبراج فاشتبكوا معها، دون أن تكشف تفاصيل حول سقوط أي إصابات بين مسلحي التنظيم.
منع مجزرة
وتشكل منطقة رأس بعلبك حلقة من الجرود الحدودية التي يتشاركها لبنان مع سوريا وهي قريبة من جرود عرسال، وتقع الأبراج داخل الجرود على بعد 15 كلم من المنطقة السكنية.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن برج المراقبة المسمى "تانغو 10" يقع في أكثر المواقع الإستراتيجية في البلدة، مشيرة إلى أن بناءه كلف دافعي الضرائب في بريطانيا حوالي 150 ألف جنيه إسترليني.
وقالت مصادر عسكرية رفيعة المستوى للجزيرة نت إن الدور البريطاني في بناء هذه الأبراج اقتصر على الدعم اللوجستي وليس هناك أي وجود بريطاني فيها، لافتة إلى أن السيطرة الكاملة على هذه الأبراج تعود للجيش اللبناني.
وأكدت المصادر أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بريطانيا بتقديم مثل هذا الدعم للقوات العسكرية اللبنانية، مشيرة إلى عمليات دعم وتمويل مماثلة في أكثر من مكان على الحدود اللبنانية السورية خصوصا حيث تتواجد التنظيمات المسلحة، مشددة على أن التنظيمات اللبنانية -وخصوصا حزب الله- لم تمانع.
حرب عصابات
ويرجح الخبير العسكري العميد المتقاعد هشام جابر أن المسلحين كانوا في مهمة استكشافية في المنطقة فاصطدموا بدورية الجيش، مشيرا إلى أن المجموعات المسلحة باتت تعتمد أسلوب حرب العصابات عبر مجموعات صغيرة تنفذ عمليات سريعة وتعود أدراجها.
وقال للجزيرة نت إن الأبراج ليست مهمتها اكتشاف مثل هذه المجموعات، بل المساعدة على مراقبة ورصد عمليات هجوم كبيرة.
ووصف منطقة رأس بعلبك المسيحية بأنها خاصرة رخوة بسبب عدم تواجد حزب الله فيها نظرا للحساسيات اللبنانية، معتبرا أن المجموعات المختلفة قد تعتمدها للهروب من الحصار في عرسال والشتاء القاسي في الجرود، بعدما فشل الهجوم على البقاع الأوسط حيث القرى الشيعية والوجود الكبير لحزب الله.