اقتحام دلجا بمصر.. اعتقالات عشوائية وسرقات

مواجهات بين الأمن ومسلحين في قرية دلجا بمحافظة المنيا بصعيد مصر
undefined

يوسف حسني-دلجا

محمد أبو المكارم طالب مصري من سكان قرية دلجا اعتقلته أجهزة الأمن المصرية بعدما فشلت في اعتقال شقيقه الأكبر الذي كان معتصمًا في ميدان رابعة العدوية وشهد مجزرة فضه يوم 14 أغسطس/آب الماضي، حال محمد هذه نموذج عن أوضاع القرية التي اقتحمها الأمن الأسبوع الماضي.

وخلفت عملية اقتحام قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس في محافظة المنيا آثارًا جسيمة على عدد كبير من أسر القرية، حيث اعتقل المئات من معارضي الانقلاب العسكري، وفرَّ مئات آخرون تاركين أسرهم وأعمالهم.

وأفاد عدد من السكان عن تعرض منازلهم للسرقة أثناء مداهمة قوات الأمن للمنازل بحثًا عن مطلوبين، لاسيما من كانوا يترددون على اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رابعة العدوية.

ويشرح حسام الجلالي -ابن عم محمد- كيف تسلقت القوات سور المنزل بعدما عجزت عن تحطيم بوابته الخارجية، ثم حطمت أبوابه الداخلية وشتمت من فيه وكسرت أغلب محتويات المنزل.

ويضيف الجلالي في حديثه للجزيرة نت أن محمد اعتلى سطح المنزل محاولا الهرب، إلا أنهم أطلقوا عليه الرصاص الحي فأجبروه على الاستسلام.

محمد أبو المكارم اعتقلته قوات الأمن بعدما فشلت في اعتقال شقيقه (الجزيرة)
محمد أبو المكارم اعتقلته قوات الأمن بعدما فشلت في اعتقال شقيقه (الجزيرة)

اتهامات
ويواجه الطالب محمد اتهامات بينها حرق مركز ديرمواس ونقطة شرطة دلجا وعدد من الكنائس، وهو ما يجعله عرضة للسجن والحرمان من إكمال دراسته الجامعية في كلية الحقوق.

كما يواجه والده وشقيقه الأكبر الهاربان نفس التهم، وهو ما اضطر الأسرة بكاملها إلى مغادرة المنزل والعيش في مكان آخر بعيدا عن أعين أجهزة الأمن.

وفي حين يواجه المئات تهمة التعدي على الكنائس ونقطة الشرطة وغيرها من التهم التي يقول سكان دلجا إنها تفبرك لكل من يعارض الانقلاب، فإن هناك معتقلين لم توجه إليهم تهمة محددة.

صالح يوسف (34 عاما) مواطن آخر من قرية دلجا تم اعتقاله دون أن توجه له تهمة بعينها، ولا يعرف أحد مكان احتجازه حتى الآن.

وتقول زوجته "نحن فقراء ولا دخل لنا بالسياسة ولا المظاهرات ولا أعرف لماذا اعتقلوه؟ ولا أين احتجزوه؟ ولا أملك ما أدفعه لكي أعرف مكانه؟".

وعن طريقة اعتقال صالح تضيف الزوجة في حديث للجزيرة نت أنهم ذهبوا لاعتقال صاحب مزرعة الدواجن التي يعمل بها زوجها، فلم يجدوه فاعتقلوا زوجها وحارس المزرعة اللذين كانا في المزرعة لممارسة عمليهما، وتساءلت من يرعى طفلتها ذات العامين إن لم يرجع والدها؟

أم فرحة: نحن فقراء ولا دخل لنا بالسياسة ولا المظاهرات ولا أعرف لماذا اعتقلوا زوجي؟ (الجزيرة)
أم فرحة: نحن فقراء ولا دخل لنا بالسياسة ولا المظاهرات ولا أعرف لماذا اعتقلوا زوجي؟ (الجزيرة)

على جانب آخر اضطر كثير من معارضي الانقلاب إلى ترك منازلهم هربًا من الملاحقات الأمنية دون أن يعرف أحد وحتى عائلاتهم وجهتهم الجديدة.

سرقة
ويتحدث سكان دلجا عن عمليات سرقة أموال ومجوهرات أثناء مداهمات منازل المطلوبين.

فقد تمت سرقة مبلغ يتجاوز 50 ألف جنيه -حسب أبناء القرية- من منزل مدير مدرسة عبد الرحمن أبو المكارم الثانوية بدلجا علي الزندي أثناء عملية البحث عنه، وهي أموال يقال إنها مملوكة للجمعية الشرعية التي يديرها الزندي.

كما تعرض الدكتور محمد عبد المحسن العقيص، صاحب صيدلية "الشعب" بدلجا، لسرقة مبالغ مالية كبيرة ومجوهرات أثناء البحث عنه، حسب أبناء القرية.

وتتواتر الأحاديث عن عمليات سرقة أخرى لعدد كبير من منازل معارضي الانقلاب العسكري بدلجا، كما تتعدد الروايات عن عمليات تفاوض تمت بين بعض من تعرضوا للسرقة وأجهزة الأمن لاستعادة جزء من المسروقات والتنازل عن جزء آخر.

يشار إلى أن أعداد المعتقلين من معارضي الانقلاب في دلجا تجاوز مائتي معتقل بحسب رواية السكان، كما تتم ملاحقة مئات آخرين من معارضي الانقلاب العسكري.

المصدر : الجزيرة