حزب ألماني: النظام العسكري بمصر فاقد للشرعية

أتراك يتظاهرون أمام سفارة مصر ببرلين ضد مجازر الإنقلاب العسكري ضد المعتصمين السلميين . الجزيرة نت.
undefined

خالد شمت-الجزيرة نت
 
قال حزب اليسار الألماني المعارض إنه يدين بأشد العبارات الهجوم الدموي الذي شنه الجيش المصري فجر الأربعاء على مقرات المعتصمين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين وأدى لسقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
 
وأكد ممثل حزب اليسار بلجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (البوندستاغ) شتيفان ليبيش  "أن الجيش الحاكم في القاهرة منذ انقلابه العسكري في الثالث من يوليو/تموز الماضي هو المسؤول عن كافة مظاهر العنف في البلاد ومطالب بإيقافها فورا".
 
‪فيسترفيله توقع تأثير الفض الدموي للاعتصامات السلمية سلبا على علاقة برلين والقاهرة‬ (الجزيرة)
‪فيسترفيله توقع تأثير الفض الدموي للاعتصامات السلمية سلبا على علاقة برلين والقاهرة‬ (الجزيرة)

شرعية مفقودة
واعتبر ليبيش -في بيان صحفي أصدره باسم الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض وتلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن "النظام العسكري المصري الحالي فاقد لكل مظاهر الشرعية الديمقراطية التي لا تكتسب إلا عبر صناديق الانتخابات".

وحذر من أن استمرار تفاقم الأوضاع الحالية ينذر بإشعال حرب أهلية في مصر سيكون لها تداعيات وخيمة وعواقب غير متوقعة على منطقة الشرق الأوسط كلها. ودعا الحكومة الألمانية للتدخل لإيقاف العنف الدائر في مصر، وعدم الوقوف موقف المتفرج أمام سقوط هذا البلد في دائرة الفوضي وهز استقرار المنطقة العربية.

ومن جانبها استدعت الخارجية الألمانية السفير المصري إلى مقرها في برلين وأبلغته قلق حكومة المستشارة أنجيلا ميركل من الهجوم الدامي الذي قامت به قوات الجيش والشرطة المصريين ضد مقرات المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي .

كما جدد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله تنديده بهذا الهجوم على المتظاهرين المعارضين للنظام المصري الحاكم حاليا، ووصف إسالة الدماء عبر فض مخيمات المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة بأنه "ضربة للديمقراطية"، وتوقع في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إي آر دي) أن يكون لهذه الأحداث الدموية التي شهدتها مصر أمس تأثيرات سلبية على العلاقات بين برلين والقاهرة.

الخارجية الألمانية حثت مواطنيها بشدة على تجنب السفر إلى مصر في ظل الأوضاع الأمنية المتردية بهذا البلد

حريق واسع
وعبر وزير الخارجية الألماني عن تفهمه لاستقالة محمد البرادعي -نائب الرئيس المصري المؤقت- واعتبر أن هذه الاستقالة تمثل إضعافا للعملية السياسية في مصر.

وفي نفس السياق عبر وزير التعاون الدولي الألماني ديريك نيبيل عن تخوفه من "أن تقود الأحداث الدموية التي وقعت في مصر إلى إشعال حريق مجتمعي واسع في المنطقة العربية".

وقال نيبيل -في تصريحات لصحيفة دي فيلت الصادرة الخميس- إن مصر دولة محورية بمنطقتها وفشل الربيع العربي فيها سيكون له تداعيات غير متوقعة على المنطقة العربية.

وضمن ردات الفعل على التطورات الدامية في الساحة المصرية حثت الخارجية الألمانية مواطنيها بشدة على تجنب السفر إلى مصر في ظل الأوضاع الأمنية المتردية بهذا البلد، ورفعت الوزارة مستوى تحذيراتها الأمنية بالنسبة للسفر إلى مناطق مصرية هي القاهرة والأقصر وأسوان ودلتا النيل.

واعتبرت كبريات وكالات السفر والسياحة الألمانية أن فرض حظر التجول بأربع عشرة محافظة مصرية ومد نطاق هذا الحظر إلى شرم الشيخ وهي المناطق السياحية الآمنة للسياح الألمانيين يعني أن الأوضاع الحالية في مصر خطرة وقابلة للانهيار.

وذكرت وكالة توي الرائدة بسوق السياحة الألماني أن حجوزاتها تراجعت بشدة بعد الأحداث الدامية الأخيرة في "بلاد النيل والأهرامات". ويمثل السياح الألمانيون ثاني أكبر مجموعة سياحية تزور مصر -بعد الروس- وأكثر السياح إنفاقا من زائري هذا البلد.

المصدر : الجزيرة