رفض الهزيمة والحلم بالانتصار في ذكرى النكسة

أطفال فلسطين يصبون لتذوق طعم الانتصار
undefined

محمد محسن وتد – القدس المحتلة

يبدو مشهد ذكرى النكسة، التي أودت عام 1967 بما تبقى من الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس المحتلة، هزيلا وضعيفا بفلسطين، لتبقى ذكرى النكبة مهيمنة على الذاكرة الجماعية.

ويفصح ذلك عن حقيقة واقع الضعف العربي والفلسطيني، في ظل الانهيار العربي والإخفاقات المستمرة على صعيد المصالحة الداخلية دون إحراز أي تقدم سياسي.
 
وفي الذكرى الـ46 للنكسة، تبدو معالم الانكسار واضحة ومستمرة، خاصة مع ازدياد حالة التمرد الإسرائيلي، واستمرار السياسات الهادفة لترحيل الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، لكن رغم ذلك يرفض جيل الشباب من فلسطينيي 48 والقدس قبول الهزيمة، مشكلا براعم المقاومة الشعبية والحراك الشبابي، مستنهضا الهمم متطلعا نحو الانتصار.

رهان
ويراهن عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني (فتح) ديمتري دلياني على الأجيال الفلسطينية الناشئة التي ترفض الهزيمة، وتعيش منذ ولادتها تحت الاحتلال ما يضعها قبالة تحديات.

يرفض جيل الشباب قبول الهزيمة مشكلا براعم المقاومة الشعبية والحراك الشبابي
يرفض جيل الشباب قبول الهزيمة مشكلا براعم المقاومة الشعبية والحراك الشبابي

ويقول دلياني إن تداعيات النكسة تتواصل كل عام بالقدس وتشتد ممارسات الاحتلال ونهج التطهير العرقي للمدينة، ولكن رغم ممارسات الاحتلال يرى أن الأجيال الناشئة تتمسك أكثر بالوطن وتشهر سلاح المقاومة بوجه المحتل.

وأكد أن الأجيال الشابة بفلسطين قاطبة لم تذق طعم الهزيمة بحرب 1967 مثل الأجداد والآباء، وترفض الهزيمة، فالمعركة مع المحتل تحتدم على مدار العام والشباب هم وقود المقاومة الشعبية بمعركة الوجود وينخرطون بالعمل الوطني بمختلف الفصائل والحركات السياسية والشعبية.

وعن مرارة النكسة وبطش الاحتلال ومساعيه المتواصلة لتأطير مشهد الانتصار على العرب، أبان دلياني أن ذلك ما يدفع بالشباب نحو المقاومة، خصوصا وأنهم يشكلون غالبية الشعب وولدوا تحت الاحتلال ولا يعرفون حياة غير الاحتلال.

ورغم اختلاط المشاعر لديهم بذكرى النكسة فإن مشاعر التحدي والصمود تغيب عنهم مشاعر الهزيمة وتعزز ثقتهم بدحر الاحتلال ونيل الحرية.

النكبة والنكسة
وفي السياق، قال طالب الإعلام محمد خيري إن ذكرى النكسة تبدو أقل أهمية للشعب الفلسطيني على الرغم من تعرضه لخسارة كبرى، حيث احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

خيري: نحن بحاجة لرفع الوعي الوطني تجاه تلك القضية(الجزيرة نت)
خيري: نحن بحاجة لرفع الوعي الوطني تجاه تلك القضية(الجزيرة نت)

وأضاف خيري في حديثه أن مناسبة إحياء الذكرى بالأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية مهمشة، مما يشكك في عمق الثقافة الوطنية للفلسطينيين الذين طبعت ذكرى النكبة كمصطلح في ذاكرتهم، فباتوا يحيونها كل عام بفعاليات واسعة النطاق وحركات مختلفة.

ويخلص خيري للقول نحن بحاجة إلى رفع مستوى الوعي الوطني تجاه تلك القضية، إذ أن تهميشها يمكن أن يؤثر سلبًا على الثقافة الوطنية لدى الأجيال المتعاقبة وسلخها عن واقعها المرير الذي يذكَر باحتلال الجزء الأكبر من أرض فلسطين بما فيه القدس.

صراع
من جانبها، تأبى الصحفية نرمين موعد كغيرها من الشباب التعاطي مع النكسة كهزيمة وتعتبرها مجرد ذكرى ترى بها خيانة الأنظمة العربية لشعوبها بقدر ما هي انتصار لإسرائيل، وبالتالي تبقى النكبة وما يترتب عليها من مشاعر وصقل للشخصية والهوية الوطنية والقومية للأجيال الناشئة الحدث التاريخي الأبرز الذي يشكل الرواية والذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني.

موعد: لا يمكننا التوقف عند النكسة والبكاء على الأطلال(الجزيرة نت)
موعد: لا يمكننا التوقف عند النكسة والبكاء على الأطلال(الجزيرة نت)

وقالت موعد للجزيرة نت إن تاريخ الشعب الفلسطيني الحافل بالانتكاسات والمجازر والجرائم التي يرتكبها بحقه المحتل الإسرائيلي، لا يمكنه التوقف عند ذكرى النكسة والتباكي على الأطلال، كون الشعب الفلسطيني هو ضحية للتاريخ والمؤامرات والتخاذل العربي الرسمي.

وأضافت أن جيل الآباء الذي عايش النكبة يبدي مشاعر الهزيمة أحيانا، إلا أنه يحس مشاعر النشوة والعزة والكرامة عندما يستذكر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وبالحديث عن تاريخ النكسة بكل ما يحوي من تفاصيل، لفتت موعد إلى أنه يشكل محور الصراع مع إسرائيل التي عمدت على تزييف الأحداث وفبركة التاريخ وتمجيد ذاتها كمنتصر على الفلسطينيين والعرب.

وعليه ترى الصحفية أن على الأجيال الناشئة أن تتصدى للاحتلال الثقافي وترفض اعتبار النكسة أو النكبة هزيمة، وأن تصر على الاستقلال الذاتي للهوية الوطنية والانتصار لفلسطين من خلال الحراك الشبابي المتفاعل الذي يعرِّف النكبة كقضية أساسية وجوهرية للعرب والفلسطينيين. 

المصدر : الجزيرة