طفل أردني بكى حين رأى العلم الإسرائيلي

محمد النجار-عمان

لم يكن الطفل أسعد عثمان يتوقع أن دموعه التي سالت على خديه عندما شاهد الأعلام الإسرائيلية ترفرف في منطقة إيلات المحاذية لمدينة العقبة الأردنية، ستتحول لمقطع فيديو يحظى بمشاهدة مئات الآلاف وتؤدي لحملة إشادة به وتضامن معه.

أسعد الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي بمدارس الاحتراف الدولية بعمّان روى المشهد للجزيرة نت، وقال إنه صدم أثناء رحلة بحرية إلى مدينة العقبة عندما شاهد "الأعلام اليهودية".

ويوضح أنه انفجر باكيا عندما سأل مدرسه عن سبب وجود هذه الأعلام وأخبره بأن المنطقة فلسطينية وتحتلها إسرائيل.

وفي مقطع الفيديو ظهر الطفل وهو يمسح دموعه بعد أن هدّأ المعلم من روعه. ويشرح أسعد بلغته البسيطة "دموعي نزلت غيرة على أرضنا التي ترتفع عليها أعلام اليهود". ويضيف أن هذه "أول مرة أن أرى العلم اليهودي أمامي، رأيته كثيرا بالتلفزيون وبالصور. شعرت أنه علي إنزال هذا العلم".

ويقول الطفل عثمان إنه لا يشارك عادة في أي نشاطات ذات طابع وطني، لكنه يتابع في التلفزيون وعبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ما يحدث في فلسطين وما يفعله الإسرائيليون هناك.

‪أطفال الأردن في صدارة المهتمين بالقضية الفلسطينية‬ (الجزيرة نت-أرشيف)
‪أطفال الأردن في صدارة المهتمين بالقضية الفلسطينية‬ (الجزيرة نت-أرشيف)

انفعال عفوي
ولا يخفي مشرف الأنشطة الطلابية في مدارس الاحتراف إبراهبم منصور مفاجأته والمعلمين المشرفين على الرحلة من مشهد انفعال الطفل.

ويقول "بكاء الطفل وانفعاله العفوي عندما شاهد العلم الإسرائيلي أثارا كل من هم في الرحلة، وبعدها شاهدنا كيف تابع أكثر من نصف مليون مقطع الفيديو على موقع فيسبوك".

وخلص منصور للقول إن الرسالة التي أخذها هو وجميع من أشرفوا على الرحلة هي أن تلقائية مثل هذا الطفل تشكل أكبر سد منيع أمام التطبيع بين الشعب الأردني والعدو الإسرائيلي، قائلا إن التطبيع سيبقى شأنا يعنى به الرسميون فقط.

وأثار الموضوع نقاشات لافتة خاصة مع تكرار مشاهد الأطفال الذين باتوا جزءا من الأحداث المأساوية في العالم العربي.

الحباشنة: الأجيال المقبلة أكثر خطرا على الأعداء والأنظمة التي تعادي شعوبها

تفاعل سليم
ويقول مستشار الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة إن بكاء الطفل أسعد يدخل في باب التفاعل السليم والصحيح العفوي وغير المادي.

وقال للجزيرة نت إن علماء النفس والاجتماع يعتبران أن أي مشاركة فعلية للأطفال في الأحداث أو التعرض للعنف أو مشاهدته مباشرة أو عبر الصور ستؤدي لكسر الحواجز الآمنة لديهم، مما يعرضهم لاضطرابات كثيرة نتيجة انكسار المناعة النفسية.

لكن الحباشنة طالب بالتفريق بين تعرض الأطفال المباشر للأحداث ومشاهدتهم للعنف، وبين غرس حب الوطن والتعريف بقضايا الأمة ووجوب نصب الحواجز مع الأعداء، مما يجذّر مفاهيم صحيحة في عقل الصغير تكبر معه حتى لا تموت القضايا المركزية.

ويذهب الحباشنة للإشارة إلى ما سماه الرهان غير الذكي للأنظمة في عالم اليوم والتي اعتبرت أن دخول التكنولوجيا على الأجيال الجديدة سيؤدي لقتل اهتمامها بالقضايا الكبرى والرئيسية.

وختم بالقول إن ما حدث هو العكس، فقد أصبحت التكنولوجيا بابا للولوج إلى معرفة ما يحدث في العالم من خلال الشاشات الصغرى في يد الأطفال مما يجعل الأجيال المقبلة أكثر خطرا على الأعداء والأنظمة التي تعادي شعوبها.

المصدر : الجزيرة