سياسيون: الدعوة السلفية تتملق السيسي

احد مؤتمرات حزب النور الداعمة للانقلاب والتصويت بنعم للدستور
السلفية المصرية أيدت انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 (الجزيرة-أرشيف)

الجزيرة نت-القاهرة

 

في خطوة جديدة لتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصدر المتحدث باسم "الدعوة السلفية" الشيخ علي حاتم بيانا قبل أيام قال فيه إن الشباب الذين ينادون بإسقاط حكم العسكر يريدون إسقاط الجيش.

وفي ما بدا أنه حديث موجه لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، قال حاتم "ألا تدركون أن إسقاط ما تسمونه حكم العسكر وتنصيب من تحلمون بتنصيبه رئيسا للبلاد لن يتم إلا على أنقاض مصر".

وخاطب المتحدث باسم الدعوة السلفية معارضي السيسي متسائلا: أين ذهبت عقولكم وعقول رؤسائكم الذين يعيشون منعّمين خارج مصر ولا يهمهم إلا هدم البلاد على رؤوس أبنائها؟

هذا الحديث الذي جاء عقب هجوم بمحافظة شمال سيناء أودى بحياة أكثر من ثلاثين مجندا، رآه البعض محاولة لاسترضاء السلطة وحجز مكان في البرلمان المقبل كبديل عن جماعة الإخوان المسلمين التي لا يزال السيسي مصرا على إقصائها من المشهد تماما.

لكن نشطاء وسياسيين من مختلف الاتجاهات يرون أنه يصعب على السلفيين تحقيق هذا الطموح، "خاصة أن السيسي بدا واضحا في اعتماده على العسكريين في كل شيء".

‪حماد: السلفيون انتهى دورهم والسيسي لن يعتمد عليهم في شيء‬ (الجزيرة نت)
‪حماد: السلفيون انتهى دورهم والسيسي لن يعتمد عليهم في شيء‬ (الجزيرة نت)

انتهاء الدور
نائب رئيس حزب الوطن السلفي الدكتور يسري حماد قال للجزيرة نت إن السيسي لن يعتمد على السلفيين في شيء، ولن يمنحهم شيئا في المرحلة المقبلة بعد أن انتهى دورهم، وفق تصوره.

وعزز حماد وجهة نظره بالقول إن السيسي بات يعتمد على العسكريين في كل شيء "كما هو واضح في تشكيل مؤسسة الرئاسة".

ووصف حمّاد بيان الدعوة بأنه "محاولة تملق رجل لا يأبه بغير نفسه، ولا يعتد بأحد غير العسكريين".

وأضاف أن حزب النور تحديدا وبعض المشايخ الذين تصدروا الحديث باسم الدعوة السلفية أحدثوا ارتباكا شديدا، واتهمهم بالاعتداء على أي مخالف لهم في الرأي.

وقال إنهم ما زالوا مصممين على السير في نفس الطريق رغم اتضاح فساده، وأنه لن ينجز شيئا من مطالب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 أو حتى خارطة السيسي، بحسب تعبيره.

الرأي نفسه ذهب إليه المتحدث باسم الجبهة السلفية الدكتور خالد سعيد، حيث وصف البيان بأنه "استجداء رخيص"، مضيفا أن الدعوة السلفية كانت من خدام الانقلاب العسكري ثم خرجت دون أي مقابل.

وفي حديث للجزيرة نت، قال سعيد إن هتاف "يسقط حكم العسكر" لا علاقة له بإسقاط الجيش المصري، وهو ما يؤكد أن الدعوة السلفية تلوي ذراع الأشياء، وتستخدم مقدمات خاطئة للوصول بها إلى نتائج أكثر خطأ، على حد تعبيره.

أما عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل محمد مصطفى، فقال "إن السلفيين يعاودون اللعبة نفسها لتسويق أنفسهم كحليف إسلامي يمكنه عقد الصفقات مع النظام أو بناء تحالف يخدم الطرفين كما فعل الإخوان المسلمون قبلهم".

لكن مصطفى يرى أن "السيسي لن يقدم على أي تحالف أو اتفاق مع السلفيين، لأنه أخذ ما كان يريده منهم"، حيث خاطب بهم الغرب بعد عزل مرسي بوصفهم مؤيدين لخارطة الطريق رغم أنهم معروفون بالتشدد.

‪عطية: السلفيون يبحثون عن موطئ قدم ولكنهم لن يأخذوا شيئا‬ (الجزيرة نت)
‪عطية: السلفيون يبحثون عن موطئ قدم ولكنهم لن يأخذوا شيئا‬ (الجزيرة نت)

السيسي والفلول
وأكد أن "السيسي لن يتحالف إلا مع فلول نظام مبارك لأنه جزء منهم".

واستبعد أن يكون السلفيون قد أصدروا هذا البيان تحت تهديد من النظام قائلا "إن النظام لا يهددهم صراحة، ولكنه يضعهم طول الوقت تحت ضغط إعلامه الذي يهاجمهم من حين لآخر حسب توجيهات السيسي".

وفي حديث للجزيرة نت، قال المتحدث الإعلامي لحركة "تحيا مصر" محمد عطية إن السلفيين "يبحثون عن موطئ قدم في العملية السياسية، لكنهم لن يأخذوا شيئا".

وتساءل عطية: إذا كان الشباب الذين ثاروا على مرسي لم يأخذوا دورا حتى الآن فهل يعقل أن يمنح السيسي دورا للسلفيين؟

يشار إلى أن وسائل إعلام مصرية تناولت بيانا للداعية السلفي الشهير محمد حسان قال فيه "إن محاولة هدم الجيش المصري خيانة" باعتبار أنه هجوم على معارضي السيسي وخاصة جماعة الإخوان.

لكن حسان أذاع بيانا متلفزا عقب العملية العسكرية التي بدأها الجيش بسيناء بعد مقتل جنوده قال فيه "إن الخروج بمصر من أزمتها الخانقة يحتم تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وسريعة".

وأكد حسان أنه حاول الاتصال بكثير من المؤسسات والعلماء ورجال الفكر والسياسة، إلا أنه فشل في إيجاد نقاط للاتفاق بسبب تمسك كل طرف برأيه ومعتقده الذي يظنه صوابا، وفق قوله.

المصدر : الجزيرة