وثائق التحريض.. حماس تؤكد وفتح تنفي
ضياء الكحلوت-غزة
تحولت الوثائق التي عرضتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مؤتمر صحفي في غزة الثلاثاء وتقول إنها تُظهر تورط قياديين أمنيين وسياسيين في السلطة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالتحريض عليها في مصر، تحولت إلى مصدر للاتهامات المتبادلة بين الحركتين.
ففي الوقت الذي تؤكد فيه حماس صحة الوثائق وتورط قيادات بالسلطة في فبركة أخبار لتوريطها وعناصرها في الحدث المصري وقتل جنود مصريين في رمضان الماضي، تنفي حركة فتح صحة الوثائق والتحريض ضد حماس.
ومنذ انتخاب الرئيس المصري محمد مرسي وحتى عزله من قبل الجيش المصري أوائل الشهر الجاري، ظلت حماس وقطاع غزة عرضة لسيل من الأخبار التي تصفها الحركة بالمفبركة والتحريضية، وتتهم حماس حركة فتح والسلطة الفلسطينية بفبركة هذه الأخبار بالتعاون مع بعض الإعلام المصري.
حماس تؤكد
وتتمسك حماس بصحة روايتها، وتضيف أن لديها عشرات الوثائق الأخرى التي تظهر مخططات السلطة وفتح لتحريض المصريين على حماس والمقاومة وقطاع غزة.
وفي رده على أسئلة لمراسل الجزيرة نت خلال المؤتمر الصحفي، قال القيادي بحماس صلاح البردويل إن الحركة لن تدخر جهداً لتوصيل هذه الوثائق لجميع المعنيين، ومنهم الرئيس محمود عباس والسلطات المصرية المختصة.
وأضاف أن حماس لم تعرض كل ما وقع بين يديها، وأنها ستتواصل مع جميع الأطراف لتأكيد أنها لم ولن تتدخل في الشأن المصري ولا في غيره، وأن الحملة ضدها لا تستهدفها فقط بل تستهدف القطاع والمقاومة.
في المقابل، اتهم القيادي البارز في حركة فتح يحيى رباح حركة حماس بفبركة الأوراق التي عرضتها في إطار سياساتها للهروب إلى الأمام، دون أن تمتلك الشجاعة لكي تواجه نفسها وتقرأ ما يحدث لها وحولها.
وقال للجزيرة نت عبر الهاتف إن حماس مطالبة بمراجعة نفسها وأن لا تلجأ لفبركة أوراق، مطالباً إياها بضرورة دراسة أخطائها لتتعلم منها بدلاً من رمي الاتهامات على الآخرين.
وطالب القيادي في فتح حركة حماس بأن تقدم هذه الوثائق للجهات الرسمية والقضائية إذا كانت واثقة منها، نافياً صحة ما جاء في الأوراق التي عرضتها حماس، معتبراً أنها مفبركة ولا تنم إلا عن جهل مطلقيها.
وأضاف أن جهات كثيرة في مصر تعد ملفات أكثر خطورة سوف تعرضها على القضاء المصري ضد حركة حماس، مطالباً حماس بإعداد العدة لمواجهة هذه القضايا عبر التزامها بالشرعية الفلسطينية.
مطابقة للواقع
بدوره يرى مدير مركز أبحاث المستقبل إبراهيم المدهون أن الوثائق التي عرضتها حماس خلال مؤتمرها الصحفي مطابقة للوقائع على الأرض، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن تنفي فتح صحة الوثائق لأنها توجه لها الاتهام المباشر.
وذكر في حديث للجزيرة نت أن كشف حماس عن الوثائق لا يعني التصعيد مع فتح وإنهيار فكرة المصالحة الفلسطينية، "لأن حماس بدت وكأنها تعطي مساحة للرئيس محمود عباس لمحاسبة المسؤولين عما يحاك ضد غزة في الإعلام المصري".
ويرى المدهون أن حماس استشعرت خطورة الأمر بعد أن بات ينعكس ما يروج بالإعلام المصري على الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة، معتبراً أن المؤتمر والوثائق إشارة لفتح "للكف عن هذا العبث ومحاسبة المسؤولين عنه".