المسلحون بسيناء ينقلون المعركة مع الجيش إلى المدن

منى الزملوط-سيناء

تبرز علامات استفهام كثيرة حول عدم استطاعة الجيش المصري القضاء على الجماعات المسلحة في سيناء بعد عامين من حملات أمنية وعسكرية مكثفة، خاصة أن هذه الجماعات نقلت معركتها من المناطق الحدودية إلى قلب العاصمة العريش.

ويرى كثيرون أن تحول ساحة المعركة من مناطق حدودية إلى قلب المدينة يقلق الجيش والحكومة، وحتى سكان سيناء الذين يترقبون "عقابا جديدا لأناس جدد في العريش، وغيرها من المناطق الساخنة"، كما يقول أحد سكان العريش.

توسع العملية
وعبر أبو محمد السويركي -من سكان مدينة العريش وأحد الفارين من مدينة الشيخ زويد خوفا من الاعتقال- أن عمليات المسلحين تتوسع يوما بعد يوم ضد الجيش وتزداد وتيرتها، وهذا ما لا تقر به بيانات المتحدث العسكري.

منزل مدمر قرب طريق السبيل بالعريش (الجزيرة)
منزل مدمر قرب طريق السبيل بالعريش (الجزيرة)

وأضاف أن العمليات التي تستهدف الجيش في سيناء تحول مسارها من القرى والمدن الحدودية مثل رفح والشيخ زويد، إلى وسط مدينة العريش التي تُعتبر قلب سيناء، ويخلص إلى أن هذا التوسع يدل على قدرة المسلحين على الانتشار وتنفيذ عمليات ضد الجيش خارج رفح المصرية والشيخ زويد.

وحسب بيانات أمنية وشهود عيان من مدينة العريش، استهدفت الجماعات المسلحة في سيناء الأحد مدرعتين للجيش والشرطة في قرية السبيل عند مدخل مدينة العريش، مما أدى إلى مقتل ستة جنود وإصابة خمسة آخرين، وهو ما اعتبره الأهالي دليلا على عدم صحة ادعاءات الجيش بالسيطرة على سيناء، ومدينة العريش تحديدا، وشكا بعضهم أيضا سوء الأوضاع وعدم الاستقرار وغياب الشعور بالأمان.

دماء ودمار
أبو خالد الأرميلات من منطقة الماسورة برفح المصرية، يصف سيناء "بأرض الدماء" بعد وعود بأن تتحول لأرض التنمية والسلام والاستقرار.

ويتابع أنه فرّت عائلات كثيرة من رفح المصرية والشيخ زويد بعدما تحولت تلك البقعة إلى ميدان حرب بين "الجيش وأشباح"، وبعد كل معركة بين الجيش والمسلحين يبدأ "مسلسل عقاب الأبرياء الذين بقوا في بيوتهم ولا يستطيعون الهروب والنزوح من أماكنهم بسبب سوء حالتهم المادية وعدم توفر أماكن بديلة لهم، فقُتل الكثير من الرجال واعتقل المئات منهم بتهمة الإرهاب، وهُدمت بيوت آخرين وجرفت زراعتهم".

وتقول سيدة في جنوب الشيخ زويد للجزيرة نت إن مدرعات الجيش تطلق مادة سائلة وحارقة على الأشجار، فتحرق جذورها وتجبر السكان على الابتعاد عنها لأنها ضارة، ورصدت الجزيرة نت دمارا حديثا في منطقة جنوب الشيخ زويد، يقول السكان إنه عقاب لبعض المنازل، زعم الجيش أن بداخلها إرهابيين.

ونفذ أمناء ومندوبو الشرطة بالعريش إضرابا، رفضا لما يتعرضون له من استهداف متكرر من الجماعات المسلحة، وللمطالبة بتعويض مناسب لأسر "الشهداء" الذين يسقطون بنيران هذه الجماعات، كما أكدوا ضرورة دعم الشرطة في سيناء بآليات جديدة وأسلحة متطورة للحد من استهدافهم. ونتج عن إضرابهم تعطيل قسم المرور وهيئات شرطية وحكومية أخرى.

المصدر : الجزيرة