مخلفات الحرب تفتك بأهالي محافظة الرقة السورية

تخوف أهالي الرقة من الضربات العسكرية
أهالي محافظة الرقة بحاجة إلى توعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب وكيفية التعامل معها (الجزيرة)

أحمد العربي-الرقة

بعد أكثر من شهرين من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على آخر معاقل النظام السوري في الرقة، ما زالت مخلفات الحرب والاشتباكات التي دارت في مناطق الفرقة 17 شمال الرقة ومطار الطبقة العسكري غربي الرقة موجودة وتتسبب في مقتل وجرح مدنيين.

ورأى فايز الحلبي -ناشط ميداني في الرقة- أن ما يحصل هو مأساة حقيقية تزداد يوما بعد يوم مع ازدياد حالات الفقر والجوع، وندرة فرص العمل وشح المساعدات الإنسانية التي تصل من الخارج.

وأضاف أن الغارات التي يقوم بها التحالف الدولي على الرقة تسبب الخوف بين الأهالي من المستقبل القريب والبعيد، إضافة إلى كل الأحداث التي مرت بها المحافظة على مدى نحو أربع سنوات هي عمر الثورة السورية.

قنبلة لم تنفجر في ريف الرقة (الجزيرة)
قنبلة لم تنفجر في ريف الرقة (الجزيرة)

مخلفات متفجرة
وتابع قائلا للجزيرة نت إن الأمر يزداد سوءا بعد اكتشاف وجود مخلفات ذخائر حربية وألغام في مناطق عدة من محافظة الرقة وريفها تودي بحياة مدنيين بسبب عدم اهتمام أحد بإزالتها أو تأمين المناطق التي توجد فيها، سواء تنظيم الدولة الإسلامية الذي يبسط سيطرته على كامل المحافظة أو المنظمات الإنسانية والحقوقية أو حتى الأمم المتحدة.

وأضاف أنه بعد سيطرة تنظيم الدولة على النقاط العسكرية التي كانت تابعة للنظام في الرقة وريفها، "وثقنا حالات وفيات وإصابات بين المدنيين بسبب تلك الذخائر"، وكان آخرها وفاة أحد رعاة الماشية بانفجار قنابل عنقودية بمجموعة من الرعاة قرب مطار الطبقة العسكري كان النظام قد استخدمها ضد تنظيم الدولة، ولم تنفجر أو تتم إزالتها أو تعطيلها الأمر الذي أدى إلى وفاة أحدهم وإصابة آخر".

ومن جهته، يقول الدكتور محمد العمر -طبيب في الرقة- إنه تم تسجيل أربع حالات وفيات وثلاث إصابات بتر ساق، اثنتان منها منذ نحو شهرين جراء انفجار قنابل عنقودية.

قنابل موقوتة
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن هذه القنابل كالألغام التي تنفجر حال لمسها أو تحريكها أو العبث بها، ويوجد منها الكثير في المناطق التي كان النظام يتمركز فيها، إضافة إلى وجود كمّ هائل من الألغام المحيطة بتلك المقرات سعى النظام إلى زرعها لتشكل خط الدفاع المضاد لهجمات تنظيم الدولة".

ويوصي العمر بوجوب معالجة الأمر بالسرعة القصوى وإزالة تلك المخلفات التي ستودي -إن بقيت- بحياة المزيد من المدنيين في الرقة، مؤكدا ضرورة العمل على نشر الوعي بمخاطر تلك المخلفات بين أهالي الرقة عبر الإعلام، وتوزيع منشورات إرشاد في كيفية التعامل معها وعدم العبث بها.

المصدر : الجزيرة