نسق بطيء لانطلاق الحملة الانتخابية في تونس

نسق بطيء في تعليق القوائم الانتخابية للمرشحين لجدران (أكتوبر/تشرين الأول 2014 في أحد شوارع العاصمة)
أماكن مخصصة لمعلقات الحملات الانتخابية على جدار بالعاصمة التونسية وتبدو معظمها فارغة (الجزيرة نت)

خميس بن بريك-تونس

على عكس ما كان يتوقعه المراقبون في تونس، اتسمت حركية حملة المرشحين للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الحالي ببطء ملحوظ في أيامها الأولى، بينما احتكرت الأحزاب السياسية البارزة الجزء الأكبر منها وبدت أكثرة حركية في حملتها.

وتزامن موعد انطلاق الحملة الانتخابية يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري مع عيد الأضحى الذي شهد هطولا كبيرا للأمطار في مناطق متفرقة في البلاد، الشيء الذي أخّر حملة المرشحين للانتخابات إلى يوم الاثنين، لكن رغم ذلك بقي النسق ضعيفا.

ولاحظت الجزيرة نت خلال جولة قامت بها في شوارع العاصمة أن الكثير من الأحزاب الصغيرة والمرشحين المستقلين لم يعلقوا لحد الآن قوائمهم الانتخابية على الجدران المخصصة، وهو ما يعكس هذا البطء.

واقتصرت حملة الكثير من الأحزاب الصغيرة والمرشحين وبعد ثلاثة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية، على التعريف بقوائمهم وبرامجهم السياسية والاقتصادية، وذلك عبر حصص التعبير المباشر في وسائل الإعلام السمعية والبصرية العمومية.

‪ممثلو النهضة نزلوا إلى الشوارع للتواصل‬ (الجزيرة نت)
‪ممثلو النهضة نزلوا إلى الشوارع للتواصل‬ (الجزيرة نت)

الأحزاب الكبيرة
في المقابل تميزت حركة النهضة الإسلامية التي فازت بأغلب مقاعد المجلس التأسيسي (البرلمان) في انتخابات عام 2011 بحركية أسرع نسبيا، ولم تكتف بتعليق قوائم المرشحين على الجدران أو توزيع برامجها في كتيبات، وإنما نزل بعض قادتها إلى الشوارع للاتصال بالناخبين.

وتجوّل علي العريض وزير الداخلية الأسبق ورئيس الحكومة السابق والأمين العام للحركة أمس رفقة حشد من أنصاره وعدد من حراسه، في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وألقى خطبة أمام المسرح الوطني عرض خلالها المحاور الكبرى لبرنامج حركته.

وقال العريض للجزيرة نت إن حزبه تميز عن بقية الأحزاب بقيامه بأمرين رمزيين هما إطلاق الحملة الانتخابية انطلاقا من مقبرة الشهداء بمنطقة السيجومي في العاصمة، ثم التجول في الشارع الرئيسي بالعاصمة "رمز الثورة ومقاومة الاستبداد".

وحول المحاور الأساسية التي ستركز عليها حركة النهضة في حملتها الانتخابية، يقول العريض إن حزبه سيعول على وسائل الاتصال المباشر بالناخبين للتعريف بقوائمه المرشحة في جميع الدوائر وتوضيح أهم النقاط التي طرحها في برنامجه الانتخابي.

ويضيف أنه "في كل المواقع التي ترشحنا فيها سنسعى لحماية الحريات ومواصلة بناء الديمقراطية وبسط الأمن ومكافحة الإرهاب واستعادة النشاط الاقتصادي بالاستثمار والتشغيل والقضاء على الفوارق الجهوية وبناء العدالة الانتقالية ومقاومة الفساد".

نداء تونس
من جهة أخرى أطلقت حركة نداء تونس التي تقدر استطلاعات الرأي بأنها ستتقاسم مع حركة النهضة الجزء الأكبر من مقاعد البرلمان، حملتها في صفاقس ثاني أكبر مدينة في البلاد، حيث تجول قادتها في وسط الشوارع وتحدثوا للناخبين.

وفي العاصمة خرج أنصار الحركة في رتل من السيارات حاملين أعلام الحزب للفت انتباه المواطنين، بينما ظهرت قوائم المرشحين لهذا الحزب معلقة في الكثير من المناطق التي خصصتها هيئة الانتخابات في إطار هذه الحملة.

ويقول القيادي في الحركة بشير بن عمر للجزيرة نت إن حزبه يسعى من خلال برنامجه الذي طرحه إلى إصلاح الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، واستعادة الأمن ومحاربة الإرهاب وتنمية الاستثمار من أجل خفض معدلات البطالة.

‪(الجزيرة نت)‬ رفيق الحلواني أكد وجود عدة تجاوزاتمع انطلاق الحملة الانتخابية
‪(الجزيرة نت)‬ رفيق الحلواني أكد وجود عدة تجاوزاتمع انطلاق الحملة الانتخابية

تجاوزات
من جهة أخرى سجلت الأجواء العامة لانطلاق الحملة الانتخابية بعض التجاوزات، حيث اشتكت أحزاب من تمزيق قوائمها المعلقة في الجدران.

كما لاحظت هيئة الانتخابات لجوء مرشحين إلى اعتماد الإشهار السياسي الذي يمنعه قانون الانتخابات.

ويقول رفيق الحلواني المنسق العام لشبكة "مراقبون" (منظمة غير حكومية) للجزيرة نت إنه تمت ملاحظة عدة تجاوزات مع انطلاق الحملة الانتخابية، مشيرا إلى وجود ظاهرة تمزيق القوائم المعلقة على الجدران وهي جريمة يعاقب عليها القانون.

من جهته قال رئيس المنظمة التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات معز بوراوي للجزيرة نت إن من بين التجاوزات التي تم رصدها قيام عديد الأحزاب بحملتها الانتخابية قبل الأوان وتوزيع أموال على بعض الناخبين لشراء أصواتهم.

وتتنافس في ثاني انتخابات بعد الثورة على مقاعد البرلمان الذي يشكل الحزب الفائز بأغلب الأصوات الحكومة المقبلة، 1327 قائمة منها 1230 قائمة في تونس موزعة على 741 قائمة حزبية و355 قائمة مستقلة و234 قائمة ائتلافية، في حين تتنافس خارج البلاد 77 قائمة.

المصدر : الجزيرة