تأجيل المفاوضات يهدد اتفاق التهدئة

Head of the Palestinian delegation Azzam al-Ahmed (C) and Hamas deputy leader Musa Abu Marzuk (R) arrive upon at the hotel after a meeting with Egyptians seniors intelligence in Cairo on August 13, 2014. Egyptian mediators raced to bridge gaps between Palestinians and Israelis as they struggled to secure a lasting Gaza truce ahead of the midnight expiry of a three-day ceasefire, an official said. AFP PHOTO / KHALED DESOUKI
الوفد الفلسطيني خلال زيارته القاهرة في أغسطس/آب الماضي لمقابلة رئيس الاستخبارات المصرية (الفرنسية)

أحمد فياض-غزة

يثير الإرجاء المصري لموعد عقد المفاوضات غير المباشرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بهدف تثبيت وقف إطلاق النار والتوصل لتهدئة دائمة، المخاوف من تنصل تل أبيب من التزاماتها ومنحها مزيدا من الوقت لتعطيل تطبيق الاتفاق.
 

وجاء تأجيل المفاوضات لمرة ثانية بذريعة عيد الأضحى والأعياد اليهودية ليلقي بمزيد من الشكوك إزاء مصير اتفاق وقف إطلاق النار برمته، خصوصا في ظل حالة التذمر الشعبي من تأخر عملية إعمار غزة ورفع الحصار عنها وتهديدات المقاومة بالعودة مجددا للقتال.

‪‬ سامي أبو زهري: نخشى تفلت الاحتلال من التزاماته(الجزيرة)
‪‬ سامي أبو زهري: نخشى تفلت الاحتلال من التزاماته(الجزيرة)

محاولات التفلت
ويقول المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري إن الجانب المصري أبلغ الحركة أن تأجيل الموعد جاء بسبب سوء الظروف الأمنية في سيناء. وعبر أبو زهري عن أمله بأن تعلن القاهرة عن عقد لقاء جديد، وأن تعجل في انعقاده كي لا يتفلت الاحتلال من التزاماته اتجاه الشعب الفلسطيني.

وأوضح أبو زهري في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن حماس "تتابع عن كثب محاولات تفلت الاحتلال من الالتزام بما اتفق عليه، وستتخذ الخطوات والقرارات اللازمة لإجباره على احترام هذه الالتزامات".

من جانبه قال عضو لجنة مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة إلى القاهرة بسام الصالحي إن القضايا الأساسية للمفاوضات وأبرزها إنهاء الحصار عن غزة "لا تزال قضية مركزية رغم تراجع زخم المفاوضات بشكل كبير".

وفي رده على سؤال بشأن التهديدات بالعودة إلى القتال نتيجة التأخر الإسرائيلي في تنفيذ ما اتفق عليه في لقاءات القاهرة، قال الصالحي إن المصلحة الفلسطينية "تقتضي الحفاظ على اتفاق التهدئة"، لكنه استدرك "إن الصراع من أجل تحقيق المطالب الفلسطينية المتعلقة بفك الحصار صراع جدي وليس سهلا".

مهرة: الجانب الفلسطيني لا يملك أوراق ضغط على إسرائيل  (الجزيرة)
مهرة: الجانب الفلسطيني لا يملك أوراق ضغط على إسرائيل  (الجزيرة)

النسيان التدريجي
من جهته يشير الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مهرة إلى "تكرار تأجيل المفاوضات غير المباشرة التي لم يسبقها إلا لقاء غير مباشر واحد بعد شهر على وقف إطلاق النار ولم يبحث خلاله سوى جدول الأعمال والاتفاق على لقاء غبر مباشر آخر"، معتبرا أن ذلك "يعني أن القضايا المعلقة للمفاوضات دخلت في الأدراج المغلقة وطي النسيان التدريجي".

وأضاف أن ما يعزز هذا التوجه هو أن عملية تأجيل المفاوضات "سارت إلى جانب اتفاق آخر بين الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة وإسرائيل يقنن الحصار عبر فرض آليات رقابية جديدة على السلع ومواد إعادة الإعمار، وفي ظل الإعاقة العملية لعملية الإعمار وإدخال المواد وعدم شعور المواطن بدوران عجلة الإعمار يجعل من خيار العودة إلى القتال مسألة جدية ومطروحة بقوة على الطاولة".

وشدد في حديثه للجزيرة نت على أن صعوبة السير في هذه المفاوضات حتى في حال عقدها نابعة من كونها تعقد تحت مظلة مصرية غير قادرة على الضغط على إسرائيل للاستجابة للمطالب الفلسطينية.

ولفت مهرة إلى أن الجانب الفلسطيني "لا يملك هو أيضا أوراق ضغط حقيقية تجبر إسرائيل على رفع الحصار أو التخفيف من وطأته، في ظل مجاهرة الأخيرة بعدم التزامها بتقديم تسهيلات لغزة عبر مفاوضات تظهرها وكأنها تذعن للمقاومة الفلسطينية".

كما أشار إلى "عدم رغبة القاهرة في رعاية مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، وهو ما دفعها للتقدم بمبادرة خاصة بها منذ البداية لوقف إطلاق النار واحتواء أي مطالب فلسطينية لاحقا عبر تسهيلات تقدمها إسرائيل لذر الرماد في العيون".

المصدر : الجزيرة