تباين بشأن استنجاد الأنبار بالقوات الأميركية

مقر قيادة عمليات الأنبار
القوات الحكومية العراقية فقدت السيطرة على 80% من أراضي محافظة الأنبار (الجزيرة نت-أرشيف)

أحمد الأنباري-الرمادي

تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض إزاء مطالبة سلطات محافظة الأنبار مجلس النواب العراقي بالموافقة على نشر قوة برية أميركية في قاعدة عين الأسد لتحرير المحافظة من تنظيم الدولة الإسلامية وتدريب وتأهيل الجيش والحرس الوطنيين وتقديم المشورة لقادة القوات الأمنية.

وكان فالح العيساوي -نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار- كشف يوم الجمعة الماضي عن إرسال المجلس خطابا إلى مجلس النواب من أجل الموافقة على نشر قوات دولية برية.

وتحدث العيساوي -في تصريحات صحفية- عن عقد مؤتمر مع التحالف الدولي في بغداد من أجل نشر قوة برية أميركية في قاعدة عين الأسد، حتى تأخذ على عاتقها تدريب وتأهيل القوات العراقية والحرس الوطني وتقديم المشورة لقادة القوات الأمنية.

من جهته قال عضو مجلس النواب عن المحافظة غازي الكعود إن هذا الطلب حل مرٌ ولكن لا بديل عنه، لأن قوات الجيش والأمن بدأت تنسحب وتترك أسلحتها ومعداتها لتنظيم الدولة ولم تعد قادرة على الهجوم والدفاع.

‪الكعود: تربطنا اتفاقية أمنية بأميركا وليس غريبا طلب المساعدة من قواتها‬ (الجزيرة نت)
‪الكعود: تربطنا اتفاقية أمنية بأميركا وليس غريبا طلب المساعدة من قواتها‬ (الجزيرة نت)

اتفاقية أمنية
وبين -في حديث للجزيرة نت- أنه ليس بالغريب طلب مساعدة القوات الأميركية لأن هناك اتفاقية أمنية بين البلدين.

وأضاف أنه طالب مرارا وتكرارا بإعادة الجيش السابق بتشكيلاته المهنية وتأهيله وتسليحه، ولكن لم تحصل الموافقة على ذلك.

ولفت إلى أن محافظة الأنبار الآن في قلب المخاطر ولم يبق منها خارج سيطرة تنظيم الدولة سوى 20%.

وحذر الكعود من سقوط بقية المحافظة بيد تنظيم الدولة لأن ذلك يعني أنه سيكون في اليوم الثاني في كربلاء والنجف، حسب قوله.

وبين الكعود أن الأنبار بحاجة إلى مقاتلين على الأرض أشداء وأقوى من عناصر التنظيم ويمتلكون سلاحا فعّالا.

ويوضح آمر قاطع شرطة مدينة الرمادي العقيد مالك عبيد ضاحي أن تنظيم الدولة يمتلك أسلحة كسبها من قوات الجيش في محافظتي نينوى وصلاح الدين. وقال إن هذه الأسلحة ثقيلة وتشمل مدرعات ودبابات ولها تأثير في ساحات القتال.

وبين أن تواجد قوات أميركية في الأنبار سوف يؤثر على تمدد التنظيم في المحافظة لأن القوات الأميركية تمتلك أسلحة متقدمة، إضافة إلى التكنولوجيا والطيران والخبرة في حرب العصابات.

‪الشمري: نرفض التدخل الأميركي والحل الأمثل استدعاء قوات عربية‬ (الجزيرة نت)
‪الشمري: نرفض التدخل الأميركي والحل الأمثل استدعاء قوات عربية‬ (الجزيرة نت)

رفض التدخل
لكن الناطق الإعلامي باسم ثوار عشائر العراق عبد الرزاق الشمري عارض طلب التدخل الأميركي. وقال للجزيرة نت إنهم يدعمون مكافحة الإرهاب سواء كان من قبل تنظيم الدولة أو غيره من المليشيات لكن ذلك لا يعني قبولهم بتواجد قوات أجنبية على أرض الأنبار.

وبين الشمري أن الحل الأمثل هو دعوة قوات عربية وفي مقدمتها درع الجزيرة الخليجية إلى الأنبار لقطع الطريق أمام تنظيم الدولة حتى لا يستغل التدخل الأجنبي ويقول إنه جاء ليقاتل الصليبين.

وأكد الشمري أن ثوار العشائر لن يسمحوا لقوات أجنبية سواء كانت أميركية أو غيرها بدخول أرض الأنبار.

وأضاف الشمري أن أميركا لو كانت جادة في محاربة الإرهاب لعملت على ضمان حقوق أهل السنة "المغتصبة" وتشكيل قوات الحرس الإقليمي واعتبار المليشيات وتنظيم الدولة وجهين لعملة واحدة.

وقال إن تنظيم الدولة والمليشيات يشكلان خطراً ليس على ثوار العشائر فقط وإنما على جميع العراقيين.

وكان رئيس كتلة حزب الدعوة الإسلامية في مجلس النواب خلف عبد الصمد قد انتقد في تصريحات صحفية الجمعة طلب محافظة الأنبار نشر قوات برية أميركية على أراضيها.

واعتبر أن هذا الطلب يندرج ضمن خطة تقسيم العراق، مؤكداً أن "الحشد الشعبي" وحده قادر على التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر : الجزيرة