ماذا وراء مطالب معارضة الجزائر برئاسيات مبكرة؟
ياسين بودهان-الجزائر
وكانت هيئة التشاور والمتابعة لأحزاب المعارضة الممثلة في تنسيقية التحول الديمقراطي وقطب التغيير (تضم نحو ثلاثين حزب وشخصية سياسية) طالبت في لقائها الأربعاء بمقر حركة مجتمع السلم بالدعوة إلى "وقف مسلسل الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، وتأسيس هيئة مستقلة ودائمة لتنظيم هذه الانتخابات".
والتأم اجتماع بحضور رؤساء الحكومات السابقين علي بن فليس وأحمد بن بيتور وسيد أحمد غزالي، ورؤساء أحزاب حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية والنهضة والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وغيرهم.
وجاء في بيان عقب الاجتماع أن "الجزائر تشهد أزمة حكم لأن الوضع السياسي في البلاد خطير بسبب الشلل في مؤسسات الدولة الناجم عن فساد النظام السياسي، وفشله وعدم شرعيته" والذي اعتبر البيان أن "شغور منصب رئيس الجمهورية أحد أسوأ مظاهره".
واقع سياسي
وفي السياق، يؤكد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري للجزيرة نت أن "الأفكار السياسية التي تقدمها الأحزاب تأتي بناء على دراستها الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي"، وليس كل ما يعرض من حلول برأيه "قابل للتحقق في القريب العاجل، لكن الأمر مرتبط في الأخير بالاستمرار في النضال السياسي".
وقال مقري إن "مسلسل مرض بوتفليقة طال جدا"، وإن الحكم "أصبح غير واضح وغير شفاف". واعتبر أن "تطبيق المادة 88 من الدستور موضع خلاف لأنها وضعت طريقة غير قابلة للتنفيذ". وأوضح أن "الظروف الإقليمية والداخلية التي تمر بها الجزائر تستدعي وجود منصب رئاسة قوي ومستقر".
ومن وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر عبد العالي رزاقي، فإن هذه المبادرة "موقف خاطئ"، لأنه لا يحق برأيه "لأي أحد الدعوة لرئاسيات مبكرة، وإنما لها الحق في الدعوة لتطبيق المادة 88 من الدستور".
تسريبات
ويعتقد رزاقي أن بروز هذه الفكرة قد يكون مرتبطا بتسريبات تقول إن "فرنسا تضغط من أجل تنظيم رئاسيات مسبقة"، والدليل على ذلك تحويل ملفه الطبي من مستشفى عمومي "فال دوغراس" إلى عيادة خاصة.
ودفع هذا الضغط الاتحاد الأوروبي -حسب رأيه- إلى "الاستماع لأحزاب المعارضة وأحزاب السلطة من خلال المشاورات الجارية الآن"، وهي مشاورات "جاءت بطلب من أحزاب المعارضة ومن فرنسا، حتى وإن كانت هذه الأحزاب تدعي أن الاتحاد الأوروبي هو الذي بادر بالدعوة لمشاورات".
من جانبها، تعتبر الناطقة باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي نوارة جعفر أن "حزبها ساهم في بناء مؤسسات الدولة الجزائرية ويرفض تجاوزها"، لذلك تعتبر أن فكرة الرئاسيات المسبقة "فكرة غير مقبولة".
وتساءلت في حديثها للجزيرة نت "نحن كحزب سياسي مسؤول لا نفهم محاولات التشكيك في شرعية مؤسسات الجمهورية، الرئيس انتخبه الشعب في استحقاق انتخابي تعددي شهد له الكل بالنزاهة والشفافية بمن في ذلك الأجانب، وما دام الشعب قال كلمته يجب على المعارضة أن تحترم خياره".