شرطة ثورية لتنظيم المرور في غوطة دمشق

شعار شرطة المرورفي الغوطة الشرقية
undefined

سعاد خبية-دوما
 
بعدّة تقتصر على عصا وشريط أسود، يقف أبو خالد عند أحد التقاطعات في الغوطة الشرقية لتنظيم السير بعد تخرجه من دورة تدريبية شارك فيها أربعون عنصرا لتولي مسؤوليات تنظيم المرور.
 
فبعد سنة من غياب الشرطة عن شوارع المدينة المكتظة سكانيا بات ملحا أن توفر الثورة بديلا لمعالجة الاختناقات المرورية وما يصاحبها من مشاكل وشجارات تصل أحيانا إلى حد الاقتتال.
 
وقد انتشرت شرطة الغوطة الشرقية -التابعة للواء الفاروق في الجيش السوري الحر– بمختلف الأحياء بهدف فصل العمل الشرطي عن العسكري وإراحة السكان من مشاهد السلاح.
 
تكوين وتشكيل
ويقول مدير المكتب السياسي للواء الفاروق عبد الله الشامي إن تكوين وتشكيل الشرطة الثورية بالغوطة تم بالتعاون مع مختصين في التدريب الشرطي، مضيفا أن منتسبي الدورة تعلموا أساسيات تنظيم المرور وكيفية التعامل مع الناس.
 
وأبدى أهالي الغوطة الشرقية ارتياحهم تجاه وجود جهة شرطية مدنية خاصة تتولى تنظيم أمور المرور، حيث شكرت شبكة أحرار دوما الإعلامية لواء الفاروق على "جهده الرائع" في تنظيم حركة السير.
 
لكن تنظيم المرور في الغوطة ينطوي على خطورة بالغة مما جعل الشرطي أبو خالد يرفض إظهار وجهه خوفا على أقاربه من تحميلهم تبيعة تضحيته وعمله تحت إمرة الجيش السوري الحر.
 
وفي حديث للجزيرة نت، يقول أبو خالد إنه كان يعمل في مجال البناء لكن تردي الوضع الأمني جعله يلتحق بدورة تدريبية حول تنظيم حركة السير.
 
‪أحد عناصر الشرطة الثورية يفسح المجال أمام سيارة بالغوطة الشرقية‬ (الجزيرة)
‪أحد عناصر الشرطة الثورية يفسح المجال أمام سيارة بالغوطة الشرقية‬ (الجزيرة)

ويضيف أن مهمته تشمل توجيه السيارات وتنظيم حركتها وتوقيف أي سيارة تخالف القانون حتى لو كانت عسكرية, قائلا "لا استثناء إلا لسيارات الإسعاف لضرورة عملها".

 
تجربة شخصية
ويقول إن انضمامه للشرطة الثورية يعود لتجربة شخصية مرت به حيث كان برفقة مصاب في سيارة إسعاف وتمت محاصرتها في الشارع نتيجة الفوضى المرورية، مما أدى لتدهور حالة الجريح.
 
ومن اللافت أن الجهة المشرفة على تشكيل كتيبة الشرطة الثورية لم تشترط عمرا محددا، بل إن معظم الملتحقين بها من كبار السن الذين لا يستطيعون حمل السلاح.
 
وقد رصدت الجزيرة نت القيادي أبو حمد خلال تنظيمه حركة المرور حيث يوجه ملاحظات مختلفة لرجال الشرطة العاملين تحت إمرته ويجيب على أسئلة المارة والسائقين، بينما يلوّح عابرو الطريق بأيدهم تحية لرجال المرور الثوريين.
 
ويقول أبو حمد -وهو سائق سيارة أجرة حولته الظروف إلى ضابط شرطة مرور- إنه يتفهم مشاكل ومشاغل الناس، وإن شعار رجاله هو الابتسامة في وجه الجميع.
 
بيد أن هذا الترحيب يقابله تفاؤل حذر من بعض السكان بالنظر إلى أن الشرطة ستظل عاجزة عن التصدي لمخالفات أرباب السلاح ومخالفات سيارات عناصر الجيش السوري الحر، وفق تصورهم.
المصدر : الجزيرة