ضربات التحالف تزيد معاناة سكان ريف حلب

ارتفاع أسعار الوقود أحد أهم أسبابه ضرب التحالف للمنشآت النفطية في دير الزور
ضرب مصافي النفط تسبب في رفع أسعار الوقود بشكل جنوني (الجزيرة)

نزار محمد-ريف حلب

بدأت آثار ضربات التحالف الدولي لتنظيم الدولة الإسلامية تظهر على المدنيين السوريين قبل عناصر التنظيم نفسه، فقد شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا ملحوظا بسبب تدمير منشآت نفطية في دير الزور التي تعد المصدر الرئيسي لتزويد الوقود لمناطق ريف حلب.

من جهة أخرى ارتفعت أسعار السلع الغذائية والخدمات الأخرى بسبب توقف كثير من التجار عن العمل بسبب التدهور الأمني. ويخشى البعض من تفاقم هذه المشكلة مع مرور الوقت، ولا سيما مع اقتراب عيد الأضحى.

‪ارتفاع أسعار الوقود صاحبه ارتفاع‬ (الجزيرة)
‪ارتفاع أسعار الوقود صاحبه ارتفاع‬ (الجزيرة)

ارتفاع مفاجئ
وبين ليلة وضحاها ارتفعت أسعار المحروقات بشكل مفاجئ في الريف الحلبي لدرجة لم يتحملها الأهالي، خاصة بعد أن طبق التجار هذه الزيادة بشكل فوري على أسعار منتجاتهم فأصبحت باهظة الثمن في نفس اليوم.

أبو مؤيد لديه سيارة تحمل خزانا كبيرا ويعمل عليها لجلب مواد النفط الخام من حقول ريف دير الزور إلى الريف الحلبي يؤكد أنه "لم يسافر منذ أسبوع إلى ريف دير الزور للتزود بالنفط".

وأضاف أبو مؤيد للجزيرة نت "كنا سابقا نشتري النفط من سوق بلدة المبروكة بريف الحسكة، لكن بعد قطع الطرقات من قبل التنظيم أصبحنا نذهب إلى سوق المازوت في الرقة".

وأوضح أن الأسعار في سوق الرقة "لا تختلف كثيرا عما هي عليه في مدينتي الباب ومنبج"، لذا فقد باتت دير الزور مصدرهم الوحيد.

وأثّرت هذه الظروف على بائعي الوقود المتواجدين على الطرقات، حيث أصبح توفير المازوت والبنزين المكرر من الأمور الصعبة بالتزامن مع كثرة الطلب.

أحد سكان مدينة الباب ويدعى جمعة يتحدث عن أسعار الوقود قائلا "لقد أقبلنا على فصل الشتاء وبرميل المازوت أصبح سعره حوالي 17 ألف ليرة سورية (الدولار يساوي حوالي 175 ليرة) أي ما يعادل راتب موظف شهريا، وكلما اقترب فصل الشتاء ازداد سعره، مشيرا إلى أن العائلة تحتاج إلى برميل مازوت شهريا دون تكاليف المعيشة الأخرى.

وفي إحصائية أجريت لأسعار المحروقات قبل قصف التحالف وبعده، تبين أن البنزين المكرر كان سعر اللتر الواحد منه قبل ضربات التحالف 75 ليرة سورية، أما الآن فبات سعره 150 ليرة، أما المازوت المكرر فكان سعره 60 ليرة، واليوم أصبح 100 ليرة، وأكثر ما تأثر بالضربات أسطوانة الغاز، فكان سعرها 2500 ليرة أما الآن فأصبحت 6000 ليرة.

أبو محمد يقول إنه لا يستطيع توفير احتياجاته بسبب غلاء الأسعار ولا يستطيع رفع الأجرة خوفا من التنظيم

معاناة
ولم يتوقف أثر ضربات التحالف عند أسعار الوقود، وإنما امتد إلى المنتجات الغذائية والمواصلات.

فيصف أبو محمد -أحد مواطني ريف حلب- سوء الحال التي وصل إليها فيقول "عائلتي مكونة من خمسة أفراد، كل فرد منهم يحتاج إلى 3000 ليرة سورية من أجل شراء لباس العيد.

وأوضح للجزيرة نت أن هناك مصروفات أخرى كالطعام والشراب "لن تقل عن 5000 ليرة، مما يعني أنني أحتاج نحو 20 ألف ليرة لتغطية تكاليف العيد".

وتابع أبو محمد "عملي على سيارة لنقل الركاب لم يعد يوفر لي تكاليف المعيشة، وفي الوقت نفسه لا يمكنني أن أفرض تسعيرة أكبر على الركاب لأنني سأخالف زملائي بالعمل، وقد يعتقلني التنظيم، لذا سأحاول السفر لتركيا للبحث عن عمل هناك".

ويقول مطلعون إن ضربات التحالف لحقول ومصافي النفط قد أثرت على المدنيين بشكل غير مباشر، فبعد أن تقطع مصدر الإمداد الاقتصادي لتنظيم الدولة ستلحق ضررا بالمدنيين الذين سيجتمع عليهم برد الشتاء وغلاء أسعار الوقود.

المصدر : الجزيرة