أحمدي نجاد مثير للخلافات حتى النهاية

Iran's President Mahmoud Ahmadinejad holds up copies of the Koran (L) and the Bible as he addresses the 65th United Nations General Assembly at the U.N. headquarters in New York in this September 23, 2010 file picture.
undefined
ظل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد حتى انتهاء ولايته محل انتقاد الخارج بسبب هجومه الدائم على الغرب، والداخل بسبب المتاعب الاقتصادية لإيران. كما كان معزولا عن المرشد الأعلى الذي أعده لتولي السلطة.

واليوم يترك نجاد الرئاسة بلا أصدقاء تقريبا ليتسلمها حسن روحاني وهو على النقيض من سابقه يوصف بأنه معتدل وهادئ الطبع، في حين يحذو الأمل الإيرانيين في أحوال أفضل.

لكن مهتمين بالشأن الإيراني لا يستبعدون أن يكتشف من يتمنون تحسنا سريعا في طبيعة الحياة أو تقاربا فوريا مع الغرب أو شفافية أكبر في الطريقة التي يتم بها حكم إيران مشكلات أعمق من أحمدي نجاد.

وينحدر أحمدي نجاد من عائلة بسيطة وحصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة للتكنولوجيا ولم تكن لديه خلفية دينية، لذلك كانت صورته البسيطة تتناقض مع النخبة في المؤسسة الدينية. ويقال إنه رفض راتب الرئاسة وكان يذهب إلى العمل ومعه طعامه.

في كلمته الأخيرة في عهد رئاسته أقسم نجاد بالله على أن "عاصفة عاتية ستهب لتقتلع الكيان الصهيوني"
لغز الظهور
في كلمته الأخيرة في عهد رئاسته أقسم نجاد بالله على أن "عاصفة عاتية ستهب لتقتلع الكيان الصهيوني". وهذه واحدة من كلماته التي كثيرا ما كانت تثير سخرية التقدميين الإيرانيين، ومع ذلك فإنه كان يجد أتباعا تقليديين معجبين بشخصيته.

ورغم خروج نجاد من الرئاسة لا يعتقد الكاتب هومان مجد -وهو أميركي من أصل إيراني مقيم في نيويورك وقد التقى أحمدي نجاد عدة مرات- أنه سيخرج من المشهد السياسي بسلاسة.

وأعد خامنئي أحمدي نجاد لمهاجمة الحركة الإسلامية التي تطالب بمزيد من الحريات الاجتماعية والسياسية فكانت آراؤه الدينية وبساطته وسهولة تأثيره على الشبان الإيرانيين وصلاته بالجيش من العناصر الأساسية لإنجاز هذه المهمة.

ووفق مجد فإنه كان "يريد أن يترك تاريخا يكون فيه الشخص الذي أرخى قبضة رجال الدين" وكان يعتقد أن أي رئيس منتخب يجب السماح له بالحكم. 

ويقول مراقبون إن مبالغة نجاد في استغلال التفويض الشعبي أدت إلى مواجهة مباشرة مع خامنئي نفسه. حيث اتهم الموالون لخامنئي أحمدي نجاد ومستشاريه بالسعي إلى الحد من نفوذ المؤسسة الدينية، وكان أول رئيس في تاريخ الجمهورية الإسلامية يستدعيه البرلمان للاستجواب بخصوص سياساته.

اتهم الموالون لخامنئي أحمدي نجاد ومستشاريه بالسعي إلى الحد من نفوذ المؤسسة الدينية (الفرنسية)
اتهم الموالون لخامنئي أحمدي نجاد ومستشاريه بالسعي إلى الحد من نفوذ المؤسسة الدينية (الفرنسية)
هيمنة خامنئي
وتم ذلك رغم أن عهد نجاد همّش الإصلاحيين وفرض الإقامة الجبرية في المنزل على مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وأصبح البرلمان طيعا، وهي عوامل جعلت خامنئي يسيطر على كل مقاليد السلطة.

ويعلق أستاذ التاريخ في جامعة سان أندروز في أسكتلندا علي أنصاري، على هذه السيطرة بأن "مجموعة شاركت في هذا التدمير للدولة وبالطبع كان أكبر المستفيدين من إلغاء المحاسبة هو خامنئي".

وخلال فترتي رئاسة أحمدي نجاد تذبذب الاقتصاد بسبب سوء الإدارة، وتداعى في ظل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي خفضت صادرات النفط إلى النصف.

وبما أن إيران تعتمد على النفط في الحصول على العملة الصعبة، وجدت أن قيمة الريال تتراجع مع ارتفاع معدل التضخم ليصل إلى 35% طبقا للإحصاءات الرسمية، وتشير بعض التقديرات إلى أن المعدل ضعف هذه النسبة.

وفيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية فإنه كان كبش الفداء لنظام كانت لديه مشكلات أعمق وكانت العقوبات ستجعل مواصلة تطبيق الدعم الحكومي الذي خفضه أكثر تكلفة.

البرنامج النووي
علق الإصلاحي محمد خاتمي الذي سبق نجاد تخصيب اليورانيوم وهي العملية الكيميائية التي يمكن استخدامها في إنتاج المواد اللازمة لصنع قنبلة نووية، لكن العملية استؤنفت خلال أسابيع من تولي أحمدي نجاد منصبه عام 2005 ومنذ ذلك الحين أصر على سياسة "اللاتنازلات".

رغم خطابه المتشدد تمكن أحمدي نجاد من الوصول إلى الغرب وقام بمحاولات غير مسبوقة لم تكلل بالنجاح للاتصال بشكل مباشر برئيسين أميركيين

لكن رغم خطابه المتشدد تمكن أحمدي نجاد من الوصول إلى الغرب وقام بمحاولات غير مسبوقة لم تكلل بالنجاح للاتصال بشكل مباشر برئيسين أميركيين، وهي خطوة كانت تعتبر في وقت سابق من المحرمات.

ودعا أحمدي نجاد إلى اتفاق نووي عام 2009 كان على وشك أن يحل الأزمة مع الغرب عبر اتفاق لتبادل الوقود الموجود خارج البلاد، لكن في النهاية تم التخلي عن هذه الفكرة بعد انتقادات من المحافظين والإصلاحيين في إيران.

وعلى الساحة الدولية أيضا أثار نجاد كثيرا من الجدل، وكانت خطبه في الجمعية العامة للأمم المتحدة تتسبب في انسحاب جماعي ومظاهرات.

ويقول أستاذ التاريخ في جامعة جورج ميسون في فرجينيا شاؤول بخش إن "خطابات الرئيس غير المسؤولة عن إسرائيل والمحرقة وقضايا أخرى عمقت عزلة إيران على الساحة الدولية".

المصدر : رويترز