السلاح الكيمياوي.. قتل جماعي دون تدمير

ATTENTION EDITORS - VISUALS COVERAGE OF SCENES OF DEATH AND INJURY Syrian activists inspect the bodies of people they say were killed by nerve gas in the Ghouta region, in the Duma neighbourhood of Damascus August 21, 2013. Syrian activists said at least 213 people, including women and children, were killed on Wednesday in a nerve gas attack by President Bashar al-Assad's forces on rebel-held districts of the Ghouta region east of Damascus. REUTERS/Bassam Khabieh (SYRIA - Tags: CONFLICT POLITICS CIVIL UNREST TPX IMAGES OF THE DAY) TEMPLATE OUT
undefined

يشهد العالم حركة سياسية ودبلوماسية واسعة وسريعة الإيقاع إثر قصف ريف دمشق بالسلاح الكيمياوي ومقتل قرابة 1300 مدني، مع أنه لم يشهد جزءا من هذا الحراك لمقتل حوالي مائة ألف سوري على مدى عامين ونيف منذ اندلاع الثورة السورية. وهذا يعكس مدى اهتمام الدول والمؤسسات الدولية بالسلاح الكيمياوي المحرم دوليا.

ورغم أن استخدام السلاح الكيمياوي لا يصحبه دمار ودماء كغيره من وسائل القتل، فإنه يثير الرعب والهلع أكثر من غيره من أسلحة القتل، ويرتبط في أذهان كثير من الناس بالموت البطيء والمؤلم. خصوصا أنه يصعب تجنبه إلا بمعدات خاصة لا تتوفر في العادة للمدنيين.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن حروب الهند القديمة حوالي عام 2000 ق.م شهدت استخداما لأبخرة سامة تؤثر على نشاط مقاتلي العدو.

وذكر باحث أن الحرب العالمية الأولى كانت "أول حرب كيمياوية في العصر الحديث" وتبقى "أصل كل الحروب الكيمياوية". ومنذ القرن الـ19 حظرت معاهدتا بروكسل (1874) ولاهاي (1899) استخدام القذائف المحملة بالغازات السامة.

وفي أبريل/نيسان 1915 نشر الجيش الألماني فوق خطوط العدو سحابة من غاز الكلور مما تسبب في مقتل 15 ألف جندي.

وقالت المؤرخة آنيت بيكر المتخصصة في الحروب العالمية إن "أول استخدام من قبل الألمان على الجبهة اعتبر جريمة حرب".

وشهدت الحرب العالمية الأولى استخداما واسعا للسلاح الكيمياوي أوقع ما يتراوح بين 800 ألف ومليون ضحية في صفوف قوات روسيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة.

وبعد الحرب العالمية الأولى بذل القانون الإنساني جهودا للقضاء على الغازات السامة، أفضى إلى بروتوكول جنيف في 1925، الذي حظر استخدام الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية لا إنتاجها، إضافة إلى عقد مؤتمر نزع السلاح 1932-1934.

ولم يدخل السلاح الكيمياوي في معارك الحرب العالمية الثانية. غير أن الولايات المتحدة استخدمته في حرب فيتنام، وخاصة في مجال تخريب المحاصيل وتدمير الغابات، التي كان يتحصن بها المقاتلون الفيتناميون.

وكان استخدام العراق للأسلحة الكيمياوية في حربه مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي، الدافع للتوصل إلى توقيع معاهدة باريس في 1993 للحظر التام لإنتاج الأسلحة الكيميائية وتخزينها واستخدامها. وبقيت سوريا وكوريا الشمالية من الدول القليلة التي لم توقع هذه المعاهدة.

قتل دون تدمير
وتنحصر القوة التدميرية للأسلحة الكيمياوية في الكائنات الحية فقط، بخلاف الأسلحة النووية التي يكون تدميرها شاملا للكائن الحي وغير الحي، ومتعديا حدود مكان القصف.

ويُمكن استخدام عدة وسائط لإيصال هذه الأسلحة إلى أهدافها، كالمدفعية والهاونات وقنابل الطائرات والصواريخ والرش من الجو والألغام والقنابل اليدوية والقاذفات.

وتضم الأسلحة الكيماوية غاز الأعصاب وغاز الخردل السام. ويندرج تحت غازات الأعصاب غاز السارين الذي لا رائحة له، و غاز في إكس (vx)، وهي تتلف الأعصاب وتمنع مرور الإشارات العصبية إلى المخ. ومن بين هذه الغازات غاز الفوسجين الذي يوقف التنفس.

وبعض الغازات السامة سريعة المفعول كسيانيد الهيدروجين السام، وبعضها له روائح مميزة. فالخردل رائحته كالثوم، والخردل النيتروجيني كرائحة السمك، واللوزيت رائحته طيبة، وأوكسيم الأكسجين له رائحة نفاذة ويحدث تهيجا في الأنف والعين.

المصدر : الفرنسية + مواقع إلكترونية