آشتون بالقاهرة.. زيارة تنتظر نتائج

A handout photo released by the the Delegation of European Union on 30 July 2013 shows EU High Representative for Foreign Affairs and Security Policy Baroness Catherine Ashton (3-L) meeting with representatives of the National Alliance for the Defense of Legitimacy, a coalition of largely Islamist parties and figures, including Muslim Brotherhood leaders in Cairo, Egypt, 29 July 2013. Ashton arrived in the Egyptian capital late 28 July on her second visit since the army ousted former Egyptian president Mohammed Morsi on July 3 after millions took to the streets demanding early presidential elections a year after he took office. EPA/EUROPEAN UNION IN EGYPT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
undefined
أنس زكي-القاهرة
 
أنهت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون زيارتها لمصر مساء الثلاثاء لكنها تركت وراءها جدلا محتدما بشأن الغرض الحقيقي من الزيارة التي كان أبرز ما فيها لقاؤها الرئيس المعزول محمد مرسي.
 
والتقت آشتون -خلال الزيارة التي مددتها يوما إضافيا- المسؤولين في الإدارة المصرية الحالية، وبينهم الرئيس المؤقت عدلي منصور ونائبه محمد البرادعي ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وكذلك ممثلين لقوى سياسية مؤيدة للخارطة السياسية التي فرضها الجيش أوائل الشهر الجاري، وفي مقدمتهم حملة تمرد إضافة إلى حركة شباب 6 أبريل.
 

لم تشبع آشتون فضول الصحفيين بشأن لقائها مرسي ورفضت الكشف عما دار فيه، معللة ذلك بأن مرسي ليس موجودا ليعقب أو يصحح ما يمكن أن تقوله

وفي المقابل التقت آشتون محمد مرسي الذي عزله الجيش ضمن هذه الخارطة التي شملت أيضا تعطيل الدستور، وكذلك التقت ممثلين للتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي يقود حاليا حملة التمسك بشرعية مرسي والمطالبة بعودته، إضافة إلى ممثلين لحزب النورالسلفي الذي كان حليفا لمرسي قبل أن يشارك في الخارطة الجديدة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته مع البرادعي قبل مغادرتها القاهرة لم تشبع آشتون فضول الصحفيين بشأن لقائها مرسي ورفضت الكشف عما دار فيه، معللة ذلك بأن مرسي ليس موجودا ليعقب أو يصحح ما يمكن أن تقوله.

كما أن آشتون لم تكشف عن حقيقة تقدمها بمبادرة لحل الأزمة فضلا عن طبيعة هذه المبادرة إن وجدت، وهو ما أطلق العنان لردود فعل في الجانبين بدت أقرب إلى التعبير عن الغضب من الزيارة.

انتقاد مزدوج
ومع تباين ردود الفعل إزاء زيارة آشتون إلا أن اللافت أنها نالت انتقادا من الطرفين حيث اعتبر منسق تمرد محمود بدر أن على الاتحاد الأوروبي أن يدرك أن الحل يبدأ بالاعتراف بـ"الموجة الثورية التي تمت في الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي والاعتراف بشرعية الخارطة السياسية الجديدة وأنه لن يتم التراجع خطوة واحدة إلى الخلف".

في المقابل، أكد تحالف دعم الشرعية -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن الشعب المصري لن يغادر الميادين حتى تعود الشرعية، وأن التعاطي السياسي مع الأزمة يجب أن يكون عبر مبادرات جادة تنطلق من أرضية الشرعية الدستورية وعلى أساس عودة الرئيس المنتخب.

أما القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين حسن البرنس، فقد اعتبر الزيارة اعترافا ضمنيا باستمرار شرعية مرسي، لكنه لام في الوقت نفسه ما اعتبره موقفا باهتا من جانب الاتحاد الأوروبي إزاء "خطف" الرئيس المنتخب وعدم السماح لأهله أو محاميه أو أنصاره برؤيته، وهو ما اعتبره يخالف مبادئ حقوق الإنسان "التي تتشدق بها أوروبا".

واعتبر رئيس تحرير مجلة الديمقراطية بشير عبد الفتاح أن زيارة آشتون تعد مؤشرا إلى اتجاه من جانب طرفي الصراع نحو حلحلة الأزمة، متوقعا أن تكون المسؤولة الأوروبية قد طرحت مبادرة تتضمن قبول مؤيدي مرسي -وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين- بالأمر الواقع مقابل تقديم السلطة الجديدة ضمانات بعدم ملاحقتهم أمنيا أو ماليا.

‪تحالف دعم الشرعية: الشعب لن يغادر الميادين حتى تعود الشرعية‬ (غيتي إيميجز)
‪تحالف دعم الشرعية: الشعب لن يغادر الميادين حتى تعود الشرعية‬ (غيتي إيميجز)

مرحلة الحسم
وعن تصريحات الجانبين التي تؤكد تمسكهما بمواقفهما قال عبد الفتاح للجزيرة نت إن هذا أمر طبيعي مع الاقتراب من مرحلة الحسم وذلك من أجل الحصول على أفضل المكاسب.

أما عن سبب بروز الاتحاد الأوروبي في الواجهة وليس الولايات المتحدة فيرجعه بشير إلى أن علاقة القوى الإسلامية باتت متوترة بالولايات المتحدة حيث تراجعت مصداقيتها لديهم بعدما اعترفت بـ"الانقلاب العسكري" في حين يبقى سجل الاتحاد الأوروبي مع الإخوان أكثر مصداقية ولو بشكل جزئي.

من جانبه المحلل السياسي أحمد حسن الشرقاوي -وهو نائب مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط- يعتقد أن التدخل الأوروبي الحالي يصب لمصلحة "السلطة الانقلابية"، ويدلل على ذلك للجزيرة نت بالإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي وآشتون نفسها كانا صاحبي المبادرة التي رفضها مرسي قبل عزله لأنها كانت تنص على تنازله عن صلاحياته إلى رئيس جديد للحكومة.

وأرجع الشرقاوي حرص أوروبا على التدخل لإنهاء الأزمة إلى ما اعتبره رغبة في إنقاذ وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي عبر إقناع مؤيدي مرسي بإنهاء اعتصامهم في الميادين، بعدما بدا أن مواقف بعض الدول الأوروبية الكبرى قد تتغير تحت ضغط شعوبها خصوصا بعد سقوط الكثير من القتلى والجرحى بين المعتصمين على يد قوات الجيش والشرطة.

المصدر : الجزيرة