العام الدراسي همّ جديد للأسر اليمنية

تلميذات صغيرات أثناء خروجهن من مدرستهن بعدن الجزيرة نت
undefined

ياسر حسن-عدن

حمل العام الدراسي الجديد عبئا إضافيا على الأسر اليمنية التي يشكو معظمها عدم قدرتها على توفير مستلزمات الدراسة كاملة لأبنائها، جراء الظروف المعيشية الصعبة لمعظم اليمنيين، ولأن الموسم الدراسي الجديد يأتي بعد انتهاء عطلة الصيف وعيد الفطر المبارك وما يحملانه من مصاريف إضافية.

ورغم مرور أكثر من أسبوع على انطلاق العام الدراسي الجديد في اليمن، فإن الدراسة لم تنتظم بشكل كامل في بعض المناطق وخاصة في الأرياف، نتيجة لعدد من العوامل أهمها العامل الاقتصادي.

وفي إحدى مدارس مدينة دار سعد بمحافظة عدن، يتوجه الطفل محمد حسام بثياب رثة وحقيبة شبه ممزقة بعدما حالت ظروف أسرته الصعبة دون شراء مستلزمات دراسية جديدة له ولإخوته الثلاثة الذين يرتادون نفس المدرسة.

‪محمد حسام حزين لعدم حصوله‬ (الجزيرة نت)
‪محمد حسام حزين لعدم حصوله‬ (الجزيرة نت)

الموظف البسيط
ويقول محمد -وهو تلميذ في الصف الخامس الابتدائي- إنه يشعر بالحزن لعدم تمكنه من الحصول على حقيبة جديدة لهذا العام واضطراره لاستخدام حقيبته القديمة، إلا أنه يلتمس العذر لأبيه لكونه لا يملك المال الكافي، فهو يعمل بالأجر اليومي وبالكاد يوفر المتطلبات الرئيسية لأسرته.

ومع أن مؤيد محمود تلميذ الصف الرابع يبدو أحسن حالاً من زميله محمد من حيث توفر مستلزمات الدراسة، فإنه كان يأمل أن يلتحق بإحدى المدارس الخاصة مع أقرانه من أبناء الجيران، غير أن ظروف والده الموظف الحكومي البسيط وكثرة إخوته عوامل حالت دون ذلك.

وقال أنيس الحاج -وهو مدير مدرسة بمحافظة لحج- إن بعض طلاب مدرسته لم يلتحقوا بالدراسة بعد لعدم تمكنهم من شراء الزي المدرسي، رغم سماح المدرسة لهم بالحضور بملابس عادية، إلا أنهم يتحرجون من الحضور بملابس عادية بينما زملاؤهم يرتدون زياً مدرسياً جديداً.

ودعا الحاج القائمين على إعداد التقويم المدرسي بوزارة التربية إلى مراعاة الحالة الاقتصادية التي تكون عليها الأسر اليمنية مع بدء العام الدراسي لكونها خرجت من مناسبتين كلفتاها مصاريف إضافية، ليأتي العام الدراسي مشكلاً عبئاً جديداً على كاهلها.

‪مغلس: التقويم المدرسي ليس له علاقة بالظروف المعيشية للمواطنين‬ (الجزيرة نت)
‪مغلس: التقويم المدرسي ليس له علاقة بالظروف المعيشية للمواطنين‬ (الجزيرة نت)

موعد محدد 
من جانبه يرى مدير مكتب التربية بمحافظة عدن سالم مغلس أن التقويم المدرسي ليس له علاقة بالظروف المعيشية للمواطنين، وأن هناك موعدا محددا لابد أن تُفتح فيه المدارس، ومنهجا دراسيا لابد أن يُنفذ في فترة محددة، وأن على ولي الأمر أن يهيئ نفسه لاستقبال العام الدراسي وتوفير مستلزماته لأبنائه لأن الجانب التعليمي هو الأهم بالنسبة لهم.

وقال مغلس "نحن نساعد في التخفيف على الأسر الفقيرة بإعفاء أبنائها من الرسوم المدرسية".

وعن سؤال للجزيرة نت عن أهم المبادرات، أجاب "نقوم بتوزيع الحقائب المدرسية المقدمة من المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية على الطلاب الأكثر حاجة والأشد فقراً"، مبديا أسفه لترك بعض الطلاب مقاعد الدراسة لعدم قدرة أهاليهم على تحمل تكاليف الدراسة ومستلزماتها.

وتعمل منظمات دولية وجمعيات خيرية يمنية على توفير مستلزمات الدراسة للطلاب الفقراء لمساعدتهم على إتمام تعليمهم، إلا أن نسبة ترك الطلاب لمقاعد الدراسة تزداد عاماً بعد آخر، حتى في محافظة عدن التي تعد الأقل أمّية والأكثر اهتماماً بالتعليم من بين المحافظات اليمنية.

وقال الأمين العام لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في عدن نضال باحويرث إن الجمعية وزعت هذا العام أكثر من 5000 حقيبة مدرسية للأيتام والفقراء في كل مديريات المحافظة، وساهمت في ترميم خمس مدارس، وساعدت النازحين من أبين في العودة إلى ديارهم وإخلاء المدارس التي كانوا يسكنون فيها بعدن، كما قامت بالتنسيق مع منظمات دولية لتوفير المقاعد الدراسية لبعض المدارس.

واعتبر باحويرث أن الدولة مقصرة في القيام بواجبها بشأن الفقراء والتحضير الجيد للعام الدراسي بتوفير المستلزمات الدراسية من كتب ومقاعد وخلق البيئة الصالحة للتدريس، وإيجاد الحلول للمدارس التي ما زال يسكنها النازحون، متوقعا ارتفاع نسبة الأمية في المحافظة إثر انقطاع الكثير من الطلاب عن الدراسة لأسباب عديدة، منها الحالة المادية وعدم الوعي بأهمية التعليم، والانحراف الأخلاقي لدى بعض الطلاب.

المصدر : الجزيرة