تباين المواقف إزاء زيارة نجاد للعراق
علاء يوسف-بغداد
تباينت ردود الأفعال العراقية تجاه زيارة الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، ففي الوقت الذي عبرت فيه كتل سياسية عن ضرورة وقف إيران لتدخلاتها بالشأن العراقي، رحبت كتل أخرى لا سيما المحسوبة على الحكومة بهذه الزيارة، معتبرين أنها تأتي لدعم العلاقة البينية بين الدولتين الجارتين.
وتعليقا على الزيارة قال علي الشلاه المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي إن زيارة نجاد تهدف إلى تعزيز العلاقات وتجاوز الخلافات التي حصلت في السابق إبان النظام العراقي السابق.
وفي حديث للجزيرة نت بين الشلاه أن زيارة نجاد جاءت لتأكيد استمرارية العلاقات المميزة بين البلدين حتى وهو يستعد لترك السلطة لرئيس آخر.
وذكر بأن نجاد بحث مع القادة السياسيين العراقيين ما أنجز في ملف العلاقات بين البلدين أثناء فترة حكمه وتحديد المسائل الخلافية والاتفاق على حلها في المرحلة المقبلة والعمل على بناء علاقة متينة تكون عصية على المتغيرات التي تعصف بالمنطقة.
عدم ترحيب
من جانبه أعرب النائب عن القائمة العراقية طلال الزوبعي عن عدم الترحيب بزيارة نجاد، معتبرا أن سياسة طهران إبان حكمه كانت تتسم بالتدخل بشأن العراق بشكل مباشر ومضر للعراق.
وقال في حديث للجزيرة نت إن العراق بحاجة ماسة لقطع العلاقات مع إيران بعد أن تبين دعم طهران لجهات من بينها أطراف مسلحة على حساب جهات أخرى مما رسخ الانقسام في البلاد.
وأضاف إن إيران تدعم المليشيات المسلحة التي تقتل الشباب العراقي، وتستهدف الشخصيات الوطنية، مطالبا الحكومة العراقية بوقفة جادة وأن تحد من علاقتها بطهران.
ودعا الزوبعي كذلك إلى بناء سياسة إستراتيجية مع إيران تمنع التدخل في الشأن العراقي، وإيقاف "مسلسل النوايا غير السليمة التي تبديها إيران تجاه العراق".
بدوره رجح المحلل السياسي الدكتور إحسان الشمري أن زيارة نجاد للعراق تأتي بتوجيه من مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامئني لا سيما وأنه يمتلك مفاتيح ملف السياسة الخارجية، إضافة إلى محاولة لوضع أطر سياسية جديدة للسير بهذه العلاقات بما يخدم المصالح الإيرانية.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن إيران ما زالت تعتقد أن العراق رديف عقائدي وسياسي ويمكن أن يكون بوابة لإيران على جميع المستويات، مشيرا إلى أن زيارة نجاد تأتي تمهيدا لتأكيد استمرارية متانة العلاقة بين الطرفين واستمرارها مع تولي الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في الثالث من الشهر القادم.
وأكد أن نجاد وضع بعض الخطوط التي يمكن للعراق أن يلعبها في الأيام المقبلة ولا سيما أن إيران تعاني عزلة سياسية ضربها عليها المجتمع الدولي، إضافة إلى حث الأطراف الشيعية على الاستمرار بالتحالف في المشهد السياسي.
ولم يستغرب الشمري عدم ترحيب أطراف سياسية عراقية بزيارة نجاد، على اعتبار أن هذه الأطراف تعتبر إيران تتدخل بشكل كبير في العراق وتقوي جانبا على حساب جانب بما يخدم مصلحة طهران.
من جهتها شجبت هيئة علماء المسلمين الزيارة واعتبرت في بيان لها أن الزيارة غير مرحب بها، وطالبت طهران بالكف عن استغلال المحنة التي يمر بها العراق للتمادي في ظلمه وانتهاج سياسة تحفظ العلاقات المشتركة بين الشعبين العراقي والإيراني والتفكير في مراعاة المصالح الدائمة للشعب الإيراني في المنطقة.
وكان نجاد وصل بغداد الخميس الماضي في زيارة استمرت ثلاثة أيام التقى فيها المسوؤلين العراقيين، وفي آخر يوم لزيارته التقى المرجع الديني علي السيستاني في النجف.