هل تنجح اللجان الفنية بتجاوز خلافات السودانين؟

البشير وسلفا كير.

 

undefined

عماد عبد الهادي- الجزيرة نت

بدأت بجوبا عاصمة جنوب السودان أعمال اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة بين دولتي السودان لبحث تنفيذ اتفاقات التعاون بينهما، وقد تباينت رؤى محللين ومتابعين سودانيين لإمكانية نجاح اللجنة في تحقيق ما فشلت فيه كافة جهود الوسطاء الدوليين والإقليميين على السواء.

وبرغم قبول جوبا والخرطوم مقترحات رئيس لجنة وسطاء أفريقيا ثابو مبيكي، إلا أن ما يجري من أحداث داخلية في البلدين لا يشجع على اتخاذ خطوات كبيرة بشأن ما يختلفان حوله وفق أولئك المحللين.

وتأتي اجتماعات اللجنة المشتركة بين الدولتين بعد تقرير رئيس لجنة الوساطة الأفريقية رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي الذي قدمه لمجلس الأمن والسلم الأفريقي وبيّن من خلاله جهوده لتسوية الأزمة بين جوبا والخرطوم.

موافقة سودانية
وكان السودان أبلغ الآلية الأفريقية موافقته على المقترحات المقدمة إليه لتسوية الخلافات مع دولة جنوب السودان "بما سمح بتمديد مهلة قفل خط أنابيب البترول السوداني في وجه النفط الجنوبي لأسبوعين آخرين"، بعد المهلة التي ستنتهي في السابع من الشهر المقبل.

وتتضمن المقترحات المقدمة من الوسيط الأفريقي تكليف برنامج الاتحاد الأفريقي للحدود بتحديد خط أساس للمنطقة الفاصلة منزوعة السلاح بين الدولتين -خط الصفر- في غضون ستة أشهر، وتكليف مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس منظمة دول إيغاد رئيس وزراء إثيوبيا التأكد من حقيقة مزاعم الدعم والإيواء من قبل أي طرف للمتمردين المسلحين في كل جانب، على أن تقدم أي حكومة كافة المعلومات التي تدعم ادعاءاتها.

كما طالبت الآلية الدولتين بالعمل سويا على نبذ وإنهاء التمرد المسلح ضد الحكومتين وتنفيذ اتفاق التعاون الموقع في 27 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

ومع ما تعانيه الخرطوم وجوبا من أزمات داخلية وتحركات لما يصفه مراقبون بالتغييرات الجذرية في مؤسستيهما الحاكمتين، بدا بعض المحللين أكثر حذرا في التكهن بما يحدث مستقبلا.

تطور أوضاع
فالباحث في مجال الدراسات الأفريقية محمد سليمان الدبيلو يرى أن تطورات الأوضاع في كل من جوبا والخرطوم ربما تجبرهما على التنازل والتوصل بنهاية المطاف إلى تسوية لخلافاتهما المتكررة.

‪الدبيلو: موافقة البلدين على المقترحات الأفريقية تعطي مؤشرا إيجابيا‬ (الجزيرة)
‪الدبيلو: موافقة البلدين على المقترحات الأفريقية تعطي مؤشرا إيجابيا‬ (الجزيرة)

ويقول للجزيرة نت إن موافقتهما على المقترحات الأفريقية تعطي مؤشرا إيجابيا للسير بطريق السلام، مشيرا إلى وجود تحول حقيقي في دولة جنوب السودان.

ويرى الدبيلو أن تحرك الوسيط الأفريقي وبعض الأطراف الدولية جاء بعد الحصول على ضوء أخضر من الطرفين معا.

أما رئيس المجموعة الاستشارية للدراسات الإنمائية والإستراتيجية الحاج حمد فيقول باختلاف ما يعتقده كثير من المحللين السياسيين، حينما يرى أن الطرفين يفتقدان للإرادة الحقيقية تجاه القضايا التي هي محل اختلافهما.

ويقول إن التحركات الدولية والأفريقية ليست مرتبطة بما يجري في المؤسستين الحاكمتين في الدولتين "وإلا لما تحركت أصلا"، مشيرا إلى عدم وجود مؤسسة حاكمة في دولة الجنوب بعد حل حكومتها مؤخرا، بجانب دخول الحكومة السودانية في ذات النفق عقب ما تسرب عن عزم رئيسها عمر البشير إحداث تغييرات جوهرية بها.

ويعتقد بضرورة تغيير المفاوضين من الدولتين على السواء لأجل إنجاز ما يخطط له الوسيط الأفريقي من تسوية لمعالجة الأزمة بينهما.

المصدر : الجزيرة