فلسطينيات يتظاهرن ضد إغلاق معبر رفح
أحمد فياض-غزة
فبينما رددت النسوة العديد من الشعارات المنددة باستمرار الحصار، لم تخلُ اللافتات التي رفعنها من دعوة القيادة المصرية إلى فتح المعبر من أجل إنعاش غزة والسماح بتنقل مرضاها وجرحاها.
وتقول العجوز الثمانينية آمنة مهدي إنها جاءت للمشاركة برفقة عدد من نساء حيها -تلبية لدعوة من مبادرة "فلسطينيات ضد الحصار" وبرعاية الهيئة الوطنية العليا لكسر الحصار وإعادة الإعمار- "كي تخبر العالم بأن رجال غزة لم يعودوا قادرين على تحمل أعباء ما خلفته الحرب والحصار المطبق على كل نواحي الحياة فيها".
واشتكت العجوز الفلسطينية في حديثها للجزيرة نت من توقف عجلة الإعمار، وما وصفتها بالحلول المؤقتة التي أضرت بأهل غزة وجعلتهم غير قادرين على معالجة مرضاهم أو إعمار منازلهم المدمرة.
انتقاد ومطالبة
أما المتحدثة باسم "فلسطينيات ضد الحصار" إسراء العرعير فانتقدت في كلمتها إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح، متسائلة عن سبب ما سمته "إذلال أبناء الشعب الفلسطيني على أبواب المنفذ الوحيد الذي يربط غزة بالعالم".
وخاطبت إسراء قادة مصر بقولها "نخاطب فيكم إنسانية طعنتها إسرائيل في المقتل، فلمَ تطعنونها أنتم أيضا؟ وأبقيتم هذا المعبر مغلقا في الحرب والسلم، وأطفالنا يموتون مرضا وجوعا، وطلابنا فقدوا دراستهم، أفلا تشعرون بمعانتنا جراء إغلاق المعبر؟".
وطالبت السلطات المصرية بالعدول عن قرارها إبقاء معبر رفح مغلقا حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن فتح المعبر لأيام قليلة لا يكفي ولا يسمح لأكثر من 38 ألف مواطن بحاجة ماسة للسفر بالخروج من غزة.
وأهابت في كلمتها بالأمة الإسلامية والشعوب العربية بالتحرك لدعم الشعب الفلسطيني ومساعدته في كسر الحصار الظالم الذي أرهق الكثيرين، خصوصا بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
من جانبه قال المتحدث باسم الهيئة الوطنية العليا لكسر الحصار وإعادة الإعمار حماد الرقب إن المظاهرة النسائية أمام معبر رفح جاءت لإطلاع الرأي العام على ما وصلت إليه غزة من معاناة، وما ويقع على أهلها من ظلم.
عوامل الانفجار
وأضاف حماد الرقب -وهو أيضا أحد المتحدثين باسم حركة حماس- أن المظاهرة رسالة إلى كل المعنيين سواء كان العدو الإسرائيلي ابتداء، أو بعض الأطراف التي رعت الاتفاقات بشأن قطاع غزة، مفادها أن ما وصل إليه الحال في القطاع أشبه بالقنبلة التي ربما تنفجر في أي لحظة.
وأوضح الرقب في تصريح للجزيرة نت أن حالة الفقر الشديد وعدم إعمار البيوت، وعجز الجرحى عن السفر لتلقي العلاج ومعهم آلاف العالقين، جميعها مقومات انفجار شعبي.
واستطرد شارحا أن المظاهرة تحث كل الحكماء على تدارك الانفجار، وهي رسالة أيضا بأن أهل غزة لن يعدموا الوسائل الأخرى التي يستطيعون من خلالها فعل كل ما بوسعهم من أجل كسر الحصار.
وأكد المتحدث باسم حماس أن حركته لا يمكنها أن تبقى متحكمة في كل عوامل الانفجار إذا ما زاد الضغط على الشعب الفلسطيني في غزة، وحينها ربما تشهد المنطقة بأسرها انفجارا لا يقل شأنا عن الحوادث الأخيرة التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.