معركة جبل الشيخ تنقل التوتر إلى دروز لبنان

قرى راشيا وحاصبيا ذات الأغلبية الدرزية متوترة على خلفية المعارك في جبل الشيخ في لبنان البقاع الغربي-راشيا في نوفمبر 7 2014
القرى الدرزية في الجانب اللبناني من جبل الشيخ تشهد توترا على خلفية المعارك بسوريا (الجزيرة نت)

علي سعد-بيروت

مرة أخرى يتورط التقاطع المناطقي والطائفي بلبنان في قلب الحرب السورية بأشكالها المختلفة. وعلى هذه القاعدة تسود حالة من الغضب والتوتر في قرى الجزء اللبناني من جبل الشيخ الواقع على الحدود بين البلدين.

هذا الغضب والتوتر ناتج عن المعارك التي دارت في اليومين الماضيين في قرية كَفَرْ حَور في القسم السوري من جبل الشيخ بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة.

وقد سقط في هذه المعارك أكثر من عشرين قتيلا من طائفة الموحدين الدروز ذات الحضور الكبير في القسمين السوري واللبناني من جبل الشيخ.

وتتميز جغرافية المنطقة بخليط درزي سني من الناحية السورية يتمركز في منطقتي السويداء والقنيطرة، ودرزي سني شيعي من الناحية اللبنانية. وتعتبر منطقتا راشيا الوادي وحاصبيا ذات الغالبية الدرزية الأقرب إلى سوريا.

أما في منطقة شبعا الواقعة على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة فيشكل السنة أغلبية السكان إلى جانب منطقة الجولان السورية التي تسيطر عليها النصرة.

وتأتي هذه التطورات وسط حديث عن محاولات من قبل الجبهة لربط الجولان بشبعا لكي تكون على تماس مباشر مع حزب الله.

‪جنبلاط رفض وصف جبهة النصرة بالإرهابية ودعا إلى التأقلم معها‬ (الجزيرة نت)
‪جنبلاط رفض وصف جبهة النصرة بالإرهابية ودعا إلى التأقلم معها‬ (الجزيرة نت)

طرق الإمداد
لكن مصادر ما تسمى قوات الدفاع السوري أكدت للجزيرة نت أنها بدأت هجوما على الجبهة في تلك المنطقة لإحكام السيطرة على طريق خان الشيخ الذي يقطع الطريق أمام النصرة إلى قمة الجبل، وبالتالي يغلق طريق الإمداد في وجهها من وإلى دمشق.

واعترفت المصادر بأنها فوجئت بحجم المعركة الذي لم تتوقعه على هذا النحو، مما أوقع خسائر كبيرة في الأرواح تتراوح بين خمسين وستين مفقودا لم يُعرف بعد إن كانوا جميعا في عداد الأموات.

ولفتت إلى وجود مفاوضات تجري في هذه الأثناء مع جبهة النصرة لتبادل الجثث.

وبغض النظر عن أسباب المعركة ونتائجها، فقد أرخت بظلالها على الجو العام الدرزي في لبنان الذي ينحو إلى الانقسام حول الموقف من الحرب السورية وتحديدا من جبهة النصرة.

ومما يزيد من حدة الموقف تصريح "ناري" لرئيس الحزب الاشراكي اللبناني "والزعيم الدرزي الأول" وليد جنبلاط رفض فيه وصف الجبهة بالإرهابية ودعا إلى التأقلم معها.

وقال جنبلاط إن السوريين اختاروا جبهة النصرة وهم الذين اندفعوا في هذا الاتجاه نتيجة أسباب عديدة، "وأهل مكة أدرى بشعابها".

وليد بركات
إسرائيل لديها مخطط يستهدف تهجير الدروز واستخدام الشريط الحدودي لضرب المقاومة

تساؤل ورسالة
وتساءل جنبلاط: كيف يمكن أن يكون السوريون الذين التحقوا بجبهة النصرة إرهابيين؟ هل كل الذين قرروا التمرد على نظام بشار الأسد إرهابيون؟

وحمل حديث جنبلاط رسالة إلى دروز سوريا بعدم الانخراط في الدفاع عن النظام.

لكن وليد بركات الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني -الممثل الثاني لدروز لبنان- اعتبر أن دروز سوريا ليسوا بحاجة إلى إملاءات من أحد، وهم أدرى بمصلحتهم.

وأضاف أن دروز سوريا يدافعون عن عرضهم وأرضهم ومنازلهم، إضافة إلى امتدادهم القومي والعروبي.

واعتبر بركات في حديثه للجزيرة نت أن تفاقم الأمور في سفوح جبل الشيخ سيترك انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني، وتحديدا على الموحدين الدروز.

لكنه أبدى اطمئنانا لإجراءات الجيش اللبناني الذي أغلق المنطقة الحدودية عن شبعا ومنع دخول جرحى جبهة النصرة للعلاج في لبنان، "وهو ما ظلل الأجواء المتوتر بنوع من الارتياح" على حد قوله.

وحذر بركات من أن دخول إسرائيل على خط الأزمة سعيدها إلى لبنان عبر دفع النصرة إلى إقامة شريط حدودي -على غرار ما كان قائما أيام الاحتلال الإسرائيلي للبنان- يمتد من درعا إلى تلال جبل الشيخ وصولا إلى شبعا.

وقال إن إسرائيل لديها مخطط يستهدف تهجير الدروز سواء المنخرطين بالجيش السوري أو الواقفين سدا منيعا في وجهه، لأنها "ستستخدم هذا الشريط لضرب المقاومة".

المصدر : الجزيرة