غضب وفتور باستقبال حكومة الببلاوي

مؤيدو مرسي تظاهروا أمام مقر مجلس الوزراء لرفض حكومة الببلاوي.
undefined
محمد الرويني-القاهرة

خليط من ردود الفعل كان في انتظار الحكومة المصرية الجديدة بعد تشكيلها برئاسة حازم الببلاوي ما بين الغضب والتحفظ والفتور.

ويأتي تشكيل هذه الحكومة بعد قيام الجيش بتعطيل الدستور وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي بدعوى الاستجابة لمظاهرات حاشدة خرجت ضده في 30 يونيو/حزيران الماضي.

واستقبل شارع مجلس الوزراء القريب من ميدان التحرير مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من مؤيدي مرسي حيث عبروا عن رفضهم للحكومة الجديدة، ولخارطة الطريق التي وضعها الجيش، مؤكدين أن الشعب المصري متمسك برئيسه الشرعي ولن يخضع لحكم العسكر سواء كان ذلك بشكل مباشر أو بواجهة مدنية، وذلك حسب بيان وزعه المتظاهرون.

وشهدت المنطقة انتشارا أمنيا مكثفا وإجراءات استهدفت قطع الطريق على مسيرات جاءت لتعزيز المتظاهرين عند مقر مجلس الوزراء، وانطلق بعضها من أمام مقر نقابة الأطباء ومن ميداني رابعة العدوية والنهضة اللذين يمثلان المركز الرئيسي لاعتصام أنصار مرسي.

السادات: المشكلة الأساسية مع الحكومة الجديدة هي عدم وجود آليات لمراقبة أدائها (الجزيرة)
السادات: المشكلة الأساسية مع الحكومة الجديدة هي عدم وجود آليات لمراقبة أدائها (الجزيرة)

رفض مشاركة
وتعليقا على خلو الحكومة الجديدة من أي تمثيل لقوى التيار الإسلامي، رغم أن الببلاوي كان قد تحدث عن استعداده لتمثيل كل الأطراف، قال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف للجزيرة نت إن الجماعة وحزبها الحرية والعدالة يرفضان المشاركة في حكومة منبثقة عن نظام غير شرعي جاء على دبابات الجيش، وأضاف أن مصر لا تشهد أزمة سياسية وإنما انقلاب عسكري وتدخل من الجيش في الحياة السياسية.

ورغم أن حزب النور ذا التوجه السلفي كان جزءا من خارطة الطريق الجديدة عند إعلانها فإنه اعترض على حكومة الببلاوي ووصفها القيادي بالحزب خالد علم الدين بأنها حكومة إقصائية انحازت لجبهة الإنقاذ بدلا من أن تكون حكومة محايدة تمثل جميع المصريين.

أبو الفتوح ينتقد
وانتقد حزب مصر القوية الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، الحكومة الجديدة ووصفها بأنها مسيسة وغير محايدة فضلا عن كونها بلا صلاحيات، كما اعتبر في بيان صدر اليوم أن إدارة البلاد لا تحتمل تكرار الأخطاء التي عانى منها المصريون كثيرا سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها.

كما خرجت انتقادات للحكومة من المعسكر المؤيد لها حيث قال القيادي بتكتل القوى الثورية تامر القاضي للجزيرة نت إن التكتل يتحفظ على بعض أعضاء الحكومة حيث ينتمي بعضهم للحزب الوطني الذي كان يحكم في عهد الرئيس المخلوع مبارك كما أن منهم من ثبت فشله ولم يحقق إنجازا خلال مشاركته بحكومات سابقة.

وقال النائب السابق مصطفى النجار في تصريحات صحفية إن تشكيل الحكومة ليس مرضيا لجميع الأطراف، في حين ركز الإعلامي البارز حمدي قنديل على وزير الطيران المدني الجديد عبد العزيز فاضل، وقال في تغريدة على موقع تويتر إنه يستغرب هذا الاختيار لأن فاضل سبق إحالته إلى جهاز الكسب غير المشروع وانتهى الأمر بإسقاط التهمة عنه بعدما سدد المبلغ الذي استولى عليه. 

وفي غياب موقف رسمي واضح لجبهة الإنقاذ التي قادت المعارضة في عهد مرسي، فقد أعلنت قوى سياسية بينها التحالف الاشتراكي وحركة 6 أبريل موافقتها على الحكومة الجديدة، وقالت إنها تعول خصوصا على شخصية الببلاوي بوصفه خبيرا اقتصاديا للعمل من أجل تجاوز العديد من الأزمات التي واجهتها البلاد مؤخرا.

عارف: جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة يرفضان المشاركة في حكومة منبثقة عن نظام غير شرعي جاء بدبابات الجيش

موقف "الإنقاذ"
أما رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات فقال للجزيرة نت إن مشكلته الأساسية مع الحكومة الجديدة هي عدم وجود آليات لمراقبة أدائها، في ظل عدم وجود برلمان منتخب يقوم بهذه المهمة.

يضيف السادات أن تشكلها من حزبيين يلقي بظلال من الشك حول مدى نجاحها في تنفيذ أبرز مهامها وهو الإشراف على تفاصيل المرحلة الانتقالية وفي مقدمتها انتخابات البرلمان والرئاسة إضافة إلى الاستفتاء على الدستور.

وتضم حكومة الببلاوي ستة وزراء سبق لهم المشاركة في حكومتي عصام شرف وكمال الجنزوري، اللتين شُكلتا خلال الفترة الانتقالية التي أدارها المجلس العسكري لنحو عام ونصف العام بعد خلع مبارك، كما احتفظت بأربعة من وزراء حكومة هشام قنديل على رأسهم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم.

المصدر : الجزيرة