ضرب سوريا يخدم المعارضة ولا يسقط النظام

Members of the Free Syrian Army watch as they fire a homemade rocket towards forces loyal to Syria's President Bashar al-Assad in Deir al-Zor September 4, 2013. Picture taken September 4, 2013.
undefined
يتوقع أن تكون المعارضة السورية المسلحة هي المستفيد الأكبر من الضربة الأميركية للنظام السوري، لكنها لن تحدث انقلابا شاملا في موازين القوى على الأرض يكفي لإسقاط نظام بشار الأسد.

ويرى محللون أن الضربة الأميركية المحتملة ضد النظام السوري ستعود بالفائدة على المعارضة المسلحة بكل فصائلها، رغم تشتتها، لكنهم يستبعدون انقلابا شاملا في موازين القوى يصب في اتجاه إسقاط نظام بشار الأسد.

في المقابل، تحرص قيادة الجيش السوري الحر على استغلال هذه الضربة في حال حصولها لإحداث منعطف قوي في مسار النزاع السوري لصالحها.

وفي وقت ينتظر الرئيس الأميركي باراك أوباما تغطية من الكونغرس لاتخاذ قرار نهائي بشأن الضربة العسكرية، انتقد السناتور الأميركي جون ماكين قبل أيام ما سماها "ضربة تجميلية" موضحا أنه من دون تغيير على الأرض، لن تكون هناك "ظروف تمهد لرحيل بشار الأسد".

وتؤكد الإدارة الأميركية حتى الآن أن الضربات ستكون "محددة الأهداف" و"ضيقة" النطاق.

آرون لوند: الثوار لا ينسقون بشكل جيد بين بعضهم على نطاق وطني

معارضة متشرذمة
ويقول المحلل تشارلز ليستر من معهد "آي إتش إس جاينز" الأميركي للدراسات حول الإرهاب وحركات التمرد إن "سوريا مؤلفة من عدد لا يحصى من ساحات العمليات" مضيفا أن "الضربات ستؤثر على الأرجح على مناطق عمليات محددة".

غير أنه يستبعد أن يكون لها أثر على المستوى الوطني، ولو أن إحراز المعارضة بعض الانتصارات في محيط دمشق وحلب يبقى أمرا ممكنا".

ويبدي آرون لوند الخبير بالشؤون السورية والحركات الإسلامية، بدوره، شكوكا في هذا الشأن.

ويقول لوند "إن الثوار لا ينسقون بشكل جيد بين بعضهم على نطاق وطني" مشيرا إلى أن 11 مجموعة مقاتلة تبنت قبل فترة عملية صغيرة واحدة بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق.

ويضيف "إذا ركزت الضربات على منطقة معينة، فقد ينتج عنها متنفس للثوار بهذه النقطة بالتحديد". بالنسبة لدمشق ومحيطها مثلا، تنشط كتائب مقاتلة عدة لا تحصى معظمها يعمل تحت لواء الجيش السوري الحر.

ويقول ليستر "هناك أكثر من 12 كتيبة تحمل لواء الجيش الحر "في منطقة دمشق" ضمن تحالفات فضفاضة، إلا أن لواء الإسلام هو الجهة المرجح أن تستفيد من أي ضربة أكثر من سواه".

في مناطق أخرى، لا يمكن تحديد المستفيدين، وإن كان البعض يشير إلى أن كتائب الجهاديين المعادية للولايات المتحدة قد تكون من ضمن المستفيدين أيضا.

وتقاتل مجموعتا جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطتان بتنظيم القاعدة بشكل مستقل عن الجيش الحر.

ويقول ليستر "من شأن أي ضربة عسكرية غربية أن تعود بالنفع على أي مجموعة مسلحة في سوريا".

مقداد يطمئن الغرب بعدم استفادة الجهاديين من ضرب نظام الأسد(الجزيرة)
مقداد يطمئن الغرب بعدم استفادة الجهاديين من ضرب نظام الأسد(الجزيرة)

الجهاديون لن يستفيدوا
غير أن المستشار السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد يؤكد استحالة أن تستفيد الكتائب الجهادية من أي ضربة محتملة. ويقول لوكالة فرانس برس "لا يمكن للمجموعات الجهادية أن تستفيد على الإطلاق من أي ضربة أميركية، والوقائع على الأرض تؤكد ذلك".

ويضيف "الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة لا تفتحان أي جبهة مع النظام. هل رأيتم مقاتلا من الدولة الإسلامية في القصير أو في تلكلخ بحمص؟ أو في دمشق؟ مقاتلوهم يتمركزون في المناطق المحررة، مثل حلب وريف إدلب والرقة، ولا يشاركون في القتال على الجبهات الحامية".

في المقابل، يؤكد مقداد أن الجيش الحر سيعمل على استغلال الضربة إن حصلت "إلى أقصى حد".

ويقول "نحن في حال استنفار كامل، ورئيس قيادة هيئة الأركان اللواء سليم إدريس يقوم بزيارات على الجبهات. وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها إلى أقصى حد".

وتستمر التكهنات بشأن الأهداف التي ستطالها الضربات الغربية المحتملة، وإن كانت كل التقارير ترجح أنها ستشمل مواقع تصنيع أو تخزين الأسلحة الكيميائية.

ويقول جيريمي بيني، الخبير بالشؤون الأمنية بمعهد "آي إتش إس جاينز" إن "القواعد الجوية ستكون هدفا مرجحا" في حال أرادت الإدارة الأميركية تقديم دعم قوي للمعارضة.

ويضيف في تحليل نشر أخيرا "إلا أن هذا الأمر لن يحدث تغييرا كبيرا بالنزاع، كون الجيش السوري يعتمد كثيرا على صواريخ أرض أرض". ويشير إلى أن من الأهداف المرجحة أيضا المروحيات التي تستخدم لتموين القوات النظامية ومراكز قيادة عسكرية وبنى تحتية للاتصالات.

ويقول مقداد إنه "لا تنسيق بالمعنى العسكري بين الجيش الحر والبنتاغون أو الإدارة الأميركية لتحديد بنك أهداف، أو للمشاركة في تركيبات العمل العسكري".

لكن "بحسب المعطيات المتوافرة عن الضربة، فإنها تهدف على الأرجح إلى تدمير قدرة بشار الأسد الكيميائية، وتقليص قدرته على استخدام الصواريخ البالستية والطيران الحربي".

ويتابع "بالنسبة إلى الأميركيين، قد تكون الضربات موضعية تجميلية، لكن بالنسبة لنا سنستغلها لتكون بوابة انهيار نظام بشار الأسد، ونأمل أن تساعد على إسقاطه".

المصدر : الفرنسية