هل حسمت واشنطن أمرها بشأن سوريا؟
ياسر العرامي-واشنطن
يبدو أن موقف واشنطن تجاه الأزمة السورية بات أكثر وضوحا بعد اتهام نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام سلاح كيمياوي بغوطة دمشق حيث تتجه إدارة باراك أوباما لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا ردا على ذلك الهجوم الذي أوقع مئات القتلى المدنيين.
ومن الخيارات التي يبحثها مجلس الأمن القومي الأميركي توجيه ضربة عسكرية محدودة, في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تمركز أربع مدمرات بالبحر المتوسط, مستعدة تماما لتوجيه ضربة خلال ساعات في حال قرر أوباما ذلك.
وخلال العامين الماضيين, تجنبت أميركا الانخراط في عمل عسكري مباشر بسوريا, واختارت زيادة الدعم للمعارضة السورية, وتكثيف الجهود الدبلوماسية بيد أن أصواتا داخل الإدارة الأميركية تدعو الآن إلى موقف أكثر وضوحا. ورجحت مصادر رسمية أميركية أن يتخذ أوباما القرار النهائي هذا الأسبوع.
تردد أميركي
وقال أستاذ الاتصالات الإستراتيجية في جامعة نورويتش، سروار كشميري للجزيرة نت إن النقاش مستمر داخل الإدارة الأميركية في ما يتعلق بفائدة التدخل العسكري في سوريا.
ويعتقد كشميري -وهو عضو في منظمة السياسة الخارجية الأميركية- بأن أوباما وإدارته لا يزالان مترددين بشأن فائدة التدخل ونتائجه, وأن هناك انقساما داخل مجلس الأمن القومي الأميركي.
وبشأن خيارات التدخل في سوريا، يرى كشميري أن من بينها توجيه ضربات عسكرية محدودة. لكنه يرى أن لدى أوباما وقيادة الجيش خيارات متعددة. وهو لا يعتقد أن هناك خيارا نتائجه مضمونه, فتوجيه ضربات محدودة يعني أن واشنطن ستفقد بعد ذلك السيطرة على اتجاه الأحداث على الأرض, ومثل هذا الوضع يجعل الجيش الأميركي يعارض التدخل المباشر في سوريا.
من جهتها, تعتقد مديرة المركز الدولي للإعلام والأجندة العامة، سوزان مولر أن استخدام الأسد السلاح الكيمياوي, ثم إطلاق النار على المفتشين الدوليين أول أمس يزيدان الصقور داخل إدارة أوباما تشددا عبر الدفع نحو عمل عسكري.
وقالت سوزان للجزيرة نت إن أوباما يواجه قرارا صعبا في ما يتعلق بالعمل العسكري ضد سوريا باعتبار أن نتائجه غير مضمونة تماما, فضلا عن القلق السائد في إدارة أوباما من التحالفات المحتملة بين قوات المعارضة السورية والجماعات المرتبطة بالقاعدة.
مظلة دولية
أما الأستاذة في كلية جوزف كوربل للدراسات الدولية بجامعة دنفر والباحثة بمعهد آيزنهاور لدراسات الفضاء والدفاع, هاذير روف بركينز فلا ترى أن التدخل الأميركي بات وشيكا لكنه مطروح للنقاش.
وقالت للجزيرة نت إنها تعتقد أنه في حال قرر أوباما العمل العسكري فسيختار العمليات المتعددة الاتجاهات والأطراف, مشيرة في هذا الصدد إلى سعي إدارة أوباما إلى توفير مظلة دولية وإقليمية للتدخل.
وبشأن الخيارات المتاحة، ترى بركينز أن الأكثر تطرفا بينها هو الهجوم البري المدعوم جوا وبحرا لوقف نظام الأسد لكنه مستبعد تماما الآن.
أما الخيار الثاني من وجهة نظرها فهو فرض منطقة حظر جوي, وتوفير ممر إنساني, الأمر الذي سيحتاج لمساحة كبيرة داخل سوريا حيث يتعين أن يمتد إلى غربي البلاد. ولم تستبعد أن يكون أحد الخيارات المطروحة أمام إدارة أوباما سرعة إمداد المعارضة السورية بالأسلحة الأميركية التي وعدت بها.