وفاة تفتح ملف المرضى بسجون مصر

القيادي الإخواني صفوت خليل, صورته حسبما تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي
undefined
جاءت وفاة القيادي الإخواني بمحافظة المنصورة صفوت خليل داخل السجن لتفتح ملف الحالات المرضية الحرجة في سجون مصر، حيث أكد قيادي في جماعة الإخوان المسلمين أن العشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يعانون من ظروف صحية حرجة لكنهم لا يلقون التعامل الذي يناسب ظروفهم داخل السجن.
 
وتوفي خليل، وهو طبيب صيدلي، الخميس الماضي متأثرا بمرض السرطان بعدما تدهورت حالته داخل السجن بسبب حاجته لعلاج كيميائي، ورغم صدور قرار من محكمة الجنايات بالإفراج عنه فإن النيابة استأنفت القرار ورفضت تنفيذه لتعاجله المنية داخل السجن.

وبحسب قيادي باللجنة القانونية لجماعة الإخوان المسلمين، رفض ذكر اسمه، فإن العشرات من أنصار مرسي يعانون من ظروف صحية حرجة، لكن المحاكم المختصة تصر على استمرار حبسهم ولا تستجيب لطلبات العفو لأسباب صحية، المقدمة من محاميهم.

وتحدث هذا القيادي عن أكثر من 12 حالة في القاهرة الكبرى وحدها يستحقون رعاية صحية مناسبة لما يعانونه من أمراض، لكن السلطات لم تتجاوب إلا مع حالة واحدة هي حالة المرشد السابق لجماعة الإخوان محمد مهدي عاكف، البالغ من العمر 86 عاما، والذي تقرر نقله للعلاج إلى أحدى المستشفيات لتدهور صحته.

حالات مرضية
ومن بين الحالات التي يتحدث عنها، يأتي خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة والذي يعاني من أمراض السكر والضغط، ولا تسمح حالته المرضية بالبقاء في الحبس الانفرادي، وكذلك الداعية صلاح سلطان أحد قيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي يعاني من أمراض في الكبد وفقرات الظهر فضلا عن السكر، مما يستلزم متابعة وتحليلات دورية من قبل أطباء متخصصين.

وتضم قائمة الحالات الحرجة، بحسب المصدر، كلا من مجدي عايد المصاب بضمور في العضلات وتتطلب حالته رعاية خاصة, وعبد الناصر صقر نقيب الأطباء بالجيزة والمصاب بمرض السكر ونقص حاد في الصفائح الدموية، وهما محتجزان في معسكر قوات أمن أكتوبر، جنوب غرب القاهرة.

ومن تلك الحالات التي أوردها المصدر، حاتم المعتصم، وهو طبيب قام بإجراء عملية استئصال ورم سرطاني من الرئة اليسرى قبل القبض عليه، وهو محتجز في سجن استقبال طرة، ويعاني من أجواء سيئة لاحتجازه مع جنائيين.

ولم يقتصر الأمر على القاهرة الكبرى، حيث تحدث عمرو علي الدين، وهو محام عن أحد المتهمين بمحافظة كفر الشيخ، عن حالة حرجة تتمثل في هاني قطب المحبوس بسجن طنطا وهو مبتور اليدين ولا يستطيع قضاء حاجته أو ارتداء ملابسه بمفرده، فضلا عن آخرين يعانون أمراضا في القلب والكبد والرئة، مؤكدا أنه تم تقديم طلبات عفو صحي لهم لكن الجهات القضائية لم تلتفت لها. 

جبهة "استقلال القضاء لرفض الانقلاب" المقربة من التحالف الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، عبّرت عن "قلقها إزاء أحوال المعتقلين السياسيين المناهضين للانقلاب

خارج القاهرة
وتشهد محافظات أخرى كالغربية والمنوفية حالات مماثلة، علما بأن جبهة "استقلال القضاء لرفض الانقلاب" المقربة من التحالف الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، عبرت عن "قلقها إزاء أحوال المعتقلين السياسيين المناهضين للانقلاب" بعد وفاة صفوت خليل، كما انتقدت ما اعتبرته سوء معاملة لهم، وحبسهم في أماكن غير قانونية.

في المقابل، نفى مصدر أمنى مسؤول بوزارة الداخلية المصرية، الاتهامات الموجهة إلى الوزارة بعدم التجاوب مع الحالات الحرجة للمحتجزين، مشددا على أن السجون "لا تقصر إطلاقا في رعاية المسجونين صحيا، وتقدم كافة أوجه الرعاية الطبية لهم، وفقا لمعايير معتمدة عالميا"، مضيفا أن "جميع المحبوسين في كافة السجون، يخضعون فور ترحيلهم مباشرة لسلسلة شاملة من الفحوص الطبية الدقيقة، وتخضع الحالات الحرجة منهم لرعاية خاصة، فضلا عن توقيع الكشف عليهم بشكل دوري وإعطائهم الأمصال اللازمة".

وشدد على أن ذلك "حدث مع جميع مسجوني الإخوان، كما سمح لهم بإحضار أدوية من الخارج"، مشيرا إلى أن الحالات التي تعجز السجون عن علاجها يتم إرسال طلب للنائب العام لنقلها للعلاج خارج السجن، كما حدث مع عاكف القيادي بالجماعة، حيث إن سلطة نقل المتهمين للعلاج خارج السجن هي من صلاحيات النيابة العامة دون غيرها.

المصدر : وكالة الأناضول