سكان بمحيط رابعة يرفضون فض الاعتصام

البنايات السكنية داخل اعتصام رابعة العدوية
undefined

أسامة متولي-القاهرة

يتجمع عدد من سكان البنايات المحيطة باعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بمحيط مسجد رابعة العدوية داخل إحدى القاعات الملحقة بالمسجد تعبيرا عن تضامنهم مع المعتصمين، بعد أن نما إلى علمهم إمكانية فض الاعتصام بذريعة تضرر السكان من الاعتصام المستمر منذ أكثر من شهر.

السيدة سهير التي تسكن في المنطقة المعروفة برقيها منذ ثلاثين عاما أبدت عدم تضررها من وجود الاعتصام بمحيط مسكنها، بل تقول إن الاعتصام جعل المنطقة "أكثر أمنا" بعد أن أرّقت السرقات سكان المنطقة على مدى السنتين اللتين أعقبتا نجاح ثورة 25 يناير.

وتستنكر سهير في تصريحها للجزيرة نت تلويح السلطات بأنها ستفض الاعتصام استجابة لسكان الميدان قائلة "أنا لم أطلب من أحد فضّ الاعتصام لأني أعرف أنها خطوة ستتسبب في موت الكثير من الأشخاص السلميين العزل".

ورغم تأكيدها بعدم الانتماء إلى أي جماعة أو حزب سياسي يجعلها ترحب بالاعتصام، أظهر حديثها رفضا لخارطة الطريق التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة في 3 يوليو/تموز الماضي وكان من نتائجها عزل الرئيس محمد مرسي.

وتقول سهير إن المعتصمين "فعلوا ما لا أستطيع فعله وعبروا عن رفضي لما فعله وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ومن إهدار صوتي الذي وضعته في الانتخابات والاستفتاء على الدستور". وتؤكد أنها لن تدلي بصوتها في أي استحقاق انتخابي إذا مضى "الانقلاب" في تطبيق الخارطة التي أعلنها.

‪رحمة عادل تحمل هويتها مدونا عليها عنوانها داخل محيط الاعتصام‬ رحمة عادل تحمل هويتها مدونا عليها عنوانها داخل محيط الاعتصام (الجزيرة)
‪رحمة عادل تحمل هويتها مدونا عليها عنوانها داخل محيط الاعتصام‬ رحمة عادل تحمل هويتها مدونا عليها عنوانها داخل محيط الاعتصام (الجزيرة)

ضرر محتمل
أما الطالبة بكلية الآداب بجامعة عين شمس رحمة عادل فقد أقرت بوجود بعض الضرر على الأهالي والمنطقة السكنية بسبب الاعتصام لتسببه في إغلاق بعض الطرق وانتشار لجان لتفتيشهم رغم أنهم من السكان، لكنها أشارت إلى أنه "ضرر يسير لوجود بدائل كثيرة".

وقالت رحمة التي انتخبت عبد المنعم أبو الفتوح في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية ثم اختارت محمد مرسي في المرحلة الثانية "علينا أن نصبر كما فعل سكان التحرير والاتحادية على مدار عام"، وذلك في إشارة إلى أماكن المظاهرات والاعتصامات المعارضة للرئيس مرسي.

وعن رأيها في تكسير المعتصمين لبعض الأرصفة من أجل إنشاء حواجز على مداخل الاعتصام، أكدت أنها تتحمل ذلك، "لأنهم أقاموها بعد أن تعرضوا لمجزرتين مؤلمتين أمام الحرس الجمهوري والمنصة في طريق النصر".

أما عن استخدام مكبرات الصوت في منطقة سكنية فقالت إنهم يخفضون الصوت ليلا حرصا على عدم الإزعاج، وقد وزع المعتصمون بيان اعتذار على السكان بالمنطقة، حسب قولها.

‪‬ يوسف: من حق المصريين التعبير عن آرائهم(الجزيرة)
‪‬ يوسف: من حق المصريين التعبير عن آرائهم(الجزيرة)

دواع للفض
وعن الحالة والتوقيت اللذين قد يدفعانها للمطالبة بفض الاعتصام قالت للجزيرة نت "في حال التأكد من وجود أسلحة أو وجود ممارسات تمثل تهديدا حقيقيا للسكان بعيدا عن الخرافات التي تروجها وسائل الإعلام عن وجود حفلات تعذيب، وقتل من يحاول الخروج من الاعتصام بدون إذن سنطالب بذلك".

وعلى مسافة أمتار من لجان التفتيش المقامة على مدخل الاعتصام وقف ميسرة يوسف (28 عاما) أمام مدخل البناية التي يسكن بها متابعا لحركة الشارع.

وفي رده على سؤال للجزيرة نت عن انطباعه قال إنه ينزل لأداء صلاة التراويح مع المعتصمين منذ بداية شهر رمضان، وإنه يأخذ ما يستطيع من وجبات للإفطار أو السحور ليوزعها على المعتصمين.

ويقول يوسف الذي يعمل في إحدى شركات البترول إن من حق المصريين التعبير عن آرائهم بصورة سلمية. وحذر الشرطة من محاولة فضّ الاعتصام بالقوة لأنه سيسفر عن "كارثة" لتزايد الأعداد ووجود عدد كبير من النساء والأطفال، حسب قوله.

كما أكد يوسف للجزيرة نت وجود سكان رافضين للاعتصام، لكنه جزم بأن أغلبهم يبني رفضه على موقف سياسي مؤيد لعزل مرسي.

المصدر : الجزيرة