الجزيرة نت تعرض تفاصيل مسجد أثينا المرتقب

هنا سيُبنى مسجد أثينا
undefined

                                                                     شادي الأيوبي-أثينا

بعد مئات التقارير المكتوبة والمصورة في وسائل الإعلام العالمية عن مسجد أثينا -المزمع بناؤه في ضاحية إيليوناس القريبة من وسط العاصمة اليونانية- دون ظهور أي صورة له، كانت الجزيرة نت أول وسيلة إعلامية تدخل المكان الذي خصص لبناء المسجد، وتلتقط منه صورا، وتطلع على خطة بناء المسجد الذي ينتظره آلاف المسلمين في اليونان.

المكان عبارة عن قاعدة عسكرية مهجورة كانت تستعملها البحرية اليونانية في إصلاح شاحناتها، ويقع قرب محطة مترو تسهّل الوصول إليه، وهو محاط بأسوار من الباطون المسلح بسبب وظيفته القديمة، وتقع قربه كنيسة صغيرة، في رمزية أضفت على المكان بعدا أراد القائمون على المشروع التركيز عليه.

مدخل المكان لا يوحي بأن هذه المساحات الفارغة ستتحول قريبا إلى مكان يعج بالمصلين، لكن الأمين العام لوزارة التربية يورغوس كالاتزيس أكد للجزيرة نت أن عملية تلزيم الأشغال تجري شأن أي عمل عام، حيث ستعلن مناقصة لتسلمه من قبل إحدى شركات البناء في يوليو/تموز المقبل، وسيصدر في الخريف القادم قرار المحكمة العليا بشأن بعض الأمور المتعلقة ببناء المسجد وسيتمّ التحرك بناء على هذا القرار.

مسؤول يوناني: الجيش اليوناني تبرع بمكان المسجد وهذا أمر له أهميته المعنوية (الجزيرة نت)
مسؤول يوناني: الجيش اليوناني تبرع بمكان المسجد وهذا أمر له أهميته المعنوية (الجزيرة نت)

أهمية معنوية
وأكد كالاتزيس أن الديمقراطية المعمول بها في اليونان توجب احترام قرار القضاء بشكل مطلق، معتبرا أنه ليس من الصحيح خلق انطباعات خاطئة بشأن موضوع الاعتراضات على بناء المسجد، حيث إن جميع الأشغال العامة تلقى احتجاجات عليها.

وأوضح أن الجيش اليوناني تبرع بالمساحة المشار إليها وهذا أمر له أهميته المعنوية، كما كانت الكنيسة اليونانية تبرعت بمساحة أخرى لكن موقعها كان بعيدا عن وسط أثينا فألغيت الفكرة، مذكرا بأن اليونان تبني المسجد في ظل أصعب أزمة اقتصادية تمر بها بعد العام 1949 حيث تتفاقم أزمة البطالة.

وأشار كالاتزيس إلى أن البرلمان اليوناني صوّت على الموضوع بقانونين، مما يظهر بوضوح إرادة الشعب اليوناني والكنيسة والحكومة، معتبرا أنه من الظلم أن تظهر وسائل الإعلام المعترضين على بناء المسجد فقط، مع الاحتفاظ بحقهم في الاعتراض ضمن النظام الديمقراطي.

وعن ترتيبات المكان، قال إن بعض الأبنية الموجودة حاليا ستهدم، وستكون هناك فسحة كبيرة حول المسجد فيها أشجار وخضرة وأماكن للتنزه وستكون مفتوحة للجميع، مضيفا أن الحكومة لا تريد إخفاء المسجد خلف جدران عالية، بل تريده مفتوحا وظاهرا لكل سكان أثينا حتى يراه غير المسلمين منهم، وهو ما يعني إزالة الأوهام التي تشكلت لدى الكثيرين من هؤلاء بشأن الإسلام والمسلمين.

المسجد سيبنى بجوار كنيسة أرثوذوكسية تحت ظلال قلعة أكروبوليس المشهورة (الجزيرة نت)
المسجد سيبنى بجوار كنيسة أرثوذوكسية تحت ظلال قلعة أكروبوليس المشهورة (الجزيرة نت)

رسالة احترام
وقال المسؤول اليوناني إن المسجد -الذي يطل على قلعة أكروبوليس في رسالة حب واحترام متبادل- سيكون هدية من اليونان لمسلميها وهدية من هؤلاء لوطنهم، مضيفا أن أصدقاء اليونان -مثل العرب الذين أنقذوا قديما الحضارة اليونانية ونقلوها إلى الغرب- سيسرون بهذه الخطوة، مؤكدا أنه بعد بناء المسجد ستكون زيارة أثينا أمرا مستحقا، خاصة للعربي المسلم ليشعر بهذه الصورة الفريدة.

وسيبنى المسجد بجوار كنيسة أرثوذوكسية صغيرة يقول كالاتزيس إن وجودها يشكل رمزية عميقة يلاحظها أي زائر للمكان من النظرة الأولى، حيث يظهر التجاور بين المكانين المقدسين تحت ظلال قلعة أكروبوليس المشهورة، معتبرا أنه في المدينة التي ولدت فيها الديمقراطية والفلسفة والخطابة، يمكن للدينين السماويين (المسيحية والإسلام) أن يتجاورا بسلام واحترام متبادلين.

وأوضح المهندس المسؤول عن المشروع أن سعة المسجد الكلية ستكون حوالي 350 شخصا، وستصل المساحة الإجمالية للمكان إلى 3.5 أفدنة. وحسب خرائط المكان التي اطلعت عليها الجزيرة نت، فستراعى في عملية البناء توجهه باتجاه القبلة وإفراد مدخل للسيدات، كما راعى المخططون وجود تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة وأجهزة سلامة.

وفي جانب المبنى الرئيسي الذي يضم المسجد، ستكون هناك مبان أخرى تضم مكتبا للإمام وغرفة للمؤذن، بينما ستخفف المساحات المغطاة بالباطون المسلح ليحل مكانها العشب الأخضر، ويقول القائمون على المشروع إنهم لا يريدون المسجد سجنا محجوبا عن أعين الناس، بل مكانا مفتوحا للجميع.

المصدر : الجزيرة