من يوالي أميركا في مصر الآن؟

Supporters of deposed President Mohamed Mursi chant slogans during a rally around the Raba El-Adwyia mosque square in Cairo July 24, 2013. Egypt's military chief called for mass rallies on Friday to give him a mandate to tackle violence that has surged following the overthrow of Islamist President Mohamed Mursi, ramping up pressure on the Muslim Brotherhood.

undefined
  عبد العظيم الشيخ-القاهرة
 

منذ قيام العسكر بعزل الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد مرسيفي الثالث من يوليو/تموز والأوساط السياسية والإعلامية وحتى الجماهيرية غارقة في جدل لا ينتهي بشأن توصيف ما حدث، هل هو انقلاب عسكري أم لا؟ وهل تدخلت الولايات المتحدة فيما جرى أم لم تتدخل؟

ظلت الإدارة الأميركية تبدي تمنعاً من وصف هذا التحول بالانقلاب، واكتفى الرئيس باراك أوباما بالإعراب عن قلقه العميق إزاء قرار العسكر عزل مرسي وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام القوى السياسية المتصارعة في مصر لرمي بعضها البعض بالعمالة لأميركا.

والحق يقال إن العداء لأميركا لم يكن وليد اليوم بل استعر أواره منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حليف الولايات المتحدة القديم.

ويتهم المعسكر المناوئ لمرسي واشنطن بدعم جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها في التيار الإسلامي العريض عندما كانوا في سدة الحكم.

وفي حديث مع الجزيرة نت، أعرب منسق حركة "تمرد" محمود بدر عن اعتقاده بأن أميركا تقف إلى جانب الإخوان المسلمين.

وأكد أنهم في حركة "تمرد" لن يتحاوروا مع الولايات المتحدة، التي قال إنها دعمت مرسي وجماعته على حساب الشعب المصري.

مناهضو مرسي يتهمونه بالتبعية لأميركا (الجزيرة)
مناهضو مرسي يتهمونه بالتبعية لأميركا (الجزيرة)

مخرج
ويستند بعض المعتصمين في ميدان التحرير في اتهامهم بتبعية الإخوان المسلمين لأميركا، على أن مرسي عندما كان رئيساً للبلاد تعاون تعاوناً وثيقاً مع الولايات المتحدة إذ اضطلع بدور رئيسي في إبرام هدنة عام 2012 بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في وقت كانت فيه واشنطن وتل أبيب في أمس الحاجة إلى مخرج بعد المجزرة التي ارتكبتها الأخيرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويقول هؤلاء إن مرسي وقف مؤيداً بقوة جهود الإدارة الأميركية لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي من منصبه.

وقال المفكر السياسي مصطفى الفقي إن الولايات المتحدة أقرب إلى دعم مرسي وجماعته من الانحياز إلى القوى السياسية الأخرى.

وأضاف أن أميركا ظلت دوماً تراهن على الجواد الإسلامي، لكن موقفها بدأ يتأرجح أمام ما رأته من زخم جماهيري معارض للإسلاميين في مصر.

وتابع الفقي أن تلك التطورات أحدثت انقساما في الرأي داخل الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن أي طرف من الأطراف ينبغي على واشنطن دعمه.

بيد أن المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة أحمد رامي يرفض تلك الاتهامات جملة وتفصيلاً، ويقول في ذلك إن ارتباط من انقلبوا على شرعية الرئيس مرسي معروف، مشيراً إلى أن لقاء جرى بين ممثلين لجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة ومسؤولين أميركيين قبل 30 يونيو/حزيران.

رامي: كل الأدلة تشير لارتباط وثيق بين جبهة الإنقاذ وأميركا(الجزيرة)
رامي: كل الأدلة تشير لارتباط وثيق بين جبهة الإنقاذ وأميركا(الجزيرة)

انقلاب
وأردف قائلاً إن ممثلي الجبهة عندما سئلوا عن فحوى ما دار في ذلك الاجتماع قالوا إن الأمر تعلق بما بعد 30 يونيو/حزيران. وتساءل رامي "فهل بعد هذا دليل أقوى من ذلك على ارتباطهم بأميركا؟".

وأوضح أن ما يعزز اتهام الإخوان لخصومهم بالتبعية لأميركا أن إدارة أوباما لم تجرؤ على تطبيق القانون الذي سبق أن أقره الكونغرس بوقف كل المساعدات الأميركية لأي دولة يقع فيها انقلاب على رئيس منتخب ديمقراطياً.

وفي ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة، ينحي أنصار مرسي باللائمة على واشنطن التي يرون أنها أعطت الضوء الأخضر للفريق عبد الفتاح السيسي للانقلاب على رئيسه.

ولذلك هم يرون في السيسي "رجل أميركا في مصر"، ويستشهدون على ذلك بامتناع أوباما عن وصف ما جرى بالانقلاب، وهو إن حدث فسيترتب عليه وقف المعونة الأميركية لمصر والتي تبلغ 1.5 مليار دولار سنوياً.

ومهما يكن من أمر، فإن الواضح للعيان أن الولايات المتحدة تفتقر في الوقت الراهن لسياسة واضحة تجاه مصر.

المصدر : الجزيرة