"قطار التطبيع" تحت المجهر

صورة لمصريين يعيشون في اسرائيل داخل قهوة
undefined
 
تروي حلقة "قطار التطبيع" من برنامج "فلسطين تحت المجهر" التي تبثها قناة الجزيرة مساء غد الأربعاء جانبا من حكايات وقصص مصريين توافدوا على إسرائيل بعد التوقيع على اتفاقية كامب ديفد وما تلاها من فتح المجال أمام تنقل الأفراد والسلع بين الجانبين.

وحسب البرنامج فإن بعض هؤلاء المصريين زار "أرض الميعاد" وعاد أدراجه، وآخرين اختاروا الاستقرار هناك وتكوين عائلات أغلبها مع فتيات من نساء فلسطيني 48.

ولا تزال هجرة المصريين واستقرارهم في إسرائيل للزواج أو العمل متواصلة ولم تقتصر على "جيل كامب ديفد" ما جعلها موضوع نقاش سياسي مرتبط بحركات المد والجزر التي تطبع العلاقة البينية بين البلدين. ففي إسرائيل هم مواطنون "ناقصو" المواطنة، وفي مصر هم "خونة ومشاريع عملاء".

ويروي عدد من المصريين الذين عاشوا التجربة عبر حلقة "قطار التطبيع" كيف بدأت حكايتهم بزيارة إسرائيل وانتهت بتكوين أسر، بعد ما عانوه من "اضطهاد" مع القوانين المصرية التي تحظر منح بطاقات إقامة للإسرائيليين مما اضطرهم للالتحاق بزوجاتهم هناك.
 
كما يحكي آخرون كيف اختاروا طواعية الحصول على الجنسية الإسرائيلية بحثا عن مناخ "حرية" افتقدوها في بلدهم الأصلي. وبين توافد هؤلاء وهؤلاء صار للمصريين جمعيات تعنى بأحول الجالية بعد أن زاد عددهم وتضخم.

‪صورة لعائلة مصطفى موسى مع عائلة بنيامين نتنياهو‬  (الجزيرة)
‪صورة لعائلة مصطفى موسى مع عائلة بنيامين نتنياهو‬  (الجزيرة)

ناقوس الخطر
وعلى الجانب الآخر يحاول محللون معارضون لهذا التوجه، من خلال مداخلاتهم في الحلقة دق ناقوس الخطر بخصوص إمكانية استغلالهم لاختراق الأمن القومي المصري.

ويعتبر هؤلاء أن الصراع مع إسرائيل "صراع وجود لا صراع حدود" خصوصا وأن غالبية الشعب المصري ضد التطبيع مع إسرائيل، لذا سمي السلام بين مصر وإسرائيل بالسلام البارد. ومن هذا المنطلق، يطالبون بتطبيق القانون المصري وإسقاط الجنسية عنهم، وهو ما قد يخالف القوانين الدولية المتعلقة بوضع أحاديي الجنسية ومنهم كثير من هؤلاء.

وبين الرفض السياسي والاستهجان الشعبي يحاول المصريون المقيمون في إسرائيل الكشف عن واقعهم وتبرير وجودهم في الداخل الإسرائيلي المغتصب للأرض العربية، من خلال شهاداتهم المتضمنة في حلقة (قطار التطبيع) من برنامج (فلسطين تحت المجهر)، بالاعتماد أساسا على وجود اتفاقيات رسمية بين حكومات البلدين. "فإن كانت الدولة المصرية مطبعة فلم التركيز على أفراد "اختاروا العيش والعمل ببلد جار تربطه بمصر علاقات سياسية ودبلوماسية متينة؟".

والشاهد أن قطار التطبيع انطلق منذ عقود وركب عرباته من ركب بوعي أو بدونه، وتخلف عنه من تخلف موقفا أو دونه. الأمر في نهاية المطاف اختيار فردي لكنه سياسي، ولو كان في بعض الأحيان اضطراريا بدوافع اقتصادية، وعلى كل من اختار تحمل عواقب قراره.

وتبث قناة الجزيرة الإخبارية الحلقة غدا الأربعاء الساعة الخامسة وخمس دقائق مساء بتوقيت مكة المكرمة (02.05 بتوقيت غرينتش)، مع إعادة الخميس الساعة 10.05 صباحا بتوقيت مكة (07.05 بتوقيت غرينتش) والسبت المقبل الساعة 05.05 صباحا (02.05 بتوقيت غرينتش) والاثنين المقبل الساعة 17.05 بتوقيت مكة المكرمة (02.05 بتوقيت غرينتش).

المصدر : الجزيرة