رمزية الاعتراف البريطاني بفلسطين تنتظر "العمال"

مجموعة اصدقاء فلسطين النواب بحزب العمال المتبنين لمبادرة الاعتراف بفلسطين
نواب مجموعة "أصدقاء فلسطين" بحزب العمال المتبنون لمبادرة الاعتراف بفلسطين (الجزيرة)

محمد أمين-لندن

عبر خالد وليد البريطاني من أصول فلسطينية عن فرحته "البالغة" بتصويت مجلس العموم (البرلمان) البريطاني أمس الاثنين لصالح الاعتراف بفلسطين بغالبية 274 صوتا مقابل 12، من إجمالي عدد  النواب البالغ 650 نائبا ـ  واصفا يوم الحدث بأنه "يوم النصر" للوبي الفلسطيني وأصدقاء فلسطين في المملكة المتحدة.

وذكر وليد أنه تابع المناقشات التي سبقت التصويت "بقلق وتفاؤل"، خصوصا أنه واحد ممن ساهموا في حملة الضغط من أجل الاعتراف بفلسطين حيث بعث برسالة إلى النائب عن منطقته يطالبه فيها بالاعتراف بفلسطين، رد عليها بالإيجاب.

‪خالد وليد شارك في حملة الضغط‬ (الجزيرة نت)
‪خالد وليد شارك في حملة الضغط‬ (الجزيرة نت)

تجاوب
وفي الرسالة التي تلقت الجزيرة نت نسخة منها قال النائب عن حزب العمال ستيفن باوند إنه استجاب لطلب ناخبيه وقناعة حزبه، ودعم هذه المبادرة والتوصية بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة.

كما اعتبر أن هذا التحرك "سيسهم أيضا في إنهاء معاناة وحصار غزة، ويعزز خطوات منع تصدير السلاح إلى إسرائيل، وبالمحصلة النهائية إنهاء احتلالها لفلسطين".

وأضاف في رده أن هذا التحرك والنقاش في البرلمان "أعطى رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن بريطانيا بدأت تعيد تقييم موقفها من هذه القضية"، واعتبر أن "التغيير الحقيقي ممكن إذا فاز حزب العمال في الانتخابات العامة القادمة".

ووصلت قرابة 60 ألف رسالة إلكترونية إلى النواب تطالبهم بدعم هذه المبادرة التي قدمها النائب العمالي غراهام موريس. وشهدت جلسة التصويت مداولات بين ممثلي مختلف الأحزاب، واعتبر نواب حزب العمال الاعتراف بفلسطين حقا للشعب الفلسطيني الذي انتظر العدالة لأكثر من 65 عاما، وأن بريطانيا التي اعترفت عام 1950 بإسرائيل "عليها اليوم مسؤولية أخلاقية بالاعتراف بفلسطين"، كما اعتبروا الربط بين الاعتراف بفلسطين ونتائج المفاوضات المتعثرة ليس منطقيا.

أما حزب المحافظين فامتنع عن التصويت رغم أن بعض نوابه عبروا عن موافقتهم على القرار مع بعض التحفظات، بينما تركت الأحزاب الأخرى لنوابها حرية التصويت. ومع غياب رئيس الوزراء ديفد كاميرون عن جلسة التصويت، قال المتحدث باسم الحكومة إن تصويت البرلمان بالموافقة على الاعتراف بفلسطين "لن يغير من موقفها، إذ إن الاعتراف بالدول من صلاحيات الحكومة".

‪إليستر بيرت يدعم الموقف الحكومي‬ (الجزيرة نت)
‪إليستر بيرت يدعم الموقف الحكومي‬ (الجزيرة نت)

موقف المحافظين
وقال عضو حزب المحافظين والوزير السابق إليستر بيرت للجزيرة نت إنه يدعم سياسية وموقف الحكومة القائم على أساس حل الدولتين، معتبرا أن الاعتراف بفلسطين "يجب أن يكون بعد التفاوض وليس قبل ذلك".

وأضاف بيرت "بغض النظر عن تصويت البرلمان، فإن الوضع الراهن بين فلسطين وإسرائيل غير قابل للاستمرار، وينبغي الانتهاء إلى مفاوضات ذات معنى محددة في وقت زمني محدد"، مشيرا إلى أن الطرفين يواجهان "تهديدات كبيرة، وأن الإعلان عن المستوطنات الأخيرة من قبل إسرائيل غير مبرر، لكن -بالمقابل- مسألة حقوق الإنسان في الضفة ومسألة حماس لا بد من التعامل معهما".

وعلى الرغم من أن اعتراف البرلمان رمزي وغير ملزم للحكومة البريطانية، فإن رئيس المنتدى الفلسطيني ببريطانيا زياد العالول يعتبره "تاريخيا ويظهر مدى التأييد لفلسطين سواء في الشارع أو البرلمان". كما يعده تغيرا مهما في السياسية البريطانية و"ستكون له تبعات أخرى".

ويشاركه الرأي بعض المراقبين الذين يرون في هذا الاعتراف "دلالة على تغير المزاج العام البريطاني لصالح الاقتراب أكثر من الحقوق الفلسطينية"، لكن التغير العملي سيكون إذا ما فاز حزب العمال المعارض الذي قاد المبادرة في الانتخابات القادمة، حيث سيواجه اختبارا عمليا لموقفه من القضية الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة