القطريون يثقون في أميرهم الشاب
سيد أحمد الخضر-الدوحة
منذ ساعات الصباح الأولى تقاطرت جموع غفيرة من المواطنين القطريين من مختلف مناطق الدولة على الديوان الأميري لتهنئة ومبايعة الأمير الجديد.
فبعد أيام من الترقب وحبس الأنفاس تحقق ما كان تكهنا وصنعت قطر استثناء في المنطقة تجسد في تخلي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لصالح ولي عهده الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وطيلة ثلاثة أيام سيستمر توافد المواطنين على الديوان الأميري لإعلان الولاء للأمير الشاب ومبايعته على السمع والطاعة، والإعراب عن تشبثهم بالنهج الذي رسمه والده الأمير السابق.
تطور حضاري
ويقول الدبلوماسي والأكاديمي يوسف عبيدان إن ما حدث في قطر يعد تطورا حضاريا وحدثا استثنائيا في المنطقة، حيث تخلى الأمير عن العرش رغبة منه في إعطاء دور للشباب وضخ دماء جديدة في مركز صنع القرار.
ويشير إلى أنه حضر اجتماع أهل الحل والعقد الذي سبق تسليم السلطة ولمس ثقة ذوي الشأن في قدرة الأمير الجديد على قيادة البلد بما يلبي طموحات وتطلعات الشعب. ويقول عبيدان إن الأمير الشباب سبر أغوار القيادة وتولى ملفات مهمة ومعقدة خلال السنوات الأخيرة مما يرجح نجاحه في إدارة دفة شؤون الحكم.
ويعرب عبيدان، الذي خدم الدبلوماسية القطرية 30 سنة، عن امتنانه لجهود الأمير السابق حيث حقق الرفاهية للشعب القطري وجعل بلده يحتل مكانة مرموقة في مختلف المحافل الدولية منذ توليه مقاليد السلطة قبل 18 عاما.
أما المحامي حواس الشمري فيعلق على انتقال السلطة في قطر بالقول "نبايع الشيخ تميم على السمع والطاعة ولن ننسى الشيخ حمد ما حيينا فهو باني الوطن الذي عشنا في عهده 18 ربيعا".
ويؤكد الشمري ثقته في أن المكتسبات القطرية لن تتراجع في عهد الأمير الجديد لأنه تضلع في شؤون السياسة "وهو خير خلف لخير سلف".
رسالة للقادة
وعن مضامين التنحي الطوعي عن العرش، يقول الشمري إن الشيخ حمد بن خليفة وجه رسالة للقيادات العربية تتلخص في ضرورة التغيير وأهمية التناوب السلمي ومنح الثقة للشباب.
وحتى إذاعة خطاب التنحي يقول الشمري إنه لم يكن يتصور أن يترك قائد عربي كرسي الحكم طواعية، مما يكرس حقيقة أن الشيخ حمد قائد فذ واستثناء في العالم العربي.
ويدعو الشمري الشعب القطري إلى تنفيذ وصايا الأمير السابق التي تضمنت الأخذ بناصية العلم والجد في العمل، والتكامل مع الأمة العربية وإغاثة المنكوبين في مختلف بقاع الأرض.
ويقول الخبير القانوني بدر الهاجري إن قطر اليوم تعيش حالة استثنائية يمتزج فيها الفرح بالحزن لأن المواطنين متعلقون بنهج الأمير السابق ويثقون في كفاءة ونزاهة الأمير الجديد.
ويرى أن مراسم البيعة اليوم برهنت على وحدة الشعب القطري ووقوفه صفا خلف الأمير الشاب الذي "نثق في أنه قادر على استكمال مسيرة العطاء".
ويقول الهاجري إن من شأن انتقال السلطة في قطر إلى شاب لم يتجاوز الثالثة والثلاثين أن يعيد الثقة للشباب العربي الذي طالما غُيّب عن مراكز صنع القرار.
وحسب بعض التسريبات سيعتمد الأمير الجديد على طاقم وزاري معظمه من جيل الشباب، الأمر الذي يكرس الاستثناء القطري في منطقة الشرق الأوسط، وفق كثيرين.