سكان دمشق يستعدون للضربة العسكرية

احتمالات توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري
undefined

يحبس السوريون أنفاسهم مع ارتفاع وتيرة التصعيد بتوجيه ضربة عسكرية غربية لنظام بشار الأسد، حيث يخشى ناشطون من أن يستغل النظام هذه الضربة ليضاعف قصفه للمدن ويتذرع بأنها نيران أجنبية، بينما رصدت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها سعي الأهالي في دمشق لتخزين المواد الغذائية والدواء والماء تحسبا لأوقات صعبة.

ويقول أحمد الشرع، وهو ناشط بأعمال الإغاثة، إن الناشطين يجمعون التبرعات والمواد الغذائية والدواء لإعادة توزيعها على الأسر المحتاجة منذ بدء الأزمة، لكن العمل ازداد صعوبة مع اقتراب موعد الضربة العسكرية المفترضة للنظام.

ويضيف أن الناس لا يخشون هذه الضربة على أنفسهم لأنهم يدركون أنها ستكون ضد النظام وليست ضد المدنيين، مشيرا إلى أن نظام الأسد هو الذي يقصف المدنيين وليس الخارج، ومحذرا من أن يستغل النظام الهجمة ويزيد قصفه على المدن ليقول إن ذلك يحدث بفعل الهجمات الخارجية.

‪الأهداف المحتملة بدمشق تقع بأحياء سكنية‬ الأهداف المحتملة بدمشق تقع بأحياء سكنية اضغط هنا للتكبير
‪الأهداف المحتملة بدمشق تقع بأحياء سكنية‬ الأهداف المحتملة بدمشق تقع بأحياء سكنية اضغط هنا للتكبير

تحضيرات ومخاوف
وفي حي العباسيين المحاذي لحي جوبر الذي يشهد عمليات عسكرية وقصفا مستمرا، تقول كارمين دهبر (موظفة وأم لثلاثة أطفال) إن الأمور تتجه للأسوأ، مبدية تخوفها من الضربة الأميركية وتبعاتها، كما تتحدث عن سعيها لتخزين الغذاء والدواء والوقود بما يكفي عائلتها عدة أيام.

ويشير ممدوح أبو الحسن، وهو أحد سكان الحي، إلى أنه انتظر أكثر من ثلاث ساعات  ليحصل على ربطة خبز واحدة، حيث يشترط المخبز أن يقدم لكل زبون ربطة واحدة فقط كي يحصل أكبر قدر ممكن من العائلات على الخبز.

ويرصد التقرير مشاجرة جرت في أحد المخابز بين مجموعة من النساء عندما حصلت إحداهن على عدة ربطات، حيث استاءت الأخريات خشية عدم قدرتهن على شراء حاجاتهن.

ويعلق الناشط محمود غريواتي بأن قطع الطرقات وفقدان الأغذية هاجس يخيف السوريين، مضيفا أن الجميع متفق على ضرورة الاحتياط لما هو أسوأ.

ويتابع الناشط أن الأهداف التي يتوقع تعرضها للهجوم ما زالت غير مؤكدة مما يخلق حالة من الترقب لاسيما أن معظم مراكز الأمن بدمشق تتوسط الأحياء السكنية، مما يزيد من احتمال سقوط الكثير من الضحايا في حال تعرضت لهجمات.

وفي المقابل، يقول أبو سومر سليمان، وهو من الطائفة العلوية الموالية للنظام، إن "الحياة طبيعية ولا شيء تغير" مضيفا أن الرد على الضربة سيجعل أميركا ودولا غربية أخرى تفكر مائة مرة قبل إقدامها على الهجوم مرة أخرى.

لكن حالة الهدوء والترقب بالعاصمة لا تخطئها العين، حيث نزح الكثير من السكان المجاورين للمقرات الأمنية والعسكرية خوفا من أي أضرار جانبية، كما قفزت أسعار صرف الدولار مجددا مع إقبال الناس على شرائه بالرغم من الحظر الشديد عليه، بينما لا يزال قرار الضربة حبيس أروقة السياسة التي لم تكشف كل أوراقها بعد.

المصدر : الألمانية