مؤتمر بلندن بالذكرى العشرين لاتفاقية أوسلو

ماجد الزير في ندوة عن في المؤتمر
undefined

مدين ديرية-لندن

سلط مشاركون في مؤتمر دولي تحت عنوان "أوسلو.. عشرون عاما من المفاوضات.. النتائج والمستقبل"، الضوء على هذه الاتفاقية، وبحثوا مختلف القضايا المتعلقة بها في ظل تأكيد بعض المشاركين الفلسطينيين أن هذه المعاهدة لم تضمن للفلسطينيين حقوقهم.

والتأم المؤتمر الذي احتضنته العاصمة البريطانية لندن، بمناسبة الذكرى العشرين لتوقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول 1993 بعد محادثات سرية تمت بين الطرفين في أوسلو النرويجية.

وبحث المؤتمر الذي نظمه مركز العودة الفلسطيني ومعهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر، على مدى يومين عددا من القضايا في أجواء علمية، وبنظرة تحليلية، بمشاركة عدد من المتخصصين والخبراء والباحثين في الصراع العربي الإسرائيلي ومؤرخين وأعضاء في مجلس العموم البريطاني (البرلمان) ومجلس اللوردات.

كما قدم المؤتمر -الذي اختتم فعالياته أمس الأحد- أوراق عمل وعناوين مختلفة تخص اتفاقية أوسلو بكل جوانبها وأبعادها ونُظم عملها وتطبيقاتها وتأثيرها على الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وفي مقدمتها قضية اللاجئين وحق العودة، وكذلك قضية القدس والمستوطنات.

عدد من الخبراء والمؤرخين حضروا من دول عدة للمشاركة في ندوات المؤتمر (الجزيرة)
عدد من الخبراء والمؤرخين حضروا من دول عدة للمشاركة في ندوات المؤتمر (الجزيرة)

توصيات المؤتمر
وخرج المؤتمرون بتوصيات أكدت على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني على مبدأ التمثيل الفلسطيني الصحيح المبني على الانتخابات الحرة لكل الفلسطينيين في الخارج والداخل، بما يؤدي إلى مجلس وطني فلسطيني منتخب يقفز فوق كل الخلافات وإلى وضع إستراتيجية تكافح المشروع الصهيوني على أرض فلسطين.

وأجمع الحضور على أهمية الاستمرار وتكثيف الأنشطة في أوروبا وأميركا لتغيير المزاج العام السياسي والشعبي وحشر إسرائيل والضغط عليها لتغير سياساتها باتجاه إعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني.

وأجمع المؤتمرون على أن العشرين سنة الماضية رسّخت الاحتلال وجعلته يهيمن على كل مفاصل المشهد الفلسطيني.

وقال مدير مركز العودة الفلسطيني ماجد الزير للجزيرة نت إن المؤتمر يسلّط الضوء على اتفاقية أوسلو، وسط إلحاح وإصرار فريق المفاوضين الفلسطيني على الاستمرار بهذه المفاوضات "العبثية".

تعنت إسرائيلي
وأوضح الزير للجزيرة نت أن الاستمرار في التشبث بالمفاوضات يتم في ظل التعنت الإسرائيلي والاستمرار في تقديم التنازلات، رغم مضي إسرائيل في مصادرة الأراضي وتهويد القدس.

وأكد أن أوسلو فشلت في تحقيق أدنى متطلبات الشعب الفلسطيني المتمثلة في حقوقه الأساسية كحق العودة والحدود، مشيرا إلى غياب المؤسسات الفلسطينية لتقيم سلبيات أو إيجابيات هذه المعاهدة.

من جانبه قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر بيراوي إن اتفاقية أوسلو "المشؤومة" لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى الذل والعار، ولم يحقق الفلسطينيون منها أدنى قدر من حقوقهم الوطنية.

وبيّن بيراوي أن هذه الاتفاقية حولت ما كان تُعرف بـ"الثورة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير إلى سلطة للتنسيق الأمني مع الاحتلال من أجل ملاحقة القوى التي ما زالت متمسكة بخيار المقاومة والتي ما زالت على عهد الوطن، عهد الوفاء للقدس والشهداء والمعتقلين من أبناء هذا الشعب الأبي".

‪جانب من المؤتمر الذي عقد في الذكرى العشرين لتوقيع أوسلو‬ (الجزيرة)
‪جانب من المؤتمر الذي عقد في الذكرى العشرين لتوقيع أوسلو‬ (الجزيرة)

فرصة تاريخية
وأكد بيراوي في تصريح للجزيرة نت أن عشرين سنة من المفاوضات أعطت الاحتلال الصهيوني فرصة تاريخية لا تعوض لفرض حقائق جديدة على الأرض الفلسطينية أقلها الجدار والمستوطنات ونهب المياه وهدم منازل المقدسيين وتهجيرهم القصري من أراضيهم ومضاعفة وتسارع الحفريات تحت الأقصى والبناء حوله من أجل تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها التاريخية والدينية.

وأضاف أنه في المقابل لم تحقق أوسلو للشعب الفلسطيني شيئا من حقوقهم، "بل حولتهم من أصحاب حق يناضلون من أجل الحرية إلى وكلاء للاحتلال مقابل لقمة العيش المغمسة بذل اتفاقيات التبعية الاقتصادية والمال السياسي".

وتابع بيراوي أنه على منظمة التحرير "أن توقف هذه المهزلة وتعود إلى ميثاقها وإلى مشروع التحرر الوطني والعمل الجاد من أجل الوحدة والاتفاق مع كل الفصائل الفلسطينية التي حفظت عهد الشهداء ولم تفرط بالحقوق الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الحقيقية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف".

المصدر : الجزيرة