احتجاجات فلسطينية ضد التطبيع الأكاديمي

نشطاء من حملة قاطع يتظاهرون ضد لقاء تطبيعي أمام الممثلية اليابانية
undefined

ميرفت صادق-رام الله

توثق حملة "قاطع احتلالك" محاولات إسرائيلية وأجنبية دائمة "لاستغفال" الطلبة الفلسطينيين سواء من الجامعات أو المراحل الثانوية كما تقول، بغية إدخالهم في أنشطة تصفها بـ"التطبيعية" مع إسرائيليين.

وتحت عنوان "قاطع من يقتل شعبك، من يسلب أرضك، من يهدم بيتك" نظم نشطاء من الحملة جاؤوا من مناطق مختلفة بالضفة الغربية احتجاجا أمام الممثلية اليابانية في رام الله الاثنين، رفضا لمؤتمر طلابي يشارك فيه فلسطينيون وإسرائيليون ترعاه اليابان في طوكيو أغسطس/آب القادم.

وحسب المحتجين، فقد أجرت الجهة الراعية مقابلات مع الطلاب المشاركين وفق شروط من ضمنها أن يعيش الطلاب الفلسطينيون والإسرائيليون معا وأن يستمتعوا بذلك.

وقال نشطاء المقاطعة الأكاديمية إن بعض الطلاب يجهلون معنى التطبيع وأثره على الحقوق الفلسطينية كدولة تعيش تحت الاحتلال، مشيرين إلى أن المؤتمر يهدف إلى نقل صورة مزيفة تبين أن الطلاب الفلسطينيين والإسرائيليين يتشاركون حياة طبيعية بمعزل عن الصراع.

ويرى المحتجون أن منظمي اللقاءات التطبيعية يدوسون على معاناة الشعب الفلسطيني من حصار ودمار وقتل وأسر، فضلا عن الحواجز وجدار الفصل العنصري, ويقع المشاركون بها في شبهة الخيانة.

وحسب منسقة حملة "قاطع احتلالك" هناء أبو دية، فإن أنشطتها في مقاومة التطبيع الأكاديمي خاصة بدأت عام 2011 من مجموعات طلابية ومؤسسات وطنية، وهي جزء من حملة أكبر لمقاطعة الاحتلال ثقافيا وأكاديميا.

 الحملة توجهت لأكثر من 40 مدرسة للحديث مع الطلاب عن معنى التطبيع وأهمية المقاطعة(الجزيرة نت)
 الحملة توجهت لأكثر من 40 مدرسة للحديث مع الطلاب عن معنى التطبيع وأهمية المقاطعة(الجزيرة نت)

أهمية المقاطعة
وتوجهت الحملة إلى أكثر من أربعين مدرسة في خمس محافظات بالضفة الغربية للحديث مع الطلاب عن معنى التطبيع وأهمية المقاطعة، ورفض المظاهر التي تستهدف قطاع الطلبة وتحديدا من مؤسسات أجنبية، ومن الاحتلال بصورة غير مباشرة.

وترى أبو دية أن المشاركين في هذه الفعاليات يتعرضون "لغسل أدمغة" عبر الحديث عن ضرورة التعايش والتسامح و" نبذ العنف" من أجل إحلال السلام، وغالبا ما تستهدف لهذه الأنشطة فئات عمرية من المراهقين وما فوق.

وتشير أبو دية إلى أن التطبيع كمفهوم يعني جعل الشيء طبيعيا، كي تسير العلاقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بصورة طبيعية، مبينة "أننا نتحدث عن طرفين في صراع غير متساويين، ففي جانب هناك كيان احتلال وفي جانب شعب تحت الاحتلال".

ويأمل نشطاء حملة "قاطع احتلالك" في أن يشكل احتجاجهم ضد التطبيع الأكاديمي اليوم نواة لحركة ضغط على المؤسسات والقيادة الفلسطينية، لاستصدار مرسوم قانوني يجرم التطبيع مع الاحتلال، كما تقول أبو دية.

ويرى الناشط في الحملة جابر أبو رحمة أن الطلبة الفلسطينيين أينما ذهبوا يحملون اسم القضية التي يمثلونها، ويجب ألا ينسوا أنهم في حالة عداء مع الإسرائيليين، وأن حقوقهم وثوابت شعبهم غير قابلة للنقاش مع أعدائهم.

ودعا أبو رحمة طلبة الجامعات اليابانية إلى عدم دعوات الإسرائيليين إليها، لأنهم يدفعون من أموالهم لدعم لقاءات تنتهك حقوق الفلسطينيين.

قال بيان للحملة الوطنية لمقاطعة الاحتلال إن الأنشطة التطبيعية وخاصة الأكاديمية تستمر علانية، في ظل انتهاكات واضطهاد ممنهج، يمارسه الاحتلال بحق التعليم والثقافة الفلسطينية، بهدف طمس الهوية الوطنية والثقافية وخاصة في مدينة القدس المحتلة.

انتهاكات بحق التعليم
وقال بيان للحملة الوطنية لمقاطعة الاحتلال إن الأنشطة التطبيعية وخاصة الأكاديمية تستمر علانية، في ظل انتهاكات واضطهاد ممنهج يمارسه الاحتلال بحق التعليم والثقافة الفلسطينية، بهدف طمس الهوية الوطنية والثقافية وخاصة في مدينة القدس المحتلة.

وفي هذا السياق، تشير الحملة إلى سياسة إغلاق الجامعات والمدارس الفلسطينية والاعتقالات في صفوف الطلبة، إضافة إلى الحواجز وجدار الفصل، والسياسات التي أدت إلى تقطيع أوصال الفلسطينيين وعزل الضفة الغربية عن القدس وعن قطاع غزة، وضرب الهوية الوطنية.

ودعا البيان القطاعات والشرائح الفلسطينية عامة إلى ضرورة اتخاذ موقف مسؤول، وتبني نهج المقاطعة الشاملة للاحتلال اقتصادياً وثقافياً وأكاديمياً.

وحث الأكاديميين والمثقفين والطلبة بكافة الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات الفلسطينية على الالتزام بمقاطعة الاحتلال ثقافياً واقتصادياً، وعدم الاستجابة إلى ما وصفه بالإغراءات والأساليب الملتوية لإيقاعهم في شباك التطبيع تحت مسميات مختلفة.

ونشطت مؤسسات شعبية ووطنية فلسطينية في التصعيد ضد لقاءات أكاديمية واقتصادية نظمت مؤخرا بين فلسطينيين وإسرائيليين، ومن المقرر أن تنظم الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها مؤتمرا واسعاً السبت في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، بغرض تجريم هذه الأنشطة.

المصدر : الجزيرة